(عقدتنا) ومحبتنا !!
*دعونا نتحدث ببساطة ومباشرة وتلقائية..
*دعونا نلج لب الموضوع (طوالي) من غير سفسطة..
*دعونا نسمي الأشياء بمسمياتها مهما كانت مؤلمة للبعض..
*دعونا نغالب متعة التفلسف بأسلوب المثقفين والسياسيين والمحللين..
*باختصار ، خلونا نقعد على الأرض ونتكلم..
*فحيثما سمعت نغمة (حوار وطني) فهذا يعني حكومة تبحث عن شرعية..
*يعني أن ثمة معارضين لا يجدون فرصة للحكم..
*يعني أن هنالك نظاماً حاكماً أتى للسلطة عبر شرعية مشكوك فيها..
*يعني إنه يعاني (عقدة) لا يعرف كيف يتخلص منها..
*تماماً مثلما لا نعرف كيف نتخلص نحن من (عقدتنا) إزاء انتمائنا العروبي..
*فنحن نمارس استعلاءً عرقياً تجاه بعضنا البعض..
*فأنت عربي ، وهذا حلبي ، وذاك عجمي ، وتلك فريخة ، وأولئك زنوج..
*أليس هذا هو الحاصل في بلادنا بلا (تزويق) للكلام؟!..
*ولكن حين نشعر باستعلاء تجاهنا من (العرب) نكاد ننفجر غيظاً..
*كيف لمن ينتمي إلى (العباس) أن يحقره عربي؟!..
*وننسى أن مفردة عربي هذه – أو عريبي وعروبي- هي سبة بيننا..
*ولو أننا تركنا (العباس) وشأنه لتخلصنا من هذه العقدة..
*فنحن نتكئ على إرث حضاري تشهد عليه آثار أجدادنا وتماثيلهم وأهراماتهم..
*ويشهد عليه متحف نسميه (القومي) ، لا النوبي..
*في حين أن العرب بلا حضارة أصلاً إلا ما جاد به (أعاجمهم)..
*بل حتى لغتهم العربية وضع لهم قواعدها (أعجمي)..
*وسنبقى أسرى عقدتنا هذه ما دمنا نتشبث بنسبنا إلى (بني العباس)..
*وستبقى الإنقاذ أسيرة عقدتها ما دامت تتشبث بالحكم..
*وكذلك كل الأنظمة التي تماثلها في وسيلة الاستيلاء على السلطة..
*وتماثلها في انتخابات غايتها إضفاء شرعية (مستحيلة)..
*ثم لا تعثر على الشرعية هذه إلى أن تذهب ذهاب نميري ومبارك والقذافي..
*ولذلك استبشرنا خيراً بخطوة الحوار الوطني..
*وقلنا إنها الخطوة التي تكفل للإنقاذ تشبثاً (شرعياً) بالسلطة إلى حين..
*وعبرنا عن إحساسنا بجديتها في هذه الخطوة..
*فكل شيء قد بلغ نهاياته- في سكة الانهيار- ولم تتبق له سوى (خطوة)..
*وكذلك خطوات الحوار لم يتبق لها سوى (خطوة)..
*فهل تتغلب الإنقاذ على (عقدتها) أم يغلبها (حب) السلطة؟!..
*علماً بأن (محبة) السلطة أودت بأنظمة مشابهة..
*وأودت بعافيتنا النفسية – نحن السودانيين- جراء (محبة) العرب..
*أخشى أن تكون الإجابة في مقطع (ريدتنا ومحبتنا)..
*ليصير- مع البكاء- (عقدتنا ومحبتنا!!!).
الصيحة