الغموض يكتنف ملابسات اختطاف (39) مواطناً سودانياً في الاستوائية
+ لايزال الغموض يكتنف حادثة اختطاف سودانيين من ولاية جنوب كردفان من مدينة ياي بولاية وسط الاستوائية حيث أعلنت السلطات الحكومية في ياي عن محاولات لإطلاق سراح المختطفين البالغ عددهم (39) سودانياً من ضنمهم (28) طفلاً و (4) نساء بينما توفي اثنان ونقل (5) للعلاج في ياي بعد فك أسرهم. وبحسب المعلومات فإن سلطات جنوب السودان تزعم أن مجموعات مسلحة اختطفت السودانيين بحسب المتحدث باسم حكومة ياي ستيفن لادو، وفي سياق متصل اعتقلت قوات جهاز الأمن الوطني في ياي العشرات من جنود الجيش الشعبي الحكومي بتهم قيام بإطلاق النار وتنفيذهم لعمليات نهب بالمنطقة بجانب ارتكابهم جرائم بشعة -على حد تصريح المصدر- وتفيد الأنباء أن السودانيين المختطفين ربما يكونوا تحت أسر مليشيات (مثيانق اينور) الحكومية المتحالفة مع الجيش الشعبي. فيما يلي تفاصيل الأحداث الداخلية والدولية المرتبطة بأزمة دولة جنوب السودان أمس.
انشقاق جديد
انشق (3000) جندي حكومي بكامل عتادهم العسكري من الجيش الشعبي بدولة جنوب السودان يتبعون لفصيل (الكوبرا) المتحالف مع جوبا الذي يقوده وكيل وزارة الدفاع ديفيد ياوياو، وهدد المنشقون الجدد عن ياو ياو بأنهم سيجتاحون العاصمة جوبا بالتنسيق مع قوات رياك مشار والجيش الابيض بدون تحديد لسقف زمني للاجتياح، وقال اللواء كروك قائين قائد المجموعة المنشقة التي انضمت الى قوات الفريق اول خالد بطرس قال إن حكومة جوبا التي نطعمها بأبقارنا سيراً على الأقدام ليست بعيدة عن نيراننا، مضيفاً أن الحكومة تقتل مواطني جنوب السودان بسبب انتمائهم الاثني لذا فإنها ليست جديرة بالاحترام، وأشار اللواء كروك انهم صبروا على حكومة جوبا لفترة طويلة بعد توقيعهم لاتفاق اديس ابابا لكن نقضته اخيراً ، ودعا القائد المنشق ابناء الاونوير لتنسيق بين فصيل (كوبرا) و(الجيش الابيض) لإسقاط نظام جوبا.
اعتقال مسؤول إفريقي
مرَّ شهران على اعتقال القائد العسكري السابق من دولة جنوب إفريقيا (ويل اندلي) لدى جهاز الامن الوطني بدولة جنوب السودان بعد اعتقاله في شهر سبتمبر الماضي لاسباب غير واضحة حيث يزعم جهاز الأمن بأن القائد العسكري الجنوب إفريقي كانت له علاقة بزعيم المعارضة المسلحة د.رياك مشار.
لوكا في زامبيا
يزور القيادي السابق بدولة جنوب السودان الدكتور لوكا بيونق العاصمة الزامبية لوساكا بوصفه عضو هيئة التدريس في مركز الدراسات الافريقية التابع لجامعة الدفاع القومي الامريكي حيث يبحث بيونق مع المسؤولين والقادة الامنيين على الاستفادة من المنح والمساعدات الأمنية الامريكية.
كينيا تتراجع
صرَّحت الحكومة الكينية أنها ستواصل بذل جهودها لاستعادة السلام في دولة جنوب السودان بالرغم من سحب قواتها من بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام الأسبوع الماضي، وكان الرئيس الكيني أوهورو كينياتا أمر الأسبوع الماضي بعملية الانسحاب رداً على إقالة القائد الكيني لقوات حفظ السلام اثر تقرير للمنظمة الدولية قال إن رد فعله كان فوضوياً وغير فعال تجاه العنف في جوبا 2016م وقطع المتحدث باسم الرئيس الكيني مانوح إيسيبيسو في مؤتمر صحافي بنيروبي بأن بلاده لن ترسل قوات للمشاركة في بعثة (يونيمس)، مردفاً أن كينيا ستظل تفي بالتزامها تجاه جنوب السودان.. سنعمل مع حكومة جوبا بشكل ثنائي في إطار الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيقاد) والاتحاد الإفريقي. وأكد المسؤول الرئاسي أن الجيش الكيني لن ينخرط في بعثة حفظ السلام في جنوب السودان مستقبلاً، مشدداً لن نعمل مع (يونيمس).وأعرب قائد قوات حفظ السلام للأمم المتحدة هيرفيه لادسو، الخميس الماضي، عن أسفه بشأن قرار كينيا بسحب قواتها من جنوب السودان. وأشار إلى أن كينيا كانت مساهماً قوياً في جهود حفظ السلام في دولة الجنوب. وتابع لادسو إن الأمم المتحدة تقيّم العواقب التي قد يخلفها انسحاب كينيا في ما يتعلق بتعزيز قوة حفظ السلام التابعة لها هناك، وفي السياق اعتبر مراقبون أن خطوة الحكومة تعد تراجعاً لموقفها إزاء الانسحاب الكامل من جنوب السودان خاصة بعد الضغوط التي شهدها البرلمان الكيني جراء عدم إخطاره بسحب القوات من جوبا.
