نفايات الخرطوم … (المويه تكضب الغطاس)
تعاني ولاية الخرطوم من تراكم غير مسبوق للنفايات بكل محلياتها وطرقها، وتتصاعد الروائح الكريهة من كل الأحياء، خاصة بعد عيد الأضحى وتراكم بقايا الأضحية، حيث فشلت الجهات المعنية في توفير آليات لنقل النفايات، فيما يقول المواطنون إنهم لم يروا عربات النفايات في أحيائهم منذ فترة طويلة. وبين احتجاج العمال على مخصصاتهم، وبين إهمال الجهات المعنية وتشتيت المهام والأموال وفقاً لقانون صادر من مجلس تشريعي الخرطوم، أصبحت الولاية عبارة عن مكب ضخم للنفايات، ورغم المظاهر الواضحة من أوساخ إلا أن رئيس الهيئة الإشرافية للنظافة د. مصعب البرير يرفع تقريراً لرؤسائه يحاول أن يرسم به صورة وردية لا تتسق مع الواقع المنظور بالعين المجردة، وإعتبر البرير في حديثه لـ(آخر لحظة) أن تذمر المواطنين من تراكم النفايات وشكواهم من عدم إنضباط آليات نقلها ما هو إلا شعر! وفيما يقر بوجود مشكلة حقيقية تواجه المشروع يواصل البرير تناقضه بقوله :(إن كمية عربات النظافة داخل الولاية غير كافية مقارنة بإنتاج النفايات السكانية) ومع ذلك يعود ليقول (إن شكاوي المواطنين حول عدم وصول العربات إلى داخل الأحياء لا أساس لها من الصحة)، ويحاول أن يثبت تناقض رؤيته بأن الولاية تفرز مايقارب (4500) طن يومياً من النفايات، و80% منها تأتي من الأحياء، فإذا لم يتم جمعها لن يكون الحال هكذا، ويرى أن عملية النظافة مسؤولية مشتركة بين المواطن والحكومة وإشراك المواطن أمر مهم جداً.
تعطل العربات
وكشفت جولة اجرتها (آخر لحظة) لورشة الخرطوم المركزية للنظافة عن وجود عدد كبير من عربات النظافة المتعطلة، يقول أحد الفنيين بالورشة استطلعته الصحيفة إن العربات المعطلة والمخزنة بالورشة تتزايد أعدادها يومياً، ولا تتم الاستجابة للطلبات التي يتم رفعها بخصوص الاسبيرات ولا يتم توفيرها.
ويقول إن العربات التي منحتها حكومة اليابان غير جيدة، ولم تلبث كثيراً حتى تتعطل، ويشير إلى أن زيادة الافرازات في عيد الأضحى هذا تم تدراكه «بالبركة».
معاناة العمال :
ويشتكي عمال النظافة في ولاية الخرطوم من ضعف المرتبات وعدم توفر الأدوات الوقائية، وعدم الاهتمام بتوفير خدمة التأمين الصحي لهم، ويقول أحد العمال إن مرتبه لايتجاوز الـ(460) جنيهاً، ولاتتوفر لهم بدلات، ولا أجر إضافي يتم احتسابه لهم .
نساء عاملات نظافه :
ويبدو أن محلية أمدرمان استنجدت بالنساء القادمات من مناطق النزاعات في عملية النظافة وجمع النفايات، وكشفت جولة قامت بها (آخر لحظة ) نهار أمس في حي الشهداء محلية أمدرمان عن استخدام نساء في مجال النظافة، وقال مسؤول العمال إن أغلبيتهن قادمات من ولايات أخرى ويشتكين من ضعف المرتبات أيضاً.
لا وجود لعربات النفايات
في منطقة السوق المركزي بالخرطوم تتجمع كميات كبيرة من الأوساخ في داخل السوق، حيث يجد الذباب والبعوض مرتعاً خصباً للعيش، حيث لاحظت (آخر لحظة) وجود مجرى للمياه تغمرها أكياس النفايات، وماتبقى من توالف الخضروات، ومن جانبة ينتشر الباعة الفريشة الذين يبيعون الخضر والفواكة بأنواعها، ولا وجود لعربات النفايات، حيث يتذمر كل من يمر بتلك المنطقة من جراء الروائح المنبعثة من تكدس تلك النفايات، وقال التاجر محمد علي إن المحليات لاتفلح سوى في جمع الرسوم والعوائد دون تقديم خدمات، مشيراً لتحصيل المحلية لرسوم النفايات دون إزالتها والتخلص منها، وقال إننا نقوم بعملية معالجة النفايات بأنفسنا، الحاجة رقية صالح كانت تقف بالقرب من السوق في انتظار مواصلات تقلها لمدينة بحري وصفت لـ(آخر لحظة) النفايات بمنطقة الصحافة التي تقطنها أنها أوشكت أن تحتل منازلهم بعد أن إمتلأت الشوارع وفاضت بها، على الرغم من التزامهم بدفع رسوم التحصيل، وناشدت الجهات المسوولة بضرورة معالجة ومكافحة النفايات التي باتت تتسبب في كثير من الأمراض للمواطنين، خاصة انتشار الاسهالات المائية التي تتحدث عنها القنوات والإذاعة .
زيادة نفايات الأحياء
كشف نائب رئيس لجنة الصحة والبيئة بالمجلس التشريعي ولاية الخرطوم عن قانون ومرسوم يحددان مهمة الجهات المعنية بنقل النفايات، حيث تقوم المحليات بجمعها من الأحياء للمحطة الوسيطة، بينما يقوم المجلس الأعلى للبيئة بنقلها من المحطة إلى المرادم بآليات كبيرة، وأرجع اسباب تكدس النفايات إلى عده عوامل أبرزها زيادة نفايات الأحياء خلال العيد، حيث تقدم الأسر على إخراج نفاياتها بصورة تختلف عن الأيام العادية، بجانب الخريف الذي يصعب مهمة دخول العربات للأحياء ويعرضها للأعطال والكسور، بجانب سفر غالبية عمال النظافة باعتبار أن جزءًا كبيراً منهم يعمل بشكل مؤقت، وأشار نائب الرئيس إلى حوجة المحليات لمحطات وسيطة خاصة وأنها تسهل عملية تجميع النفايات، وقال ان الـ(100) عربة التي منحتها الحكومة اليابانية للشعب السوداني تم تقسيمها بين المحليات، وان كانت بسيطة ولكن لاشك في أنها ساهمت في تخفيف العبء على المركبات القديمة، واعتبر تعطل العربات امراً طبيعياً ويلازم جميع المركبات بما فيها الخاصة.
ويواصل جابر لدينا عدد من التوصيات للنهوض بالبيئة وحل مشكلة النفايات بشكل جذري، وتعتمد على وضع خطة واضحة لجمع النفايات بالتنسيق مع الجهات المعنية والمجلس الأعلى للبيئة، بجانب هيكلة مشروع النظافة وتوفير موظفين بصورة دائمة، ويتطلب الأمر شراكة حقيقية مع المواطن وتحسين سلوكه، وإخراج النفايات في الوقت المحدد لمرور العربة.
تحقيق : سميراء – آلاء
صحيفة آخر لحظة