رسائل السيسي “المكررة” ﻷوروبا: اﻹرهاب والهجرة غير الشرعية
لم يأت خطاب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الموجه إلى المجتمع الدولي وباﻷخص الدول الأوروبية، بجديد، لناحية اللعب على ورقتي مواجهة اﻹرهاب ومكافحة الهجرة غير الشرعية.
الورقتان اللتان يحاول السيسي الترويج لنفسه بهما، محور اهتمام الدول اﻷوروبية، لناحية تزايد أعداد المهاجرين غير الشرعيين عن طريق البحر المتوسط، وهناك حاجة لمكافحة هذه الظاهرة، فضلاً عن تصاعد العمليات المسلحة الإرهابية في العواصم اﻷوروبية، وسط رغبة في القضاء على التنظيمات المسلحة.
ويقدم الرئيس المصري نفسه باعتباره “شرطي المنطقة” في مواجهة الجماعات المسلحة، فضلاً عن أنه حامي أوروبا من تزايد اللاجئين عبر مكافحة الهجرة غير الشرعية.
السيسي استقبل، اليوم اﻷربعاء، وفداً من البرلمان اﻷوروبي، برئاسة ماريزا ماتياس، بحضور وزير الخارجية المصرية سامح شكري.
يقدم الرئيس المصري نفسه باعتباره “شرطي المنطقة” في مواجهة الجماعات المسلحة، فضلاً عن أنه حامي أوروبا من تزايد اللاجئين
وفي وقت سابق، أوصى البرلمان اﻷوروبي الدول اﻷعضاء بمراجعة شاملة للعلاقات مع مصر بشكل كبير، ليس فقط بسبب مقتل الباحث الإيطالي جوليو ريجيني في مصر، ولكن بسبب تراجع أوضاع حقوق اﻹنسان، والتضييق على منظمات المجتمع المدني.
وقال السيسي، خلال اللقاء، إن “مصر تبذل جهوداً لمكافحة الإرهاب والتطرف وتدعيم الأمن والاستقرار”.
وعاتب الرئيس المصري وفد البرلمان اﻷوروبي، لجهة “وجود مبالغة في عدد القرارات الصادرة حول الشأن المصري”، مطالباً أن “يتفهم الجانب الأوروبي حقيقة الموقف في مصر”، بحسب بيان صادر عن رئاسة الجمهورية.
وأفاد المتحدث باسم الرئاسة المصرية، السفير علاء يوسف، أن “السيسي أكد على أهمية التشاور والتنسيق بين مصر والاتحاد الأوروبي خلال تلك الفترة في ضوء ما تشهده المنطقة من تحديات ومخاطر مشتركة تؤثر على الشرق الأوسط وأوروبا مثل انتشار التطرف والإرهاب وأزمة الهجرة واللاجئين”.
وذكر أن السيسي “شدد على ضرورة عدم تقييم الأوضاع في المنطقة من منظور أوروبي أو غربي، ولا بد من النظر إلى اختلاف الظروف والتحديات الداخلية والإقليمية”.
ولفت السيسي إلى “ارتباط الأمن الأوروبي بشكل مباشر بأمن واستقرار دول المنطقة في ضوء قربها الجغرافي من أوروبا، وهو ما يتطلب من الاتحاد الأوروبي العمل على مساندة دول المنطقة وتمكينها من التغلب على ما تواجهه من صعوبات”.
وبحسب بيان الرئاسة، فإن رئيسة الوفد الأوروبي، أكدت على اهتمام الاتحاد الأوروبي بتعزيز التعاون مع مصر ومواصلة الحوار معها، لوجود مصالح مشتركة والرغبة في استقرار اﻷوضاع في مصر ودول المنطقة.
من جانبه، يقول خبير في العلاقات الدولية بمركز اﻷهرام للدراسات، فضل عدم ذكر اسمه، إن “دور البرلمان اﻷوروبي استشاري وليس صاحب قرار، بينما اﻷهم هو رؤية الاتحاد اﻷوروبي للوضع في مصر”.
ويضيف الخبير بمركز اﻷهرام، أن “مصر لديها دور محوري بالنسبة ﻷوروبا، لعلاقاتها بعدة ملفات مهمة، وتحديدا ليبيا والقضية الفلسطينية والهجرة غير الشرعية، وبالتالي هناك رغبة بعدم خسارتها، ولكن هذا لا يمنع من توجيه انتقادات في ملفات تعتبر من المحظورات وعلى رأسها حقوق اﻹنسان والحريات”.
ويشير الخبير إلى أن “حديث السيسي يركز على مواجهة اﻹرهاب ومكافحة الهجرة غير الشرعية، ولكن هذا الخطاب لا يقابله فعالية كبيرة من مصر، حيث إن رحلات الهجرة غير الشرعية لم تتوقف رغم غرق مركب رشيد اﻷخير، فضلا عن عدم القدرة في حسم ملف اﻹرهاب الداخلي في مصر لكي يتم التطرق لهذه الظاهرة في بلدان أخرى”.
ويشدد على أن “ورقتي اﻹرهاب والهجرة غير الشرعية، نوع من التهديد ﻷوروبا بصورة فجّة، وكأنه يقول لهم سأترك رحلات الهجرة غير الشرعية، رغم أن هناك التزاما دوليا بمواجهة هذه الظاهرة، وليست هِبة من مصر، فضلا عن أنه قادر فعليا على وقف العمليات اﻹرهابية في العواصم اﻷوروبية”.
العربي الجديد