مقتل 9 بالوحدة
كشف وزير الإعلام والمتحدث باسم حكومة ولاية الوحدة، لام تونقوار، عن مقتل 9 مدنيين في الاشتباكات التي اندلعت بين القوات الحكومية وقوات المعارضة بقيادة مشار بمنطقة نيالديو، وقال الوزير إن هنالك تسعة مدنيين لقوا حتفهم أثناء الاشتباكات بمنطقة نيالديو، زاعماً أن قوات الجيش الشعبي استعادت المنطقة من المعارضة بعد أن استولت عليها لفترة وجيزة.
من جانبه أكد المتحدث العسكري باسم الجيش الشعبي في المعارضة وليم قاتجياس دينق أن قواتهم مازالت تسيطر على منطقتي نيالديو وكلجاك منذ المعارك وبشأن اتهامات الحكومة بأن المعارضة اختطفت عدداً من عمال الإغاثة أثناء المعارك، كشف قاتجياس وجود (20) عامل إغاثة احتموا بقواتهم أثناء المعارضة ومازالوا في منطقة نيالديو التي تسيطر عليها المعارضة.نافياً اختطاف قواتهم لعمال الإغاثة، كاشفاً عن إخطارهم لوكالات الإغاثة بأن هنالك (20)من عمال الإغاثة تحت حمايتهم بمنطقة نيالديو وهم في أحسن حال ومسموح لهم بالتحرك إذا أرادوا الذهاب.
وفي السياق نفسه أكد مصدر لـ(الإنتباهة) أن الاشتباكات لاتزال متواصلة لليوم الثالث أمس (الاربعاء) حول المنطقة.
ترحيل قوات مشار
قال المتحدث العسكري باسم المعارضة المسلحة في جنوب السودان وليم قاتجياس دينق، إن هنالك مساعٍ من بعثة الأمم المتحدة بدولة الكونغو لترحيل جنود المعارضة المسلحة الذين عبروا مع مشار إلى الكونغو عقب الأحداث في العاصمة جوبا إلى منطقة فقاك معقل المعارضة المسلحة بولاية أعالي النيل، وأوضح قادتجياس دينق أنهم على اتصال مع قواتهم بدولة الكونغو، مبيناً أن بعثة الأمم المتحدة وعدتهم بإجلاء القوات من الكونغو إلى منطقة فقاك نهاية نوفمبر الجاري. ونفى المتحدث باسم المعارضين الأنباء التي تفيد بأن هنالك مفاوضات بين حكومة الكونغو والحكومة في جنوب السودان لتسليم قوات المعارضة على غرار تسليم السلطات الكينية للمتحدث باسم مشار لحكومة سلفا كير.
مقتل فتاة بعد اغتصابها
لقيت فتاة قاصر في الثالث عشر من عمرها مصرعها، بعد تعرضها لاغتصاب جماعي بواسطة ثلاثة عناصر يعملون في الجيش الشعبي الحكومي بالقرب من موقع حماية المدنيين في مدينة واو بولاية غرب بحر الغزال، وقال بونا قودنسيو، وزير الإعلام والمتحدث باسم الحكومة في ولاية، أمس أن السلطات تمكنت من إلقاء القبض على ثلاثة جنود تناوبوا على اغتصاب فتاة عمرها ثلاثة عشر عاماً حتى الموت بعد خروجها من مخيم الأمم المتحدة مع أمها للعمل، مبيناً أن الجناة اغتصبوا الفتاة وأنهالوا بالضرب على أمها التي فرت هاربة، وقال الوزير إن القضية أصبحت جنائية بعد القاء القبض على الجناة. من ناحية أخرى، أكد قودنسيو دفع الحكومة الاتحادية بتعزيزات عسكرية قوامها (1500) جندي في طريقها الى واو، كاشفاً عن مخاطبة الغرفة التجارية والمواطنين لجمع الأموال لدعم القوات، بينما الولاية ستكون مسؤولة عن توفير الوقود، وفي السياق نفسه أبدت حركة أسود غرب بحر الغزال استعدادها لاي هجوم حكومي على مواقعها.
تطبيق سيادة القانون
عقدت حكومة جنوب السودان اجتماعاً مشتركاً مع منظمة الأمم الإنمائي حول تنفيذ سيادة حكم القانون في البلاد، وحضر الاجتماع عدد من وزراء حكومة الرئيس كير بينهم وزير العدل فولينو وناويلا أونانقو. وفيي تصريحات صحافية عقب الاجتماع، أكد وزير العدل فولينو وناويلا أن حكومة جنوب السودان ستعمل مع الأمم المتحدة في مجال تطبيق القانون في البلاد.وقال إن الاجتماع تركز حول كيفية تطبيق القانون في المؤسسات القانونية مثل الأمن والشرطة والدفاع، مبيناً أن برنامجهم مع منظمة الأمم المتحدة الإنمائي لدعم سيادة حكم القانون قد توقف بعد الحرب التي اندلعت في ديسمبر 2015.
