رسالة لحكومة الوفاق الوطني
هذه رسالة سابقة لتاريخها كأول رسالة ترسل لحكومة الوفاق الوطني باعتبار مَا سَيكون بإذن الله تعالى.
رسالة إلى:- معالي فخامة رئيس وزراء حكومة الوفاق الوطني،،،
أعلم يا معالي رئيس الوزراء إن لم تكن شخص مستقل وغير معروف في المجال السياسي، وليس لك سابق مشاركة في أية حكومة على مَرّ تاريخك ولا تنتمي لأيِّ حزب في الساحة ولا تنتمي لأيّة حركة مُسلّحة، ولا تنتمي لأيِّ ولاء أيديولوجي فخيرٌ لك أن لا تقرأ هذه الرسالة من أصله وعني أنا ما أقول إلا (فوا أسفاه على مدادي).
كذلك لا تستلم منصبك لتكون تابعاً وإيّاك ثم إيّاك أن تقبل أن يتم تسييرك بواسطة (الريموت كنترول)، وحذاري أن تقع في (سياسة الترييس والتتييس)، فتصبح كالحمار الذي يحمل أسفارا، بل كن كامل الاستقلالية في اتخاذ قرارات الإصلاح لمؤسسات الدولة ولا تغرك وترهبك الأسماء الرنانة ومن يدعي أنّه صاحب تاريخ سياسي نضالي، واحذر من أولئك الذين يدعون أنهم خبرة وأنّهم أصحاب تجربة في كل شيء ولهم (باع وفكر وتاريخ)، فإن أمثال بعضهم إن كان فيهم خير لما وصلت أنت إلى كرسي رئيس الوزراء.
واحكم بما انزل الله ولا تبالي، واعلم بأن منصبك هذا ليس تشريفا لك بل هو تكليف وأمانة أبت وأشفقت السماوات والجبال من حملها، ثم عليك أن تكون خادماً للشعب ولست بسيد عليه، واسعى بأن تكون مخصصات الوزراء أقل من مخصصات (المعلمين وهيئات التدريس بالجامعات)، حتى ينكشف لك من هو نال المنصب من أجل الشعب من ذاك الذي بحث عن المنصب من أجل المال.
ألم يتنادى الكل بالوطنية وبطلب الحق والعدل والمساواة، إذاً علينا أن نشاهد الوطنية تتجلى فيهم ليكونوا قُدوةً لكافة الأجيال القادمة بأن يتم تخفيض مرتباتهم ومخصصاتهم إلى ما يعادل مرتبات المعلمين
وعن أمثالنا، سوف تجدهم يقلون لك كلمة الحق، فنحن ممن يقول للظالم (فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَٰذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا) ولا نبالي فرزقنا على الله ربنا في السماء، ونحن ممن يقول لمن أحسن أحسنت وان كان بيننا وبينه خصومة وحربٌ شعواء.
واعزل أيِّ وزير مهما كان اسمه أو حزبه المُنتمي إليه أو مكانته الاجتماعية أو المالية، إن وجدته لا يحقق لك أهداف الإصلاح العام للدولة أو لا ينصاع لدولة المُؤسّسات والقانون، واطلق حرية القضاء إلى عنان السماء، ولا تخشى في الحق مخلوقاً، واتقي الله في هذا الشعب ما استطعت لذلك سبيلا، فإن الله سائلك عن كل مثقال ذرة في حقوق العباد والبلاد، واخفض جناح الرحمة لمن يأتي قاصدك شاكياً، ولا تقفل باب مكتبك أو منزلك وتشيد حولك الحراسات فأنت مسؤولٌ عن كل الناس وخَاصّةً الضعفاء، فإن عدلت فإن كل الشعب لك حارس، وان ظلمت لعنك الشعب في الأرض والملائكة في السماء.
اللهم قد بلغت، اللهم فاشهد.
جلال الدين محمد
التيار