رأي ومقالات

عندما اخبروه بانقلاب البشير، سأل عم عثمان هل يمنعني الرئيس الجديد من شراء وبيع البروش ؟

نتائج الانتخابات الامريكية …( تو يدي , واندو لامو) .. Wando lamo
الجملة اعلاه بلغة الفلفلدي … رد بها احد اعمامنا ويدعى (عم عثمان) علي محدثه الذي اخبره بحدوث انقلاب علي الصادق المهدي بقيادة ضابط يدعي عمر البشبر …

عم عثمان يعمل في تجارة ( البروش) و (القفف) المصنوعة من السعف … يشتريها ويجمعها من اسواق الارياف ويبيعها في سوق سنار و سوق سنار هو ابعد مكان يذهب اليه في حياته التي قضاها ما بين مايرنو وسنار ….

وعندما اخبره محدثه بخبر الانقلاب ، ساله عم عثمان هل يمنعني الرئيس الجديد من شراء وبيع البروش ؟ قال له لا …
هز عم عثمان كتفيه في لا مبالاة وقال جملته ( تو يدي واندو لامو ) والجملة معناها (لا يهمني حتي لو اصبح القرد رئيسا ما دمت اشتري وابيع بروشي) …. ومن يومها اصبحت الجملة بيننا (مثلا ) نرد به على أي امر بعيد عنا ولا يغير كثيرا في حياتنا الخاصة …

لسان حال عم عثمان هو لسان حالنا مع تنصيب ترامب رئيسا لأمريكا … فكلنا يعرف ان امريكا دولة دستور وقانون و مؤسسات ، ولا يستطيع الرئيس الجدبد ان يغير كثيرا في سياسات البلاد الا بالنذر اليسير ، بل اليسير جدا …
كل القارة الافريقية وكل العرب والمسلمين فرحوا بتنصيب اوباما رئيسا قبل ثمان سنوات ، فماذا استفادو من فترة رئاسته سوى مزيدا من الحروبات والاضطرابات والموت المجاني وماذا قدم الرئيس الامريكي الاسود لأهله السود في افريقيا ؟ ، بالتأكيد الاجابة هي (لا شئ) …

علينا عدم التعويل علي تنصيب فلان او فلتكان لتغيير احوالنا الاقتصادية والسياسية … فالتعويل عليها ما هو الا نوع من انواع الفشل الداخلي الذي نعيشه في دولنا الافريقية او العربية …
هل كون الرئيس ترامب او كلنتون سيغير شيئا في الهند او الصين او اليابان مثلا ؟؟
بالتأكيد لا ، لن يغير شبئا ذا بال ، وحتى المواطن في تلك الدول لن يحتفي بفوز هذا او ذاك الا بمقدار احتفائه بفوز احدى الفرق الرياضية التي يشجعها ، والامر برمته مجرد تسلية فقط …
لكن عندنا هنا ، فدائما نهرب من مشاكلنا الداخلية التي نصنعها بأيدينا ، ثم نبحث لها عن حلول في ترشيح ترامب او هيلاري ….

لو كانت حكومتنا ديمقراطية ولنا دستور دائم وقوانين عادلة ومفعلة ، وجبهة داخلية متماسكة …. حينها سيكون تعليقنا عند نهاية كل انتخابات امربكية ، كتعليق عم عثمان (تو يدي واندو لامو ) …

يقلم
سالم الأمين