آفاق تعاون تعليمي
التقى وزير التعليم العالي بدولة جنوب السودان يين ورال لام سفير السودان لدى جوبا عثمان أحمد في مكتبه، لبحث العلاقات الثنائية وآفاق التعاون في مجال التعليم بين البلدين.وقال الوزير يين ورال في تصريح للصحافيين إن الاجتماع ناقش اتفاقية 2012 الموقعة بين السودانين وغيرها من المسائل ذات الصلة بطلاب جنوب السودان الذين يدرسون في السودان.وقال المسؤول الحكومي إن الاجتماع تطرق أيضاً لمسألة معاشات أبناء جنوب السودان الذين كانوا يعملون بوزارة التعليم العالي قبل استقلال جنوب السودان في عام 2011.وتابع لذا فقد أعرب السفير عن استعداده للتعاون معنا في هذه المجالات، وسيرفع القضايا التي ناقشناها إلى السلطات المختصة، لذلك نحن سعداء أن يكون معنا هنا هذا الصباح. من جانبه، قال السفير عثمان أحمد انهما ناقشا القضايا المتعلقة بالعلاقات الثنائية بين البلدين والعلاقات التاريخية بين الشعبين.وقال لقد ناقشنا العلاقات الخاصة، وأيضاً كيفية تحسين العلاقات في مجال التعليم بين الشعب الواحد في البلدين، وناقشنا أيضا ًكيفية تطوير علاقاتنا في المجالات الأخرى.
انهيار الموازنة
في ظل هذه الأوضاع التي تعيشها دولة جنوب السودان تعجز الحكومة عن رفد خزائنها بأية إيرادات يمكن توجيهها لصالح الخدمات أو حماية الأسواق أو تدبير رواتب مئات آلاف الموظفين. وقال خبير الاقتصاد الجنوبي ستيفن لوال، إن ملف التسليح استفرد بكل الإيرادات، ما أفضى إلى انعدام الخدمات الحكومية، محذراً من اختفاء العملة المحلية لجنوب السودان، ما لم يتم دعمها بالإنتاج والغطاء النقدي الأجنبي. وكانت حكومة جوبا قد تحدثت في فترة سابقة عن ميزانية قدرها 22 مليار جنيه جنوب سوداني، وعقب ذلك قدمت الصين قرضاً بقيمة مليار و900 مليون دولار إلى جوبا، لكن بعد تراخي الصين في القرض لم تفعّل الميزانية، ما أفضى إلى توقف مشاريع تنموية كبرى.ويقول مراقبون إن الوضع الحالي لا يسمح لحكومة جوبا بتكوين نظام مالي، فهمها الأول هو هاجس الأمن الذي أدى إلى تدهور كافة القطاعات النفطية، الممول الرئيس لخزانة الدولة، مستندين إلى توقف البيانات التي تصدرها الخرطوم بشأن الإيرادات التي تحصلها نظير عبور نفط الجنوب عبر أراضيها، ما يؤكد مزاعم توقف إنتاج النفط في الدولة الوليدة.
يمانويل كيمبي ينفي
نفى الفنان إيمانويل كيمبي الشائعات بشأن انضمامه للمعارضة المسلحة بقيادة نائب رئيس جنوب السودان رياك مشار.جاء ذلك عقب وصوله إلى مطار جوبا الدولي امس قادماً من الولايات المتحدة الأمريكية حيث شارك في أعمال فنية.وقال كيمبي في تصريحات صحافية إنه لم ينضم إلى فصيل المعارضة المسلحة بقيادة مشار، مشيراً إلى أنه سيعمل من أجل السلام في كافة أنحاء البلاد.
جوبا تمنع الإعلام
منعت حكومة جنوب السودان المؤسسات الإعلامية والصحافيين من إجراء أية مقابلات ونشر أية مواد متعلقة بنائب الرئيس السابق وزعيم المعارضة المسلحة الحالي رياك مشار. وقال ضابط أمن رفيع المستوى لا يُستثنى أي كيان إعلامي أو صحافي من هذا الحظر ما لم يتم الانتهاء من مراجعة السياسة الإعلامية الحالية في البلاد. وأضاف المسؤول- الذي رفض الكشف عن هويته- تلقينا أوامر وتوجيهات من جهات عليا بمنع وسائل الإعلام من إجراء مقابلات مع مشار سواء أكانت مطبوعة أومذاعة داخل جنوب السودان. وحذر من أن المخالفين لهذه التوجيهات سيُطبق عليهم القانون بصورة رادعة، وزاد لذلك يجب أن يكون الإعلام حذراً وخاصة وسائل الإعلام الإلكترونية التي لا تتقيد بسياسات حكومة جوبا لأنها تعتقد أنه لا يمكن الوصول إليها، وهذا تصور خاطئ لأن الحكومة لديها أذرع طويلة ويمكنها الوصول إلى هؤلاء الإعلاميين.
الانتباهة