المتعافي .. ليته عاد
٭ ضمتنا جلسة مع الوزير السابق د. عبد الحليم المتعافي، أحد الحضور قال له، نجحت في حكم الخرطوم، لكن المعتمد (ذكر اسمه) (كان تشاورنا لما جبتو، وأنت كده حكمت القبيلة بضنبها).
٭رد المتعافي: (لم أكن أنظر لقبيلة من كانوا معي والمعتمد كان قائم بدوره وبطلوا شغل الأونطة دا)، وذكر أكثر مزايا ونجاحات كبيرة للمعتمد ..
٭ قدم المتعافي تجربة ناصعة وجديرة بالتدبر في ولاية الخرطوم، يكفي أنه غادر الولاية والمديونية (صفرية) بل وفي خزانتها نصف مليار دولار.. يكاد يكون (سفلت) كل الطرق الرئيسة وحتى الفرعية.
٭ تفتقد الحكومة الحالية للشخص المبادر وصاحب الافكار المتجددة، مثل المتعافي، الذي كان أول من مضى في تشييد جسور جديدة بالولاية، وجعل المواصلات مستقرة وحافظ على أراضي الولاية.
٭كان الرجل من قلة يقدمون المشورة للرئيس، ولعله حق لنا أن نتساءل من هم الذين يشاورهم البشير الآن؟؟ .. عرف عن المتعافي أنه يجهر برأيه بعكس كثير من المسؤولين خاصة في جلسات مجلس الوزراء، ولعل ذلك وسع دائرة حساده ولا أقول خصومه.
٭على سبيل المثال تنبيهه في مجلس الوزراء لتدهور شركة سكر كنانة، وصعوبة قيام المطار الجديد، بجانب التكلفة العالية التي رصدت له، ودعوته إلى فك احتكار الدقيق وفتح باب إنشاء مصانع سكر إسوة بالتجربة الهندية وغيرها من المقترحات.
٭غادر المتعافي الوزارة وانتبهت الحكومة لارائه لاحقاً ووضعتها موضع الاعتبار .. لم ينافق المتعافي يوماً ما أو يهرول ويستند إلى قبيلته مثلما يفعل عدد من (أصحاب الاوانطة)..لم يكن من أنصار إلقاء الخطابات الجماهيرية،عند انجاز أي مشروع، كان يطوي الصفحة مباشرة ويفتح صفحة جديدة.
٭ أبلغني مسؤول سيادي سابق أن المتعافي اشترط قبول منصب والي الخرطوم شريطة أن لا يُجبر على التصريحات السياسية، ولا يشغلونه بلجنة أمن الولاية، طالما هناك قيادات للقوات النظامية تقوم بدورها.
٭ كان المتعافي كبيراً بافكاره ومشروعاته، فعندما تعهد أن يجعل الفراخ أرخص من اللحوم سخر كثيرون منه، وهاهو يفي بعهده رغم مغادرته الولاية منذ سنوات، وحوَّل الخرطوم لولاية منتجة.. هو صاحب مقولة عظيمة (لن يخرج مواطن من دائرة الفقر إلا بالانتاج) وحقق الشعار مع المزارعين.
٭ كل تجارب الرجل الكبيرة، (والي النيل الأبيض، جنوب دارفور، الخرطوم) ووزير، وقبلها محافظ، مع بواكير الإنقاذ، تتحدث عن إنجازات ملموسة تحققت، كان آخرها في الزراعة والتي أحدث فيها نقلة كبيرة لم تحدث منذ مجيء الانقاذ.
٭ قدم المتعافي أكبر تجربة في المجال الزراعي وهي القطن المحور وراثياً، وبسببه حورب من جهات تضررت لأن المحور لا يحتاج لسماد، وسوق السماد تقف وراؤه مافيا تجني ملايين الدولارات بـ (الأونطة) في العام.
٭ غادر ابن الحركة الاسلامية بهدوء تام ولم يُحبط مثل آخرين، وتفرغ لعمله الخاص .. ليته عاد لسبب واحد لأنه يتفرغ للتنمية وليس السياسة.
إذا عرف السبب – اسامة عبد الماجد
صحيفة آخر لحظة