ابتكار مدهش.. الهواء الملوث مفيد ويجلب الثروة
لا تنتهي دهشتنا في هذا العالم مع العلم والأفكار الجديدة التي يطرحها علماء ومصممون وفنانون أذكياء ومدهشون، فالمصمم المعماري من لندن دان روسيغارد يطرح فكرة لتحويل الهواء الملوث في المدن إلى مجوهرات، بالتحديد إلى الألماس الذي هو في الواقع عبارة عن كربون مضغوط بدرجة كثيفة، يتخذ شكلاً بلورياً مكعب الذرات.
في البدء، فإن روسيغادر يهتم بشكل مدن المستقبل وابتكار صور ذكية في هذا الإطار، وقد تحدث في فيديو – نشره عبر قناته على يوتيوب لمكتب تصميم روسيغادر في لندن – عن أن مدن المستقبل لا يوجد فيها شيء لا يمكن الاستفادة منه، لا شيء يضيع أبداً، بما في ذلك الهواء الملوث.
أفكار ذكية سابقة
وقد سبق للرجل أن طوّر أفكاراً منها طرق ذكية تضيء في الليل بنفسها، وأرضيات مراقص تنتج الكهرباء مستغلة الحركة المتواصلة لأقدام الراقصين ومنقيات من آثار الفيضانات وغيرها من الأفكار.
وهو الآن مشغول بفكرته الجديدة حول صناعة مدن نقية الهواء، بل تدر الثروة لسكانها، وفي التصور العام تفتح الأفق لمسألة أثر التغير المناخي على البيئة، وكيف يمكن تحويل ذلك لقيمة مضافة وإيجابية بدلا من لطم الخدود.
أصل الفكرة
يقول روسيغادر إنه نهض ذات يوم من النوم لينشغل بفكرة التلوث الذي يظن الناس أنه أصبح أمراً معتاداً لا يمكن التخلص منه، ويجب التعايش معه، وعلى الأكثر الدعوة لخفضه عبر التقليل من استعمال السيارات والملوثات والاتجاه للدراجات الهوائية أو السيارات الكهربائية وغيرها من الأفكار، “لكن التلوث مستمر في المصانع وغيرها من الأماكن. ولهذا فالأفضل أن نعمل على كيفية تحويله لأمر مثمر”.
وفي رحلة قام بها روسيغارد إلى بكين قبل 3 سنوات لاحظ أثناء مراجعته نماذج من بعض عينات ذرات الهواء الأكثر تلوثاً في المدينة أن هذه الدقائق الصغيرة السوداء هي في معظمها عبارة عن كربون هائل الضغط، وهي بمعنى آخر وتحت ظروف معينة عبارة عن قطع صغيرة أو حلقات من الألماس غير منظور إليها.
أثار ذلك الأمر عنده الدهشة، بل دفعه للتفكير بجدية في مشروعه حول المدن النقية، وإمكانية عمل ماصات ضخمة لهذا الكربون المتناثر في الهواء الملوث للمدينة، ومن ثم تحويله إلى مجوهرات، خاصة أن بكين من أعلى مدن العالم تلوثاً، وغنية بهذا الكربون، وإن كان الأمر سيعمم على كل مدن الكرة الأرضية.
البرج الحر النقي
وبدأت فكرة ما يعرف بـ “مشروع البرج الحر النقي” الذي يقوم عليه مع عدد من المصممين في الاستوديو الخاص به في لندن. وحيث يأمل روسيغارد أن تكون هذه الأبراج المستقبلية المتحركة وفائقة الدقة وبتصميم رائع، هي صورة للمدن الجديدة في أقرب وقت، لأنها سوف تجعل الحياة في المدن أكثر قابلية للعيش، بهواء نقي، كما أنها تحقق المكاسب الأخرى، فـ”لاشيء ضائع في المستقبل”، وهي قاعدته التي يؤمن بها.
وإذا كان الرجل سبق له أن صمم نماذج أولية لآلات أو منقيات للهواء الملوث في المدن، ففكرة البرج لن تكون مستحيلة، حيث شرع في وضع التصاميم لتلك الآلة التقنية الضخمة التي سوف تعمل على فصل الملوثات في هواء المدن الكبيرة والمناطق الحضرية عموماً، بعزل الكربون، ليكون مكعبات صغيرة مضغوطة جداً تشكل قطعاً من الألماس.
العربية