تكديس وطق حنك
* (شدد نائب رئيس الجمهورية، حسبو محمد عبدالرحمن، على أهمية نقل العلاج المجاني إلى التأمين الصحي وضبط العملية العلاجية لضمان ذهابه لأصحاب الحق، مشيراً الى أن السودان بلد ذات حدود مفتوحة وهناك من يشارك أصحاب الحق في مجانية العلاج).
* ولازال العرض مستمرا، وسياسة التخدير وطق الحنك هي المسيطرة علي المشهد، وهاهو السيد نائب رئيس الجمهورية يتهم وبشدة جهات لم يسمها إنها من تختلق الأزمات وتعمل ضد تحقيق سياسة العلاج المجاني، وأن إحدى الولايات “كدست” أدوية العلاج المجاني بقيمة (60) مليار جنيه دون أن توصله للمحليات.
* بحديثه هذا، سيادة النائب حسبو، يريد أن يقول لنا أن هناك من يتسبب في كل هذه الأزمات، دون أن يكشف لنا ما هو (الهناك) خاصة وأنه في وضعيته كنائب لرئيس الجمهورية يفترض فيه أن يسمي الأشياء بأسمائها بدلا عن التمويه والطعن في ضل الفيل، لأن الفيل موجود ومعلوم للكل، ولا أظن في هذا أن السيد النائب يتعامل بسياسة(التعويم).
* التأمين الصحي الذي يتحدث عنه النائب مجرد لافتة مظلمة لما تسمي (مجانية العلاج)، والتي يراد بها تغبيش الصورة الحقيقية للوضع الصحي بالبلاد، وتجميل صورة النظام الكالحة، وهو يعلم تمام العلم أن أدوية التأمين الصحي ليس من بينها الأدوية(الحقيقية) التي يبحث عنها المواطن، ومعظم الأدوية لا تخرج من نطاق البندول والاسبرين والمضادات الحيوية، (غير المهلكة لخزينة الدولة) ولكنها بالتأكيد مهلكة لجيب المواطن.
* سيادة النائب قال أن هناك ولاية( كدست علاج مجاني بقيمة 60 مليار جنيه دون توصيله للمحليات)، وهو في النهاية حديث يخصه وحده طالما أنه جاء (عايم) بدون تسميات.
*فالوضع الطبيعي وفي اطار تدعيم مبدأ الشفافية ومحاربة الفساد الذي تصرح به الحكومة بمناسبة وبدون مناسبة، كنا نتوقع من سيادته كشف إسم الولاية (المكدسة) واسماء (المكدسين) الذين تسببوا في في هذا الفساد والعمل اللا إنساني وتقديمهم إلى المحاكمة، إلا إن كانت التقاطعات السياسية والمصالح المشتركة حالت دون إعلان ذلك، وبالنسبة لأي مواطن عادي فالأمر لا يخرج من نطاق صرف الأنظار عن القضية الأساسية التي أدخلت النظام في عنق الزجاجة.
* كنا نتمني من السيد النائب أن يفتينا في العلاج علي حساب الدولة بالخارج، والذي تنعم به فئة دونا عن غيرها، إذ لم نسمع يوما بوزير او مسؤول أو حتي أصغر فرد من أراد عائلته يتعالج في مستشفي الشعب او ابراهيم مالك أو أحمد قاسم، أو حاج الصافي، الطائرات التي تقل الأكابر إلى الاردن والمانيا ومصر ومصروفات العلاج التي تدفع هناك كافية لإنقاذ حياة مئات المرضي بالسيولة او السكري أو حتي القاوت.
* الهجرة العكسية من الخرطوم لمدني طلبا للعلاج يبدو أنها ستنتهي بعد أن يقل عدد المرضي (بالموت) بحسب مخطط النظام، ومن لم يمت في سريره، مات بإنعدام الدواء.
* الرعية أمانة في عنق الراعي سيدي النائب، وما يحدث لها سيسألكم عنه المولي عز وجل يوم العرض عليه، فماذا أنتم قائلون حينها؟
* هل ستقولون أنكم فشلتم في تقليل منصرفاتكم من مرتبات ومخصصات ونثريات مقابل توفير العلاج للمواطن الفقير؟
* أم ستقولون أن وزير المالية هو من أودي بالمواطنين إلى الهاوية بسياساته الطائشة غير المدروسة، وأنكم فشلتم في إثنائه عنها وبالتالى فضلتم الصمت إزاء الموت البطئ لشعبكم؟
* سيدي النائب لا نريد أن نقسو عليكم، ولكنكم قسوتم علي الشعب.
بلا حدود – هنادي الصديق
صحيفة الجريدة