صلاح الدين عووضة

(عقدتنا) ومحبتنا !!

*دعونا نتحدث ببساطة ومباشرة وتلقائية..

*دعونا نلج لب الموضوع (طوالي) من غير سفسطة..

*دعونا نسمي الأشياء بمسمياتها مهما كانت مؤلمة للبعض..

*دعونا نغالب متعة التفلسف بأسلوب المثقفين والسياسيين والمحللين..

*باختصار ، خلونا نقعد على الأرض ونتكلم..

*فحيثما سمعت نغمة (حوار وطني) فهذا يعني حكومة تبحث عن شرعية..

*يعني أن ثمة معارضين لا يجدون فرصة للحكم..

*يعني أن هنالك نظاماً حاكماً أتى للسلطة عبر شرعية مشكوك فيها..

*يعني إنه يعاني (عقدة) لا يعرف كيف يتخلص منها..

*تماماً مثلما لا نعرف كيف نتخلص نحن من (عقدتنا) إزاء انتمائنا العروبي..

*فنحن نمارس استعلاءً عرقياً تجاه بعضنا البعض..

*فأنت عربي ، وهذا حلبي ، وذاك عجمي ، وتلك فريخة ، وأولئك زنوج..

*أليس هذا هو الحاصل في بلادنا بلا (تزويق) للكلام؟!..

*ولكن حين نشعر باستعلاء تجاهنا من (العرب) نكاد ننفجر غيظاً..

*كيف لمن ينتمي إلى (العباس) أن يحقره عربي؟!..

*وننسى أن مفردة عربي هذه – أو عريبي وعروبي- هي سبة بيننا..

*ولو أننا تركنا (العباس) وشأنه لتخلصنا من هذه العقدة..

*فنحن نتكئ على إرث حضاري تشهد عليه آثار أجدادنا وتماثيلهم وأهراماتهم..

*ويشهد عليه متحف نسميه (القومي) ، لا النوبي..

*في حين أن العرب بلا حضارة أصلاً إلا ما جاد به (أعاجمهم)..

*بل حتى لغتهم العربية وضع لهم قواعدها (أعجمي)..

*وسنبقى أسرى عقدتنا هذه ما دمنا نتشبث بنسبنا إلى (بني العباس)..

*وستبقى الإنقاذ أسيرة عقدتها ما دامت تتشبث بالحكم..

*وكذلك كل الأنظمة التي تماثلها في وسيلة الاستيلاء على السلطة..

*وتماثلها في انتخابات غايتها إضفاء شرعية (مستحيلة)..

*ثم لا تعثر على الشرعية هذه إلى أن تذهب ذهاب نميري ومبارك والقذافي..

*ولذلك استبشرنا خيراً بخطوة الحوار الوطني..

*وقلنا إنها الخطوة التي تكفل للإنقاذ تشبثاً (شرعياً) بالسلطة إلى حين..

*وعبرنا عن إحساسنا بجديتها في هذه الخطوة..

*فكل شيء قد بلغ نهاياته- في سكة الانهيار- ولم تتبق له سوى (خطوة)..

*وكذلك خطوات الحوار لم يتبق لها سوى (خطوة)..

*فهل تتغلب الإنقاذ على (عقدتها) أم يغلبها (حب) السلطة؟!..

*علماً بأن (محبة) السلطة أودت بأنظمة مشابهة..

*وأودت بعافيتنا النفسية – نحن السودانيين- جراء (محبة) العرب..

*أخشى أن تكون الإجابة في مقطع (ريدتنا ومحبتنا)..

*ليصير- مع البكاء- (عقدتنا ومحبتنا!!!).

الصيحة