هذا الرجل يستحق
في صمت يعمل هذا الرجل، أنجز الكثير في ملفات كانت عصية على الولاية وأجهزتها، عندما تحدث الناس عن نية حكومة الخرطوم تخطيط (الحلة الجديدة) التي تمثل أضخم مجمع سكني عشوائي تابع لمحلية أمبدة، سخر البعض وهؤلاء لديهم ما يستندون عليه لأن التجارب الماثلة لا تبشر بخير.
لكن معتمد أمبدة عبد اللطيف فضيلي تجاوز المألوف في مشكلة السكن العشوائي واستطاع تنظيم هذا المجمع بسلاسة، ثمة من يسأل كيف نجح المعتمد في اختراق هواجس السكان هناك وإقناعهم بالتنظيم دون إراقة نقطة دم؟.
المحليات الأخرى في الولاية عودت الرأي العام بأن أي محاولة تخطيط بضعة كيلومترات نبتت عشوائيا ينتج عنها عراك بينها والمواطنين، لا لشيء سوى لعدم حكمة المعتمدين الذين ينفذون هذه المهمة، ودونكم شرق النيل التي هجم معتمدها السابق على قرية (أم الخيرات) في العام 2012، دون سابق إنذار وترك مواطنيها في العراء ولم يسلم من آلة هدمه القاسية حتى المسجد، ذلك فعل ينم عن قلة حنكة سياسية وعدم تقدير لهذا المواطن وتقليل من إنسانيته.
الشاهد أن فضيلي تعامل مع قضية تخطيط وتنظيم محليته بمسؤولية تضع مصلحة المواطن أولا، تحسس الرجل أهمية تثبيت أركان الأمن والاستقرار والتنمية المؤسسة، لأنه يدرك وبكل بساطة أن وجود مثل تلك المجمعات العشوائية وبهذه الكثافة يشكل تهديدا أمنيا واجتماعيا، بل ويعيق حركة تقدم تلك المجتمعات ويقعد من تطورها.
تعامل فضيلي مع هؤلاء المواطنين بطريقة مسؤولة ومنحهم حقهم في أن يكونوا مواطنين من الدرجة الأولى وليس مواطنين لا نقول من الدرجة الثانية، ولكن تنقصهم أساسيات الحياة الضرورية، مواقعهم القديمة تشجع على الرذيلة وتساهم في الفوضى وهذا ينعكس بالطبع على سلوك أجيال تنشأ هناك، لا مؤسسات تعليمية محترمة ولا مرافق صحية تقدر قيمة الإنسان.
الملاحظة الجديرة بالاحترام أن المعتمد لم يهدم تلك المجمعات ويعد تخطيطها ويتركها بلا خدمات ولكنه بالتزامن مع عمليات التنظيم التي قطعت ما يزيد عن 80 في المئة حسب تقديراتي بدأ بخطوط الكهرباء والمياه، كل الأشياء تسير في موكب واحد.
الآن تأكدت لماذا ظل هذا الرجل في موقعه معتمدا لأمبدة لدورتين، صحيح أن الرجل ربما قصر في تغطية بعض الملفات ولم يؤتها حقها وهذا وارد، على سبيل المثال الأسواق التابعة لمحليته على رأسها سوق ليبيا الذي على الرغم من تنظيمه القديم جدا لكنه يعج بالفوضى سيما الشارع الرئيس والمنفذ إلى الخرطوم.
لكن بلا مجاملة يستحق فضيلي لقب أفضل معتمد لأن ما فعله في أطراف المحلية ينم عن تفكير رجل ينظر الى الوطن بعين فاحصة وعقل حكيم.
آدم محمد أحمد