هل سيظل شيخ اللمين مسلما ام سينجح الحوار؟
قبل ايام بث الشيخ الصوفي المثير للجدل ( شيخ اللمين) ، بث تسجيلا صوتيا في الواتساب في سجال له مع الناشطة تراجي مصطفي ، فحوى السجال او التسجيل عبارة عن دفاع لاتهام وهجوم ساقته عليه تراجي ، ومن ضمن دفاعه انتقد الشيخ الحوار الوطني واجزم بأنه لن يصل الي نهاياته ومبتغاه وما يدور في الساحة ما هو الا خداع وغش للشعب …. ووصل به الامر ان يقسم بالله بأن الحوار لن يؤدي الي تغيير في نظام الحكم او ما ينشده الناس ، و قال انه سيرتد عن الإسلام ان نجحت مبادرة الحوار ….
لم استغرب ان يتحدث شيخ اللمين في السياسة ، لان كل شخص في السودان يمكن ان يتحول الي سياسي بكل سهولة ما بين ليلة وضحاها …. لكن ما استغربت له تيقنه من فشل الحوار، لدرجة انه ربط نجاحه بارتداده عن الاسلام … لو ان هذا القسم جاء علي لسان احد الجهال او الغوغاء لما اعرناه التفاتة ، لكن شيخ اللمين له مكانته في اوساط الصوفية ، وكذلك له اتباعه الكثر و الذين يحترمونه ويقدرونه ويجلونه غاية الاجلال … وأيضا اقترابه من صناع القرار في الفترة الماضية ومعرفته بكيفية طبخ القرارات السياسية والمبادرات جعلته يوقن بأن الحوار ما هو الا ذرا للرماد في العيون …..
مهما اتفقنا او اختلفنا مع شيخ اللمين او مع افكاره وتوجهاته – حيث يصفه البعض بالشيخ الموصل الي الله ، وآخرون لا يرون فيه الا دجالا ومنافقا – مهما كان رأينا فيه الا اننا لا نختلف في ذكاءه وكاريزميته التي استطاع ان يجمع بها عدد لا يستهان به من الشباب والشابات حوله ، ومن شباب طبقة اجتماعية يصفها مجتمعنا بأنها لا علاقة لها بالدين ، ناهيك عن التصوف … وكلنا يعرف تمرد الشباب وقوة شكيمتهم وصعوبة اقناعهم بالافكار التقليدية البالية …
هذه الكاريزمية اوصلته الي صناع القرار في القصر الجمهوري واصبح رقما مهما ، ووصل به الحال ان يحمل خطابات رئاسة الجمهورية الي الدول الخارجية حسب ما رشح من اخبار في الفترة السابقة …. وايضا كما قال بأنه كان سببا لاعادة المياه الي مجاريها بين حكومة الكيزان والامارات العربية وقد استخدم في ذلك علاقاته وصداقته مع امراء الخليج وذلك بعد مقاطعة طويلة غير معلنة بين البلدين ، وتم بموجبها زيارة الرئيس البشير للامارات ، وقضاءه وقتا طويلا هناك ….. ورغم الخدمات التي قدمها للنظام حسب ادعائه ، الا انهم غدروا بعلاقته معهم ووشو به عند حكام الامارات الذين حبسوه فترة طويلة ثم اطلقوا سراحه – وانتشرت الكثير من الاشاعات حول اسباب حبسه – الا انه قال ان الحبس بسبب وشاية من اصدقاء الامس …
فتم اغلاق خلوته في امدرمان قبل ان يمنع من ممارسة نشاطه الدعوي والصوفي ، ليختار الهجرة والاقامة في اوروبا ، وقد انتشرت له الكثير من الصور من مقر هجرته في هولندا وبلجيكا برفقة العديد من المسئولين في تلك الدول … وايضا كتب في صفحته وصرح للاعلام بأنه تم منعه من دخول السودان من قبل السلطات … مما يظهر مدي الشقة بينه وبين اصدقاء الأمس (الذين لا صديق دائم لهم الا المصلحة) …. ورشح في الوسائط بأن كل المشاكل التي تعرض لها بسبب صديقه مدير مكتب رئيس الجمهورية المثير للجدل الفريق طه عثمان …
انا شخصيا اعضد بقسم (شيخ اللمين ) وبأسباب اخرى كثيرة علي فشل هذا الحوار في اخراج السودان من المأزق السياسي الذي يعيشه اليوم ، واهم هذه الاسباب الأخرى عندي ، أن الدولة تدار بأيدي امنية لا علاقة لها بالسياسة ، وما السياسين الذين في الواجهة الا كمبارس يؤدون ادوارهم فيغادرون ويأتي اشخاص آخرون ، لكن النهج هو هو لا يتغير …
يقيني ان القبضة الامنية ومعها عصابة صغيرة لا تستطيع ان تدير بلد شاسع متعدد الثقافات والاعراق كالسودان ، ومهما ادرنا من حوارات و حققنا من اتفاقيات فلن تغير من الواقع المأزوم شيئا ما لم تكن هنالك ارادة سياسية قوية لتغيير الواقع ، ول ( فطم ) المؤتمرالوطني من ( ثدي) الحكم ، و فك قبضة جهاز امنه عن مفاصل الحكم والادارة والاقتصاد …
قبل ايام كتب احد المحللين بأن معظم ما ورد في مخرجات الحوار ، موجود فعلا في دستور اتفاقية السلام الشامل ، اذن العبرة بالتطبيق وليس بالتدوين … نحتاج الي توافق شامل لكل الوان الطيف السياسي والحركات المسلحة ومنظمات المجتمع المدني وكل اطياف المجتمع بدلا عن هذه الاحزاب الكرتونية التي صنعها جهاز الامن ، ويبدد الاموال في رعايتها ، وهذا لا يتأتي الا بتنازل الجميع و أولهم المؤتمرالوطني المتشبث بقرون الثور ، فلا هو يستطيع ان يطلق سراحه ولا يستطيع ان يشرك آخرين معه لادارته الا وفق رؤيته الكليلة ….
الي ان يحدث هذا التوافق الذي نراه بعيدا الان ، فليستمتع شيخ اللمين بإسلامه وصوفيته واذكاره ، لأن هذا الحوار لن يصل الي مبتغاه ….
سالم الأمين بشير
رد أحد شيوخ السلفية على مسيو الأمين وقال هم متين كان مسلم عشان يرتد
الاخ كوشي لا تقول احد شيوخ السلفية بل قل احد التكفيريين . فالسلف لا يكفرون هكذا على السجية ..ّ.