شاهد حقيقة فيديو زحف “الجيش الإسلامي” على أوروبا
أيا كان البلد وموقع التواصل الاجتماعي، فإن الصفحات الرجعية أو القومية أو المعادية للأجانب من بين أكثر الجهات سعيا لإشاعة الأخبار التضليلية، ولا سيما استغلال الصور لتمرير أي شيء. وهذا ما حدث مؤخرا في 10 أيلول/سبتمبر عندما نشر مغرد من الولايات المتحدة الأمريكية فيديو يظهر قطارات معبأة حتى سطحها قائلا إن الفيديو يبرز عدم القدرة على إيقاف ما أسماه ب”زحف الجيش الإسلامي” في أوروبا.
الصور مذهلة! تظهر فيها خلال 38 ثانية ومن جميع الزوايا قطارات تسير أو تتوقف في محطة. وهي مليئة بالركاب في الداخل وحتى على سطحها. والسكك الحديدية تعجّ بالناس أيضا.
بروس بورتر هو المغرد الذي نشر الفيديو مع تعليق يقول حرفيا: “انظروا، أوباما وميركل يقولان إنهما بصدد تعطيل زحف الجيش الإسلامي، لكنهما يكذبان arrestObama≠lockherup≠ (≠احبسوها≠أوقفوا أوباما). لا شك أنه يجب أن ندرك أن عبارة “الجيش الإسلامي” يقصد بها المهاجرين المسلمين، ولا سيما من قدموا من سوريا والعراق للبحث عن اللجوء إلى أوروبا.
وعلى صفحة بروس بورتر عبر تويتر يقدم نفسه على أنه “رجل أعمال ورياضي ورحالة”. وبلمحة سريعة على تغريداته يمكن أن نرى أنه يكره هيلاري كلينتون ويحب دونالد ترامب وأنه مقتنع بأن المسلمين يجتاحون أوروبا ويهددون الولايات المتحدة الأمريكية بعد فترة. مواقفه المتطرفة جعلت له أكثر من 59900 متابع، وهذا رقم مهول. وعلى غرار تغريدات أخرى، فإن تغريدة 10 أيلول/سبتمبر أعيد تغريدها أكثر من ألف مرة.
لكن الحقيقة ليست كذلك ، لأن هذه المشاهد صورت في بنغلادش. وهذا ما تقوله المغردة التي نشرت ردا على بروس بورترعلى شكل فيديو تظهر فيه تلك المشاهد.
وحسب ما كتب في مقدمة هذا الفيديو، فإن المشاهد صورت في محطة العاصمة البنغالية داكا في احتفالات العيد، حيث كان العديد من السكان يسعون إلى مغادرة العاصمة لزيارة أهاليهم. وقد نشر الفيديو في أيلول/سبتمبر 2015 خلال العيد، وهذا لا يؤكد أن هذه المشاهد تعود إلى ذلك التاريخ.
لكن عند التدقيق عن قرب في الفيديو، فمن السهل أن نلاحظ أنه لم يصور في أوروبا وأنه خبر تضليلي بالفعل. نرى مثلا أن الكتابة على اللوحات الإعلانية ليست لا بالحروف اللاتينية ولا حتى بالحروف السيريلية كما هو مستخدم في أوروبا. ونلاحظ من ناحية أخرى أن ملامح الأشخاص في تلك الملصقات هي ملامح سكان شبه القارة الهندية. ولا وجود لأي صورة مشابهة لوصول لاجئين إلى أوروبا بهذه الأعداد من الناس على سطح القطار.
يمكن الاطلاع على دليلنا لكشف الصور والمشاهد التضليلية: كيف تدقق الصور على مواقع التواصل الاجتماعي
فرانس24