الدلال فى زمن الاسهال !!
* لا يحمل مدفعاً، ولا رصاصة، ولا منشورا، ولا مقالا صحفيا، ولا يتلقى معونات من دول الاستكبار، ولا يمارس المعارضة الفندقية، وليس خائنا او عميلا لأحد، وإنما مخلوق صغير دقيق الحجم استغل الاهمال والاستسهال الحكومى، فأعلن الحرب على البلاد وبدأ يحصد الأرواح، وأظهر عجز الحكومة الجبارة التى تثيرها بضع كلمات فى عمود صحفى أو وقفة احتجاجية سلمية صغيرة لمواطنين أبرياء أُخرجوا من ديارهم تحت هطول الأمطارالغزيرة، فتعلن حالة الطوارئ القصوى، وتستخدم كل عضلاتها للردع والانتقام، ولكنها تقف عاجزة عن مواجهة هذا المخلوق الصغير الضعيف، بل إنها تخشى حتى من ذكر إسمه الحقيقى، وتطلق عليه اسم الدلال (الاسهال المائى)، وتكذب على المواطنين بأنه (تحت السيطرة)، ويا لها من سيطرة تلك التى تقضى على أرواح الناس!!
* ومن الطبيعى أن ينتشر (الاسهال الحاد) بسبب الاهمال والفساد والبيئة القذرة واهدار المال العام على الملذات وأجهزة الحماية، ويصيب المئات، إن لم يكن الآلاف، ويقضى حتى نهاية يوم أول أمس على حياة (27 ) فى مدينة الدمازين، أو (الأطراف) (حسب البيانات الحكومية)، وهاهو يمد لسانه ساخرا من بيانات الحكومة التى تزعم أن (الوضع تحت السيطرة) وأن انتشار الميكروب يقتصر على الأطراف، فيعلن انتقاله الى مدينة (ود مدنى) حاضرة ولاية الجزيرة، ويقضى على حياة (6 ) مواطنين، حسب الزميل الطيب منصور بصحيفة (الانتباهة) التى صدرت يوم أول أمس الاحد (18/ 9 / 2016 )، ولقد أشارت الصحيفة الى تكدس الأوساخ والنفايات فى ولاية الجزيرة وتوقف خدمات هيئة النظافة، وتعطل معظم الآليات وانعدام عمليات الصيانة وغياب العمالة، وهو وضع تشهده كل ولايات البلاد، فكيف لا تنتشر الامراض وتقضى على الناس؟!
* وهاهو الميكروب يقترب من ولاية الخرطوم، إن لم يكن قد إنتقل اليها، فلقد أبدت وزارة الصحة بالولاية خوفها من إنتشار الاسهال المائي الحاد بالخرطوم، وحذرت المواطنين من شرب وتناول الأطعمة الملوثة من الباعة المتجولين والمطاعم غير المرخصة، و طالب وزير الصحة مأمون حميدة المواطنين بالإهتمام بالنظافة الشخصية وغسل الأيدي قبل وبعد تناول الطعام وبعد قضاء الحاجة، مطالباً الاجهزة الاعلامية بتكثيف التوعية الصحية للمواطنين، حسب الخبر الذى نشرته صحيفتنا أمس بقلم الزميلة (ندى رمضان)، كما حذربعض الأطباء من تردي بيئة العمل التشخيصية والعلاجية في معظم المستشفيات، ووصفوها بغير المؤهلة لتشخيص وعلاج المرض، ونوهوا الى عدم توفر المحاليل الوريدية وأملاح التروية التي تلعب الدور الأساسي في إنقاذ حياة المصابين، وأهابوا بضرورة قيام حملة قومية وقائية وعلاجية للحد من انتشار المرض!!
* وفى خبر من البرلمان نقلته الزميلة (سارة تاج السر) فى عدد الأمس، لم تستبعد رئيس لجنة الصحة بالمجلس الوطني امتثال الريح، ظهور اصابات بولاية الخرطوم، بسبب حركة سفر وعودة المواطنين للعاصمة بعد قضاء عطلة العيد، ولكنها اكدت عدم ظهور المرض فى الخرطوم، بينما زعم البعض ظهور بعض الحالات ووفاة شخص!!�* كل ذلك ولا تزال الحكومة مصرة على عدم الاعلان عن الوباء، واطلاق الاسم الصحيح عليه واعلان حالة الطوارئ الصحية، حتى تحصل على عون الدول والمنظمات الدولية، حسب القانون الدولى الذى يشترط الاعلان عن الاوبئة للحصول على المساعدات، إلا إذا كانت الحكومة سعيدة بانتشار (الاسهال المائى الحاد) وقضائه على أرواح المواطنين !!
الجريدة – مناظير
اكيد الخضار والفاكهة المصرية هي السبب!!!!