سفر المسؤولين
٭ من الطرائف تعليقاً على تحرير سعر الصرف للجنيه السوداني مقابل الدولار الأمريكي، بشأن تذاكر السفر العالمية ورفع الدعم عنها، أن أحدهم قال : (والله ناس الحكومة ديل لوعاوز تخلى ليهم البلد مابتلقى طريقة).
٭ وطالما تذاكر السفر العالمية (طارت السما)، فوجب تقشف الحكومة حول سفر المسؤولين والوفود المشاركة خارجياً – ومع أن أمثال الدكتور أمين حسن عمر لايرون في التقشف الحكومي جدوى، وبالطبع حديث أمين سياسياً لا أكثر.
٭ بدليل أن وزير المالية بدر الدين محمود في فاتحة هذا الشهر التقى القيادات الصحفية والإعلامية في لقاء تنويري بنادي الشرطة – كنا حضوراً – أعلن عن سياسات تقشفية جديدة من بينها خفض السفر والمؤتمرات بجانب خصم 10% من مال التسيير لأي مؤسسة ووزارة، ووقف الصرف على المباني ومسائل أخرى.
٭ وبالتالي يُفهم من حديث الوزير والذي هو أعلم في الشأن المالي والاقتصادي من دكتور أمين أن السفر الخارجي، أحد الأعباء التي تُشكل ضغطاً على الميزانية .. والأن مع الزيادة الهائلة في تذاكر السفر، وجب على الحكومة مراجعة الأمر.
٭ كثير من المشاركات الخارجية ليست ذات جدوى، وعدد لا يستهان به من المسؤولين لا يقوم بتنوير الرأي العام، بمشاركته الخارجية، بل إن هناك مشاركات خارجية ينبغي التأكد من الكيفية التي تمت بها.
٭ على سبيل المثال يدور حديث هامس حول مشاركة وزير اتحادي في مؤتمر دولي أقيم قبل فترة قليلة كان من ضمن رعاته شركة إسرائيلية، كما هناك مشاركات لا تعود بالنفع على البلاد.
٭ لا نتحدث عن سفر المسؤولين فقط، بل مشاركات الوفود، فكثيراً ما يتسلل البعض ضمن الوفود المشاركة، ولو تقصيت حول دواعي مشاركتهم لا تجد لها سبباً مقنعاً .. ذات مرة تقدم نحو خمسة عشر شخصاً من البرلمان طالبين تأشيرات من السفارة الامريكية بالخرطوم للمشاركة في مؤتمر برلماني دولي بنيويورك خاص بمكافحة المخدرات.
٭ وسبق أن اتهم عضو برلماني يدعى التجاني كجم، رئيس البرلمان بسماحه بمشاركة تسعة من طاقم مكتبه في مؤتمر خاص بالمناخ، وجاء ابراهيم وأقر بسفر سته لا تسعة، ومر الأمر مرور الكرام.
٭ سبق أن تحدثت إلى وزير الدولة بمجلس الوزراء الشاب جمال محمود (رمانة الحكومة)، حول سفر المسؤولين والوفود، وقال لي إن المسألة تمر عبر لجان، وكثيراً ما يتم رفض مشاركة وزير ويستعاض عنه بالسفارة بالدولة المعنية.
٭ لا أشكك مطلقاً في حديث جمال وهو من المسؤولين أصحاب الهمة العالية، لكن قطعاً هناك تحايلاً يتم، فاللجان تنظر لصفة الشخص ولا تدقق في الاسم ومن هنا يتم التلاعب.
٭ ومهما يكن من أمر هذه سانحة طيبة للحكومة أن (تربط الحزام على بطنها) وتشدد على السفر الخارجي حتى يقعد مسؤولوها (في الواطة).
إذا عرف السبب – اسامة عبد الماجد
صحيفة آخر لحظة