منوعات

النجوم والسلطة… لكلّ رئيس عربي فنّان

مرة جديدة تُطرح مسألة علاقة المغنين، بالسلطة السياسية. المزيد من علامات الاستفهام حول الأسباب التي تؤدي إلى دعم فنان لنظام سياسي لا يحمل إجماعاً من قبل الناس.

أول من أمس أثارت الفنانة اللبنانية جوليا مزيداً من التساؤلات حول هذه العلاقة الجدلية، في مناصرة جوليا لرئيس جمهورية لبنان المُنتخب العماد ميشال عون، وحضورها للمرة الأولى جلسة الانتخاب، كفنانة، وتصريحها أنها لا تغني للأشخاص بل تغني الأوطان. وهي عبارة استعارتها بطرس من مسيرة السيدة فيروز الغنائية التي ما غنت يوماً رؤساء، بل غنت الأوطان من بيروت، مروراً بدمشق، وصولاً إلى الأردن، ومكة المكرمة، وغيرها من الدول التي كانت تحيي حفلاتها، الخاصة والوطنية، وتهدي شعوبها أغنية خاصة عن البلد لا عن الرئيس، أو الحاكم.
لكن جوليا التي رفضت الغناء للرئيس اللبناني الجديد، تُعتبر من أشد الفنانات ولاء له، حتى أن زوجها وزير التربية اللبناني الياس أبي صعب ينتمي لتيار عون السياسي، وقد جيء به وزيراً عن “التيار الوطني الحر”.

ولا تُعتبر جوليا الفنانة الوحيدة الموالية لرئيس لبنان الجديد، العماد ميشال عون، تحمل المفكرة عدداً كبيراً من الفنانين اللبنانيين الذين ناصروا العماد عون قبل نفيه إلى باريس العام 1990 وعودته إلى لبنان في أيار/مايو العام 2005. الملحن سمير صفير يُعتبر من أشد الداعمين للجنرال ميشال عون اليوم، ولطالما لحن مجموعة من الأغنيات التي يطلبها تيار عون السياسي قبل أن يصبح رئيساً ويُشارك في بعض المناسبات التي يقيمها التيار الوطني دون أي عائد مالي.

وكذلك يعتبر المطرب معين شريف من أشدّ المناصرين للجنرال عون، تبين ذلك بعد مشاركة شريف قبل عام في التظاهرة التي دعا إليها تيار عون في بيروت، فوقف مغنياً معلنا في سلسلة من التصريحات عن أمنياته بوصول عون إلى سدة الرئاسة الأولى، وهو يقوم اليوم بتسجيل أغنية خاصة مهداة منه للعهد الجديد.

ولا يبتعد زميل شريف، اللبناني زين العمر أو طوني حدشيتي، عن تأييد الرئيس عون، ويجاهر بذلك علانية، كما يُشارك في معظم التظاهرات والفعاليات التي يقيمها تيار عون في لبنان والعالم دون مقابل، وهو أيضاً يستعد لإطلاق أغنية خاصة داعمة لوصول عون إلى سُدة الرئاسة الأولى في لبنان.

وأمس هرع معظم الفنانين اللبنانيين إلى توجيه التهاني بانتخاب العماد ميشال عون الرئيس الثالث عشر للبنان، عاصي الحلاني وراغب علامة، ونانسي عجرم ونجوى كرم وكارول سماحة، وغيرهم من الفنانين أدلوا بدلوهم في الأمنيات الخاصة بالعهد الجديد، وتمنوا لعون ولاية جديدة، تحمل في سنواتها، السلام والأمن والاستقرار للبنان. فيما حاول آخرون الدخول أيضاً من بواية التهنئة، ولو لم يكن ولاؤهم للجنرال من البداية، ومنهم راغب علامة الذي تمنى أن يحمل العهد الجديد التوفيق للبنان، وكذلك فعل الفنان فارس كرم، الذي اتهم بأنه يوالي سياسياً تيار رئيس الجمهور السياسي، في الخفاء، وعبر بكلمات مقتضبة عن فرحه بما حققه لبنان وانتخاب عون للرئاسة.

عدد آخر من الفنانات التزم بولاء سياسي لبعض الرؤساء والحكام العرب، الممثلتان، إلهام شاهين ويسرا كانتا على رأس اللائحة المؤيدة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وهما ترافقانه في بعض الجولات التي يقوم بها، خارج مصر، ما فتح الباب أيضاً على اعتراضات كثيرة واجهت شاهين، ويسرا، وتساؤلات عن تأييد رئيس لا يحظى بتأييد شعبي كبير، على العكس تتسع دائرة انتقاده من قبل الشعب المصري يوماً بعد يوم.

بين هذا التباين وذاك، ثمة فنانون آخرون تسلقوا، ربما اقتنعوا بمسار بعض الرؤساء السابقين، لم تخف المطربة المصرية الكبيرة أم كلثوم دعمها للرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وأكثر من ذلك قامت بحملة كبيرة لجمع التبرعات ودعم الرئاسة في فترة الستينيات، واضعة صوتها بخدمة وطنها. كما عُرف الفنان محمد عبد الوهاب بقربه من نظام الرئيس عبد الناصر في تلك الحقبة، وما نتج عنها من تعاون فني خاص لبعض الفنانين مثل تعاون عبد الوهاب وأم كلثوم بتمنٍّ من الرئيس عبد الناصر نفسه، إضافة إلى بعض الألحان الوطنية التي كانت تلزم تلك الحقبة السياسية والأمنية.

والتزم بعض الفنانين، بالتمجيد للرئيس التونسي الأسبق الراحل الحبيب بورقيبة، الفنانة ماجدة الرومي كانت واحدة من المغنيات اللواتي تمتعن بدعم كبير من الرئيس بورقيبة، وكانت تشارك في معظم الحفلات والمناسبات والمهرجانات في تونس إبان عهده، وكذلك ارتبطت الرومي بعلاقة صداقة وطيدة مع عائلة ملك الأردن الراحل، الحسين، وكانت نجمة استثنائية في مهرجان جرش الدولي لسنوات طويلة بتمنٍّ من النظام، حتى أن الرومي كُرمت كثيراً في عهد الرئيس بورقيبه وكذلك في عهد الملك الحسين.

واعتبرت المطربة السورية ميادة الحناوي من مطربات عهد آل الأسد في سورية، الحناوي كانت تؤيد بشكل كبير سياسة حافظ الأسد قبل وفاته، وحتى اليوم ما زالت من المناصرين لابنه بشار الأسد، وتتمتع الرومي ببعض المخصصات المادية والمعنوية من رأس النظام السوري اليوم كما غيرها من الفنانين السوريين الموالين للنظام، حتى باتوا يعرفون بفناني النظام أو ممثلي النظام، وكذلك حال زميلة الحناوي الفنانة رغدة التي تناصر النظام السوري من القاهرة مكان إقامتها حالياً.

العربي الجديد