القصة الكاملة للاعتداء على المهندس أحمد أبو القاسم
حقائق ووقائع في دفتر الحدث
اللواء إبراهيم الخوَّاض: رئاسة الجمهورية سوف تفتح بلاغاً ضد حزب المؤتمر السوداني
الخواض:هل يجوز أن يصدر “المؤتمر السوداني” بياناً ممهوراً بتوقيعه استناداً على “بوست” مجهول
مستشفى الأطباء: المعتدى عليه ظل بالمستشفى لثلاث ساعات فقط، وتراجع عن أقواله الأولى
شقيق المعتدى عليه: هذه مسألة شخصية وسندعو الصحافة في حينها لكشف الحقائق
أسرة المعتدى عليه: ليس لدينا بيان نتهم فيه شخصاً محدداً وهذا أول بيان رسمي لنا
“الصيحة” تتحصل على التقرير الطبي الذي يؤكد أن المجني عليه جاء واعياً وخرج من المستشفى بعد ثلاث ساعات فقط
مراقبون: حزب الأمة يتخذ موقفاً عقلانياً ولا يبادر بتوجيه الاتهامات
المؤتمر السوداني: أسرة المجني عليه هي التي نشرت الاتهامات وليس حزبنا
تحقيق : عطاف عبد الوهاب
المهندس أحمد أبو القاسم مختار، تعرض للضرب والتعذيب أمس الأول على يد مجهولين عند ساعات الصباح الأولى يوم الخميس الماضي ثم قذفوا به عند منطقة حاويات سوبا جنوب الخرطوم، فجأة اشتعلت الأسافير، والوسائط الاجتماعية بصور المهندس أبو القاسم، تظهر آثار التعذيب في ظهره ورأسه، وانتشرت اتهامات هنا وهناك طالت شخصيات رسمية.
المدير الطبي لمستشفى الأطباء الذي زارته “الصيحة” وهي تستقصي الأحداث قال إن المهندس أبو القاسم أخبر الطبيب الذي هرع للكشف عليه بقسم الحوادث عن جهات محسوبة على الحكومة هي التي مارست هذا التعذيب على جسده بعد اختطافه، واستدرك المدير الطبي قائلاً: “الطبيب سأل المهندس: وما أدراك أنهم من النظام؟ فما كان منه إلا أن صمت. الأمر الذي دفع المستشفى للتدوين في التقرير أن الاعتداء تم على يد مجهولين، وتم استخراج أورنيك 8 حيث ذهب إلى الشرطة”؟
حدث.. أسئلة.. تحقيق
ذهبنا ابتداءً إلى منزل المهندس أحمد أبو القاسم بحي المنشية، واتصلنا بأخيه محمد أبو القاسم الذي رفع (بوست) في وسائط التواصل الاجتماعي يتهم فيه شخصية رسمية بأنها وراء الاعتداء من باب الانتقام، (تم سحب البوست لاحقاً) قابلناه أمام منزله عرفناه بأنفسنا فقال إنه ذاهب لتلبية استدعاء السلطات الرسمية، ورفض الحديث ثم أخبرنا بأن أخاه ما زال موجوداً في مستشفى الأطباء التي ذهبنا إليها بعد ذلك وعلمنا أنه لم يظل بها سوى ثلاث ساعات حيث أجريت له الفحوص الكاملة وتم علاجه وغادر المستشفى برفقة زوجته، طلبنا من شقيقه أن نرى المهندس فقال لنا: (هذه المسألة شخصية، وعندما نبادر بالحديث سوف ندعوكم). لكنه تناسى في ذات الوقت أن القضية لم تعد شخصية بل صارت قضية رأي عام خاصة وأن فيها اتهامات طالت شخصية في الدولة، فمثل هذه القضايا لا يجوز فيها بعد أن وصلت إلى هذا المدى أن تعد في إطار (الشخصية) خاصة وأن بعض قوى المعارضة (اختطفت الكرة من الملعب وقذفت بها في مدرجات الجماهير) وعلى رأسهم المؤتمر السوداني الذي سارع بإصدار بيان حمَّل فيه شخصية دستورية وزر ما حدث، وفي المقابل انبرى عدد من المحسوبين على النظام، للمعارضة، وطالبوا بإثبات الدلائل وعدم القذف بالاتهامات يميناً وشمالاً، الأمر الذي قد يضعهم تحت طائلة الاتهامات القانونية، مشيرين إلى أنهم إذا تمادوا في نشرهم للأكاذيب فلن يكون هناك أمام السلطات سوى القانون. ويلاحظ أن بعض قوى المعارضة تعاملت بموضوعية تجاه القضية التي شغلت الرأي العام خلال اليومين السابقين، وطالبوا بالتروي وانتظار نتائج التحقيق.
