هل حسن روحاني “منافق” كما يقول رئيس القضاء الإيراني؟
اتهم صادق آملي لاريجاني، رئيس السلطة القضائية في إيران رئيس جمهورية بلاده حسن روحاني بـ”النفاق” لأنه يقول كلاما في العموم عن حرية الصحافة، مغايرا لما يصرح به في لقاءات خاصة مع المرشد علي خامنئي الذي يمسك بالأمور صغيرة كانت أم كبيرة في إيران باعتباره “الولي الفقيه المطلق” كما يعبر عنه رسميا.
وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني، قد انتقد بشدة ممارسات السلطة القضائية ضد الصحافيين في بلاده أثناء افتتاح معرض الكتاب بطهران يوم السبت الماضي، وقال “لا يصح تكميم الأفواه بحجج واهية، ولا يمكن الحصول على الأمن فقط من خلال البندقية ولا يمكن تكسير الأقلام”، في إشارة إلى القمع الذي تقوم به السلطة القضائية ضد الإعلام والإعلاميين في بلاده.
ورد لاريجاني على تصريحات روحاني بغضب شديد، واصفا إياها بـ”القذف والازدراء” ضد السلطة القضائية، مبينا أنها تهدف إلى تضعيف السلطة القضائية.
وقال لروحاني “شفهيا وكتابيا تريد مواجهة الصحافة، وفي العلن تطالب بالحريات للإعلام”.
طريق الواسطة
يبدو أن الرئيس الإيراني قد طالب سابقا بمواجهة صحيفة “كيهان” والمواقع المقربة من الحرس الثوري مثل فارس نيوز وتسنيم التي تعارض نشاطات حكومة روحاني، خصوصا الاتفاقية النووية وتنشر بشكل يومي مقالات ضد نتائج الاتفاق النووي مع الدول الست الكبرى.
وأضاف لاريجاني مخاطبا رئيس بلاده: “أخي العزيز أنت شفهيا وكتابيا عن طريق الواسطة أو من دونها، قلت مرات عديدة لماذا لا تواجهون هذه الصحيفة أو هذا الموقع أو تلوم في جلساتك مع المرشد، لماذا لا تواجه السلطة القضائية الصحيفة الفلانية؟ لكن عندما تكون بين الإعلاميين والصحف تنادي بالحرية للإعلام”.
إضافة إلى التيار المتشدد المعارض أساسا مع توجهات روحاني التي يطلق عليها بـ”المعتدلة”، هناك من بين الإصلاحيين أيضا من يتهم حسن روحاني بأنه لم يقم بأي جهد تجاه الإصلاحات الحقيقية، حيث أطلق وعودا في بداية حملته الانتخابية عام 2013 حول الحريات الاجتماعية وحقوق المواطنة وعدم ملاحقة الصحافيين لكنه “لم يحقق منها إلا نادرا”.
كما كتب اليوم موقع كلمة المقرب من مير حسين موسوي، أحد قادة الإصلاح الإيراني الذي يقبع للإقامة الجبرية بأمر مباشر من المرشد خامنئي، كتب منتقدا روحاني لأنه حسب رأي الموقع “يقوم بتأجيل المطالبة بالإفراج عن مير حسين موسوي وزوجته زهرا رهنورد ومهدي كروبي إلى أجل غير مسمى”.
الوفاء بالوعود
وأكد مصطفى كواكبيان، رئيس كتلة الأمل التابع للإصلاحيين في البرلمان الإيراني في لقاء مع موقع “كلمة” اليوم الثلاثاء، أنه طالب روحاني بالوفاء بوعده تجاه الإفراج عن المعارضين الثلاثة، وقال: “رغم أن المسؤولين يصرحون بأن موضوع الإفراج ليس من خياراتهم لكن المتوقع من رئيس الجمهورية أن ينشر تقريرا يوضح فيه أداء الحكومة في هذا المجال”.
كما تتهم القوميات غير الفارسية حكومة حسن روحاني بأنه لم يف بأي من وعوده حيث زار الرئيس الحالي في حملته الانتخابية الماضية، الأقاليم الحدودية مثل الأهواز (العرب) وبلوشستان (البلوش) وكردستان (الأكراد) وآزربيجان (الأتراك) وكان من بين وعوده تنفيذ مواد دستورية تنص على تعلم اللغات المحلية في المدارس والجامعات، في حال وصل إلى رئاسة الجمهورية التي مضى منها ثلاثة أعوام.