صلاح الدين عووضة

فقط (كلمة)!!!

نميري أعطى (كلمة) فكانت المصالحة..

*أتى إليه الصادق المهدي دونما ضمانات سوى (قوة الكلمة)..

*فهو كان يعلم أن نميري إذا وعد أوفى..

*ثم تبعه آخرون- ومنهم الإسلاميون- بضمانة (الكلمة) ذاتها..

*وأعطى (كلمة) لنقد فخرج من مخبئه ورجع سالماً..

*قال له (تعال أحضر اليوبيل الفضي لثانوية حنتوب وأرجع بأمان)..

*وجاء نقد لأنه يثق في (كلمة) ابن دفعته نميري..

*وتم التوافق السياسي في زمان (مايو) بلا أي تدخلات خارجية..

*حتى وإن كان دون مستوى مطالب المعارضة..

*ولكن في زمان الإنقاذ هذا افتقرت أطراف المعارضة إلى (الكلمة القوية)..

*وما عاد هناك وثوق في (كلمتها) إلا بضمانات دولية..

*فقد سقطت في امتحان (الكلمة) من لدن اتفاقية فشودة وإلى يومنا هذا..

*ولا حصر للاتفاقات التي تهاوت بفعل (النكوص)..

*الخرطوم ، القاهرة ، أبوجا ، أبشي ، جيبوتي (نداء الوطن)..

*ولا حصر- كذلك- للوسطاء الأجانب والأفارقة والعرب..

*وبلغ بنا الهوان حد أن طمعت حتى الصومال في أن تقول لنا (باركوها)..

*وصارت بلادنا (سلة وساطات العالم) عوضاً عن الغذاء..

*وذلكم كله بسبب أن النظام ليس (قدر كلمته)..

*أو بنص عبارة الترابي نفسه (لقد أدمنوا نقض العهود والمواثيق)..

*والآن (كلمتنا) هذه تجيء بين يدي مبعوث جديد..

*مبعوث بريطاني من مهامه عقد لقاءات مع أعضاء بلجان الحوار الوطني..

*ثم الجلوس إلى قيادات بالحركات المسلحة..

*ثم الاستماع إلى آراء مسؤولين حكوميين بشأن هذه الأزمات (الداخلية)..

*ثم (استكشاف) أفق الحل الأمثل بمساعدة بريطانيا..

*ولن ينجح كرستوفر في استكشاف أي شيء كما فعل كرستوفر كولمبس..

*الاستكشاف الوحيد الذي سيتوصل إليه هو أنه (لا حل)..

*فأزماتنا تعقدت وتشعبت وتلبكت وتمددت بفضل (انعدام الثقة)..

*أو فلنقل : بفضل (انعدام الكلمة)..

*وإن كانت حكومتنا لا تستحي فقد بتنا نخجل نحن..

*والله العظيم أنا شخصياً- ومثلي كثيرون- صرت أشعر بخجل شديد..

*فما من دولة في العالم شهدت تدخلات خارجية مثل هذه..

*ولا وساطات محلية وإقليمية ودولية مثل هذه..

*ولا تنازلات عن الإرادة – والسيادة- الوطنية مثل هذه..

*في حين أن (كلمة) واحدة- بقوة كلمة نميري- من شأنها إنهاء الأزمة..

*وأصلاً أزمتها هي – لو تعلم- مع الشعب لا المعارضة..

*وحل الأزمة مع الشعب لا يحتاج إلى كل التدخلات الخارجية هذه..

*ولا حل أزمتها مع المعارضة كذلك..

*فقط (كلمة) منها أن تعالوا إلى (كلمة سواء) ثم التزام بهذه (الكلمة)..

*وفي البدء كانت (الكلمة !!!).

الصيحة