تحقيقات وتقارير

المهاجرون.. السودان محطة الدخول إلى بلاد العم سام

موقع السودان الجغرافي ربما تحول من نعمة إلى نقمة بعد أن أصبح معبراً للحالمين بمستقبل أفضل والهاربين من جحيم الفقر والحرب والجهل والمرض والتخلف في بلدانهم فكلهم فارقوا الأهل والأحبة ربما بدون التفكير في الرجعة، لأنهم سيقيمون في بلاد العم (سام) وإلى الأبد، فالمغامرة التي تبدأ من عمق بلدانهم لا نتنهي بهم إلى السودان فحسب، وإنما يجعلون من السودان معبراً لتحقيق الحلم والهدف المنشود.
إحصائيات مخيفة دفعت بها الجهات الرسمية إلى الإعلام في البلاد، حيث كشفت عن وجود أكثر من مليون مهاجر من دول شرق وغرب أفريقيا.

اقتناص الفرص
لكن الخبير الاقتصادي بروفيسور الكندي يوسف شكك في الإحصائيات الرسمية وقال إن عدد المتسللين إلى السودان يتراوح عددهم بين (4ـ 5) ملايين نسمة وليس مليون نسمة فقط، وأضاف أن السودان أصبح معبراً لكثير من اللاجئين والنازحين من بلدانهم للوصول إلى بلدان أخرى معظمهم يتجهون إلى أوربا وإسرائيل، وبعضهم يستقر في السودان ومعظمهم من بلدان شرق وغرب أفريقيا ودولة جنوب السودان، مشيراً إلى أنهم يبقون في السودان لفترات طويلة تحيناً للفرص للهروب إلى خارج السودان، منبهاً إلى أن البوارج والبواخر الإيطالية أوقفت زوارق تحمل (2400) شخص من دولة واحدة، وأضاف هؤلاء معظمهم من دول شمال أفريقيا إذا استثنينا بعض البلدان على المحيط والبحر الأبيض المتوسط، مشيراً إلى أن معظمهم يمر عبر السودان ولهم كثير من الآثار السالبة على السودان، وأضاف أنهم يقاسموننا كل السلع الاستهلاكية المنتجة محلياً والمستوردة وبعض السلع المدعومة ويستولون على جزء كبير من خيرات السودان بالإضافة إلى أنهم يزيدون الطلب على السلع، ما يعني زيادة الأسعار واعتبرهم جزءاً من مشكلة التضخم.

سلوكيات قذرة
وذهب الكندي في تشريح المشكلة في حديثه لـ(آخر لحظة) وقال إن المتسللين في الفترة التي يقضونها في السودان يعملون في بعض الأعمال الهامشية ويتجمعون في المقاهي وتصدر منهم سلوكيات وصفها بالقذرة، بالإضافة إلى تحويلهم إلى مبالغ بالدولار إلى بلدانهم، مبيناً أن الشخص الواحد يحول حوالي (100) دولار شهرياً، ما يشكل ضغطاً على العملة الأجنبية ويزيد أسعارها ويسهم في زيادة التضخم، بالإضافة إلى نقلهم للأمراض المستوطنة في بلدانهم، مشيراً إلى ظهور حالات شلل أطفال قبل عامين تقريباً منقول من مهاجرين من غرب أفريقيا، وقال معلوم أن السودان أعلن أنه خالٍ من هذا المرض، وأضاف أن هؤلاء يؤثرون على ميزانية الصحة وتكلفة العلاج، وقلل الإيجابيات في الأجانب، لأنها موسمية، مشيراً إلى أنهم يأتون في مواسم لقيط القطن وحصاد الذرة ومن ثم يعودون إلى بلدانهم، واعتبرها عمالة موسمية بسبب الندرة في العمالة في بعض الأحيان وقال إن وجود الأجانب يكلف الدولة جهد مراقبة وإقامة في المعسكرات وإعاشة وعلاج وترحيل إلى بلدانهم، كما أنهم يشوهون صورة السودان للاعتقاد السائد بأنهم سودانيون،
وأضاف أنهم في الخارج يشكلون مجموعات داعمة لأثنيات مقيمة في إسرائيل معارضة للنظام في السودان، وفي الأغلب ينضمون للمعارضة.

لعنة الموقع
ويرى الخبير الاقتصادي عبد الله الرمادي أن السودان بموقعه الجغرافي، محاط بعدد من الدول تعاني من النزاعات والحروب ما جعله قبله لأعداد كبيرة من الهاربين من ويلات الحروب في بلدانهم، وقال إن الأمر بدأ عقب الصراع المزمن في أثيوبيا وهجرات الأريتريين، كما أن السودان يستقبل مهاجرين من أفريقيا الوسطى وتشاد وربما الآن من ليبيا، فالعدد الأكبر الآن من دولة جنوب السودان، وأضاف أن كل هذا أفرز أعداداً كبيرة من اللاجئين أثقلت كاهل الاقتصاد والمجتمع السوداني، مشيراً إلى أنها أثرت على الاقتصاد باعتبارها قوى مستهلكة وأنهم نزحوا ودخلوا المدن يقتسمون مع الشعب السوداني لقمة العيش، وبدخولهم المدن بثقافاتهم الدخيلة جلبوا معهم آثاراً اجتماعية لطخت سمعة السودان خارجياً وجعلت منه دولة تروج فيها عمليات الاتجار بالبشر، مشيراً إلى أنها أصبحت معبراً لذوي الطموح من المهاجرين للعبور إلى دول أخرى ينشدونها، داعياً السلطات لوقف هذه الهجرات الكبيرة عبر الحدود وتجميعهم في معسكرات خارج المدن لنقي المجتمع السوداني من الأمراض التي يحملونها والأمراض الأخلاقية، وقال إن من حق السودان أن يطالب منظمة شؤون اللاجئين أن تتكفل بالإنفاق عليهم حتى لا يكونوا عالة على المجتمع السوداني.

تقرير:اشراقة الحلو
صحيفة آخر لحظة