يا شرطة المرور هل سأنصف؟
لا ادري على ماذا اتحسر! ولا ادري ماذا اصاب الشعب السوداني(البطل)؟
يوم الاربعاء ركبت سيارة(تاكس تعاوني) او كما يسمونها(مريم الشجاعة) من محطة المهداوي في طريقي الى المنزل… نزلت فتاة في منتصف الطريق بين المهداوي وشقلبان ولانني اجلس في المقعد الامامي استلمت المبلغ وكان عبارة عن جنيه ونصف الجنية… وحجزت نصف الجنية معي واضافت ورقة فئة الحنيهين الى الجنية ومددت بها الى السائق… احتج وقال لي قيمة التذكرة صارت جنيهين! هل اخطأت الفتاة؟ قلت له لا اعتقد! ثار في وجهي وتلفظ بعبارة تضعه وهو الشاب في خانة من يمكن وصفهم(بقلة الادب) سألته هل معك منتشور يؤيد زيادتك؟ انه الخطأ الذي وقفنا عنده كثيراً وقلنا انه لا يمكن ان يعلن الزيادة السائق او الكمساري ويجب ان تعلنها السلطة المختصة.
المهم كل الركاب التزموا الصمت وكان على رؤوسهم الطير! صمت هؤلاء جعل السائق يواصل ويطلب مني ان اغادر السيارة! قلت له انه مركبة عامة واننا يمكن ان نلجأ الى مكتب شرطة المرور ليحكم بيننا… وكانني قلت كفراً… اوقف السيارة وامر الجميع بالنزول بحجة انها تعطلت… طلبت منهم عدم النزول… ولكن هيهات! نزول جميعاً… طلبت منهم ان يذهبوا معي لمكتب الحركة البعض التزم الصمت… والبعض تعلل بانه مستعجل! لاحظوا ان الساعة كانت الرابعة عصراً.
قلت لهم من يكتم الشهادة فقد اثم قلبه… ولكن يبدو انهم في دولة المشروع الحضاري لا يجيدون غير التهليل والتكبير خلف المكرفوانات.
لماذا لم يشهدوا معي؟ وا حسرتاه على الشعب السوداني! قد تكون هذه اقلية… ولكني دعوني اواصل بقية الحكاية.
نزل هؤلاء من السيارة واخذوا طريقهم نحو محطة شقلبان ربما لان وجود مركبة بديلة مرجح وجوده في محطة شقلبان… وبعد مهاترات من ذلك السائق الذي لا يتمتع باي نوع من الادب مما جعلني اتساءل كيف تمنح رخصة القيادة العامة واتذكر سطوراً كتبتها يوما عن مواصفات سائق المركبة العامة في العاصمة… تحرك السائق وعلى بعد امتار توقف لنفس المجموعة التي انزلها والغريب انهم ركبوا معه! اي ذل ومهانة وصلنا اليها! تذكرت ما قرأته في التاريخ انه عندما هانت الامة على نفسها حين اجتاح التتر البلاد العربية قيل ان الرجل كان يوقف عدداً من الرجال ويأمرهم بعدم التحرك لانه ذاهب لاحضار السيف! وقيل انهم من ضعفهم وهوانهم كان يقفون ولا يتحركون.
لماذا ركب هؤلاء ثانية مع نفس الشخص الذي انزلهم؟ هل دفعت انا ثمن مطالبتي؟ هل هناك جهة ستنصفني؟
فكرت ان الجأ الى سلطات المرور ولكني لا املك غير رقم المركبة فهل سانصف؟ اذا كان الامر كذلك فها انا اتقدم بشكوى لهم عبر هذه المساحة اذا كانت الصحافة سلطة رابعة وانتظر ماذا سيحدث.
انني ما كنت املك غير (حسبي الله ونعم الوكيل) مع سائق متهور… ودعوة اني ضعيف فانتصر خاصة بعد ان سرت من شارع شيكان حتى منزلي في بداية الحارة السابعة وانا ابحث عن شرطي مرور او اي شرطي… وسؤال لماذا لا توجد اكشاك شرطة مرور عند التقاطعات؟
والله من وراء القصد
د. عبداللطيف محمد سعيد
الجريدة