منوعات

ناشطة سعودية.. “لا علاقة للإسلام بولاية الرجل على المرأة”

وقع أكثر من 14 ألف شخص في السعودية عريضة رفعت إلى الملك سلمان تطالب بإلغاء نظام الولاية الذي يفرض قيودا كبيرة على المرأة، بالتزامن مع حملات على تويتر بنفس المطالب. فهل يتقبل المجتمع السعودي تغيير نظام الولاية على المرأة؟

أطلقت ناشطات سعوديات عريضة إلكترونية تدعو الملك سلمان بن عبد العزيز لإسقاط ولاية الرجل التي تمنع النساء من العمل أو الدراسة أو السفر من دون موافقة ولي الأمر.

العريضة التي وقعها أزيَدُ من 14,700شخص تأتي بالتزامن مع حملات انتشرت في تويتر تطالب بنفس المطالب تحت وُسوم (هاشتاغات) من قبيل “#سعوديات_نطالب_باسقاط_الولاية”. و#أنا_ولية_أمري و#معا_لإنهاء_ولاية_الرجل.

وتطبق السعودية أحكاما، يقال إنها مبنية على الشريعة الاسلامية، بشكل صارم، وتفرض قيودا واسعة على النساء، خصوصا فيما يتعلق باللباس والفصل بين الجنسين في الأماكن العامة. كما أنها البلد الوحيد الذي تُمنَع فيه النساء من قيادة السيارة.

وبموجب نظام الولاية يتعين على كل امرأة ترغب في العمل أو الدراسة أو السفر، الحصول على موافقة ولي أمرها الذي عادةً ما يكون الزوج أو الأب أو الأخ أو حتى الابن أحيانا. وتقول المدافعات عن حقوق المرأة في السعودية إن هذا النظام يكبل المرأة، ويفرض قيودا كبيرة عليها لدرجة أن أي امرأة تنتهي مدة محكوميتها في السجن مثلا، يتوجب عليها انتظار موافقة ولي الأمر على تسلمها قبل الإفراج عنها. وسبق لمنظمة هيومن رايتس ووتش أن انتقدت نظام ولاية الرجل في السعودية معتبرة أنه يعتبر أكبر حاجز أمام تحقيق المرأة لحقوقها في المملكة رغم الإصلاحات التي اتخذت في العقد الأخير.

ولتسليط الضوء أكثر على هذا الموضوع، حاورت DW عربية عزيزة اليوسف إحدى الناشطات اللواتي أطلقن هذه العريضة وحملناها إلى الديوان الملكي، وهي محاضِرة في جامعة الملك سعود وناشطة في مجال حقوق الإنسان.

وفيما يلي نص الحوار:

الفكرة بدأت منذ 2011، وقتها وقعنا عريضة مشابهة ورفعناها لمجلس الشورى، وبدأنا نبحث في موضوع الولاية في الإسلام وننظم ورشات لتوعية النساء بحقوقهن في ثلاث مدن كبرى. وفي هذه الورشات كان يشارك شيوخ دين ويشرحون أن الأمر لا علاقة له بالإسلام وإنما مجرد قوانين وضعتها الدولة. ومع بدء الحملات على تويتر وجدناها مناسبة لإطلاق المبادرة من جديد ورفعناها هذه المرة للديوان الملكي.

هل تعتقدين أن العريضة ستصل بالفعل للملك، وهل لديك أمل في أن يتفاعل معها؟

عندما ذهبنا لنضع العريضة لدى الديوان الملكي طُلب منا إرسالها بالبريد وسنفعل. أعتقد انها ستصل. ونحن كلنا أمل ولولا الأمل لما تحركنا أصلا وأطلقنا هذه المبادرة.

الناشطة السعودية عزيزة اليوسف

هل حققتن حتى الآن أهدافكن المرجوة من هذه المباردة؟

لا، هدفنا الرئيسي هو أن يصدر مرسوم ملكي يلغي الولاية ومادام لم يصدر حتى الآن فذلك يعني أننا لم نحقق بعد أهدافنا. كل ما نجحنا فيه حتى الآن هو نشر الوعي بهذه القضية.

وكيف كانت ردود الفعل على المبادرة عقب إطلاقها؟

بصراحة تلقينا ردود أفعال إيجابية. القضية لقيت تجاوبا إعلاميا كبيرا سواء على مواقع التواصل الاجتماعي أو على وسائل إعلام محلية. فمثلا نشرت مقالات على صحيفتي عكاظ والوطن لعلماء دين يقولون فيها إنه لا وجود للولاية في الإسلام وإنه يحق للمرأة أن تكون مسؤولة عن إدارة شؤون حياتها. هذا التفاعل أسعدنا كثيرا.

وهل كانت التوقيعات حكرا على النساء أم أن الرجال السعوديين أيضا تفاعلوا؟

الكثير من الرجال وقعوا أيضا، وكثير منهم نشروا مقالات على مواقع التواصل الاجتماعي وتحدثوا عن أهمية الموضوع، وهو بالفعل موضوع مهم بالنسبة للرجال. فالرجل في مجتمعنا مرهق أيضا من تحمل كل المسؤوليات ومن قضاء كل التعاملات المتعلقة بنساء عائلته. لذا فالرجل معني أيضا بأن يتغيير هذا النظام.

ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان كان أعلن في نيسان/إبريل، عن “رؤية السعودية 2030″، وتشمل زيادة مساهمة النساء في سوق العمل. هل تعتقدين أنه يمكن تحقيق ذلك في ظل نظام الولاية؟

لا. من أجل تحقيق رؤية 2030 من الضروري كسر القيود التي يفرضها نظام الولاية على المرأة لأنه يعطي للرجل القرار بالسماح للمرأة بالعمل والدراسة مثلا. تخيلي أن امرأة في الأربعين من عمرها تقرر السفر للدراسة في الخارج ولتكون قادرة على ذلك يجب أن تحصل على موافقة أخيها الذي يبلغ مثلا من العمر 20 سنة، مع أنها أنضج منه وأدرى بمصلحتها. بل إن الأم تصبح مضطرة لأخذ موافقة ابنها في حال توفي زوجها، وهذا أمر مضحك. إذ كيف يعقل أن تنجب المرأة ولي أمرها؟

العريضة رفعت للملك سلمان على أمل أن يصدر منه مرسوم يغير نظام الولاية

لكن هل تعتبرين أن المجتمع السعودي المحافظ جاهز لتغيير كهذا؟

بصراحة لا أؤمن بفكرة جاهزية أي مجتمع لتقبل فكرة ما، لأنه في كل التجارب السابقة يبدأ التغيير ثم يتأقلم معه الشعب. ولا يمكن الاستفتاء حول الحقوق. هذه قاعدة واضحة. الحقوق تعطى أو تنتزع أو تأتي من فوق. إذا جاء مرسوم الملكي بتغيير هذا النظام فسوف يتأقلم الناس معه، تماما كما حدث مع دخول المرأة إلى مجلس الشورى. لقي الأمر معارضة كبيرة في البداية لكن الجميع تأقلم معه الآن وأصبح أمرا عاديا.

لكن ولي ولي العهد قال بنفسه إن المجتمع السعودي غير جاهز لتقبل فكرة قيادة المرأة، عندما سئل عما إذا كانت السلطات السعودية ستسمح للنساء بقيادة السيارات.

نعم لكنه قال في نفس السياق، إن هناك الكثير من الحقوق في الإسلام لم تُعطَ للمرأة وسنعمل على تحقيق ذلك، وهذا يجعلنا نتفاءل.

DW