عن.. الانسلاخات الاقتصادية!!
* سلخ يسلخ.. فهو مسلوخ.. مسلوخ مسلوخ يا ولدي..!!.. هذا هو الحال بعد رفع الدعم الأخير.. تساقط باقي اللحم.. وتبقى العظم.. الواهن الضعيف.. الذي نخاف حتى من الرياح أن تكسره.. أو حتى تذروه في الهواء..؟!
* (٢٧) عاماً من البر المر.. وطعم العلقم.. ومرارة النفوس.. وكأن هؤلاء (القوم) لا يشعرون بالمكابدة.. والعناء.. وكأنهم يعيشون في كوكب اخر.. ولا يشعرون بأن لهم (شعب) يستحق الحياة الكريمة.. شعب يعاني من الغلاء وإرتفاع الأسعار.. واشتعال النيران هنا.. وهناك.. ولكنهم لا يأبهون لذلك.. ويتمتعون بالخيرات والثمار.. والمال.. والسلطة والنفوذ.. ويسلقون (الناس) بألسنة حداد.. وبألفاظ يصعب اللسان عن ذكرها.. أو حتى شرحها..!!
* هي ألفاظ.. من كبار المسؤولين ذكرناها كثيراً.. ولكن (لا يهم).. ما دام حبيبي الاسمراني.. يسير في طرقات احدى مدن الخليج العربي.. ويسقط عليه فجأة مبلغ (٣) مليون دولار.. رغم أن السماء لا تمطر ذهباً ولا فضة.. هو يقول لدائرته المقربة.. انها (هبة السماء) لنقاء السريرة.. والمشروع.. و(هي) من أجل إعمار الديار في مناطق النزاعات..!! (وفجأة) ينتل من جنوب المدينة (الحزين).. الى شرقها الوارف الظلال في ذلك البرج السامق.. مثل هذا لا بد (كمثال).. ان يكون عنده غرف نوم أنيقة.. ودولاب كبير.. به الكثير من الملابس.. ورف أو (ضلفة) خاصة بالعملات.. المحلية أو الأجنبية.. ولا بد أن (الذرية) المباركة تتعلم في أرقى المدارس الخاصة.. دون الحاجة للسفر الى الخارج (…)؟ أو حتى الاقتراب.. من شارع ديوان الزكاة..!!
* أمثال هذا.. كثيرون.. من اهل شارع المطار.. والبرلمان الاتحادي يعرفهم.. وحتى الولائي.. ولكن يبدو انه.. لا خير في زيد.. او عبيد.. أو حتى (نطاط) الحيط.. و(نطاط) المال العام..!!
* لأنهم لو شعروا.. ولو قليلاً بأوجاع.. و(جوع) شعبهم.. لتنازلوا عن الكثير من المخصصات.. لا نقول السيارات.. بل (جزء) من وقودها.. بنزين او جازولين.. وقليل من (المال) ولو شهرياً.. أما السادة الوزراء.. الاتحاديون.. او الولائيون.. وأعضاء مجالس الولايات.. ومجلس الولايات.. والولاة.. والمعتمدون.. المنتشرون فيما تبقى من مساحة السودان الكبير.. كل هؤلاء.. عند صحوة ضمير (ما) لو تبرعوا بالقليل من (مالنا).. الذي بطرفهم.. لأصبح الحال غير الحال.. ولملئت خزائن (المالية) شهداً.. وسمناً.. وعسلاً.. وعملات مختلفة.. فاضت حتى على الشوارع الجانبية للبنك المركزي..!!
* وبصحوة ضمير (ما).. إن وجد في هذا الزمان.. لو اعيدت اراضي الدولة.. في الخرطوم التي يقول حاكمها.. انها بيعت.. ولا ندري أين ثمنها!!.. ومن أخذه.. لو تبرع بجزء منه لنشط الاقتصاد.. وتمت (زراعة) الأراضي على ضفتي النيل الازرق.. والأبيض.. وكل امتداد النيل الكبير.. ولعادات لمشروع الجزيرة (سطوته) على الاقتصاد.. أما (تجار) العملاق.. من التماسيح الكبيرة.. لو اعادوا قليلاً منها الى الداخل الحزين.. لعادات للخطوط السودانية.. (سودانير).. والخطوط البحرية.. سيرتها الأولى.. و.. و.. والكلام كثير عن خيرات البلاد التي نهبت.. أو التي (قادها) البعض بقوة عين وجرأة الى خارج الحدود..!!
* ولكن أين نجد هذا الضمير (الما)؟.. والبعض يتاجر حتى بحقوق المعاشيين.. بدعوى إيجاد اراضي سكنية لهم.. في شرق المدينة.. و(المساكين) جمعوا مدخراتهم التي تجاوزت (المليارات).. ولم يجنوا سوى السراب.. رغم تعاقب السنوات.. وللأسف كل ذلك تم من (قوة نظامية).. من المفترض ان اقتصاد السودان يعتمد عليها.. ولكن لا احد يسأل أو يهتم.. مثلما لا أحد يهتم إلا (بالكومشن) الذي سوف يجنيه من المال العام.. لمشاريع عامة.. مثلما حدث في تلك الولاية (البعيدة)..!!
* الكل يريد لنفسه.. مالاً وسلطة.. ويقولون اصلاحات اقتصادية.. يدفع ثمنها الشعب فقط.. إن تبقى له ما يدفعه بعد رهق كل هذه السنين..!!
* وهم.. من (الكبار) ومن يدور في فلكهم من أحزاب الكهنوت والفتات.. يعيشون في ومن خيرات الشعب..!!
* وهم يعرفون جيداً.. أن (الصبر) في محطته الأخيرة..!!
مفارقات – صلاح أحمد عبدالله
صحيفة الجريدة