منوعات

بعد سنتين من الزواج: أنا أو الوشم!

من وجهة نظر البعض؛ يعكس الوشم شخصية الفرد، ويعبر عن فهمه للحياة، أو عن أحلامه، أو شخصية بطولية معينة، توافق رؤيته للقدوة، وليس من باب المبالغة، وبحكم كل هذه الاعتبارات؛ أصبح الجسد للأسف؛ مسرحاً للتعبير عن آراء أصحابه.

استقرار

لكن؛ أن يكون الوشم سبباً رئيساً لتهديد استقرار الحياة الأسرية، ويدفع أحد الشريكين للمطالبة بالطلاق، فهذا واقع من الصعب تقبله، لكنه حدث واقعاً؛ إذ أن الشابة العشرينية «إلهام»، وهي من جنسية خليجية، لم تتردد في التوجه للمحكمة، وطلب الطلاق من زوجها، بعد أن يئست من وعوده لها بإزالة الوشم من على كتفه، وذلك منذ أيام عقد القران، وهما اليوم قد أكملا عامين على زواجهما، والذي ثمرته طفلة جميلة، أطلقا عليها اسم «غلا»، موضحة أن زوجها رسم الوشم على كتفه أثناء سفره قبل 4 أعوام إلى إحدى الدول الأجنبية مع أصدقائه، لدرجة تباهيه بشكل دائم بأن لديه وشماً جميلاً.

ويحرص الزوج أثناء وجوده في المناسبات العائلية والاجتماعية، على لبس الأكمام الطويلة، ويرفض الذهاب إلى العيادات التجميلية لإزالة وشمه.

وفي آخر نقاش حاد حدث بينهما قبل شهر تحديداً، أصر على موقفه، وأكد لها على أن لديه جسماً متناسقاً، تألق أكثر بوضعه للوشم. مشيراً إلى عدم رغبته في إزالة الوشم، مطالباً إياها باحترامه، واحترام خصوصياته!

جهل

أوضح المحامي والمستشار القانوني حسن المرزوقي، أن هناك فئة شبابية، وللأسف الشديد، يقومون بوضع الوشم على أجسادهم، دون أن يكونوا واعين للعواقب والطريقة الصحيحة للاستخدام، وما إذا كان يلائمهم أم لا. حتى إن بعضهم يبدو وكأنه بات يرتدي ثياباً منقوشة بالرسومات الملونة.

وأضاف المرزوقي: «إن أصر الزوج على عدم إزالة الوشم من على جسده، ينبغي على الزوجة ألا تتسرع في طلبها للطلاق، فلا بأس من لجوئها للكبار المؤثرين إيجاباً في زوجها، سواء من أسرتها أو حتى أسرته، لأن في ذلك تحقيق مصلحة واستفادة الزوج، وحفاظاً على حياتهما الزوجية من الانهيار، ولكن في حال إصراره على عدم إزالة الوشم، يحق للزوجة طلب الطلاق، لأن الوشم في حد ذاته، يعتبر في ديننا الحنيف حرماً». وتساءل المرزوقي: «كيف يؤدي هذا الزوج صلاته، وجسمه يحمل وشماً؟».

مضاعفات

كما حذرت د. فاطمة البريكي، استشارية أمراض جلدية، في الخدمات العلاجية الخارجية، إحدى منشآت شركة أبوظبي للخدمات الصحية «صحة»، من الوشم، وذلك لعدة أسباب، تتمثل في أن يؤدي الوشم لانتقال العدوى الخطيرة، مثل الإيدز والتهاب الكبد الوبائي، بالإضافة إلى عدوى أخرى، منها البكتيرية أو الفيروسية.

كما يسبب الوشم حالات تحسس من الحبر المستخدم، وخاصة اللون الأحمر والأصفر، كما يسبب حالات تهيج للجلد، مثل الاحمرار والتورم مكان الوشم.

وأثبتت دراسات كثيرة، أن المواد المستخدمة في الوشم قد تكون مسرطنة. مؤكدة على أن عملية إزالة الوشم جداً معقدة في بعض الأوقات، وقد تسلل ندبات وتشوهات للجلد موضع الوشم. ونصحت د. البريكي، الشباب بالابتعاد عن رسم الوشم على أجسادهم، حفاظاً على صحتهم، وعدم تعرضهم لأي مخاطر مضاعفة.

اضطرابات

تؤكد الكثير من الدراسات الحديثة على ارتباط الوشم بالاضطرابات النفسية والسلوكية، وذلك أن أغلب الأشخاص الذين يحملون الوشم، مصابون بمشاكل نفسية ناتجة عن اضطرابات في السلوك.

البيان