فما هي الحقيقة؟ وماذا حدث بالضبط؟ وأن الحلقة المفقودة؟ ومن المستفيد من نشر مثل هذه الأخبار خاصة وأن المشهد العام يعيد للأذهان قضية الاعتداء الآثم على المهندس عثمان ميرغني رئيس تحرير صحيفة “التيار” قبل عامين.
“الصيحة” سعت للاستقصاء والوصول إلى الحقائق المجردة استشعاراً لمسؤولية الصحافة تجاه المجتمع.
أصل الحكاية
عند الرابعة صباح الخميس، وصل المهندس أحمد أبو القاسم الذي يبلغ من العمر 41 عاماً (يسكن المنشية) متزوج وأب، إلى مستشفى الأطباء وهو شبه منهار تماماً برفقة أسرته، المهندس ظهرت على ظهره آثار التعذيب الشديد، الأمر الذي جعل الأطباء بالمستشفى يُهرعون إليه في قسم الحوادث وأعدوا تقريراً أولياً (تقرير الفحص) تحصلنا على نسخة منه وأرسلناها إلى الدكتور معز حسن بخيت مدير مستشفى (النو) حيث علق على التقرير قائلاً إن أهم نقطتين فيه تؤكدان أن المجني عليه جاء إلى المستشفى وخرج منه وهو في وعيه الكامل ولم يكن في غيبوبة، أضف إلى ذلك أن المجني عليه لم يبْقَ في المستشفى لفترة طويلة، وهذا يؤكد أن الجروح التي به ليست خطيرة إلى الدرجة التي صورتها بعض أحزاب المعارضة خاصة حزب المؤتمر السوداني في وسائط التواصل الاجتماعي مستهدفة بذلك خلق بلبلة وفوضى. وقال معز إن المجني عليه كما يوضح التقرير الأولي أفاد بأن المستشفى منح المريض حقن (سامسكون) وهي مضاد حيوي إضافة إلى مراقبة طبية على رأس كل ساعتين (وهذا ما ذكرته الأسرة في بيانها).
من جهته أكد المدير الطبي لمستشفى (الأطباء) أنه تمت معالجة الجروح في ظهر المجني عليه كل حسب طبيعته وتم منحه مجموعة من الأدوية الطبية بعد خروجه من المستشفى مؤكداً أنه تم منحه أورنيك 8 ليذهب به إلى الشرطة لتبدأ تحقيقها في الأمر. وكشف المدير الطبي عن وصول شخص للمستشفى بعد خروج المهندس أحمد أبو القاسم، وقال إنه من السلطات، وطلب رؤية التقرير فما كان منهم إلا أن أخرجوا له نسخة وأطلعوه عليها.
السلطات تتحرى مع المجني عليه
مصادرنا العليمة أكدت أن السلطات تحرت مع المهندس أحمد أبو القاسم، وقد أنكر أي خلاف أو مشكلة بينه وبين المسؤول الذي ورد اسمه بوسائل التواصل الاجتماعي تتهمه بأنه وراء الحادثة، ويتوقع تمليك جهات رسمية الحقائق للمواطنين خلال الساعات القادمة.
وشدد مسؤول سياسي في حديثه لـ(الصيحة) على أنه لا ينبغي أن تدفع كراهية البعض للنظام إلى اتخاذ مثل هذه الإشاعات لتصفية الحسابات، مؤكداً بأن القضية سوف تنحو منحى آخر إذا ما أصر البعض على السير قدماً نحو تجريم النظام ولوَّح بأن السلطات ستقوم بفتح بلاغ في كل من ينقل حديثاً بلا سند ولا دليل، معتبراً أن هذه الخطوات تمثل ردعاً للذين يخلطون الأمر أو تلتبس عليهم الرؤيا، فيستعجلون في إطلاق الاتهامات ويقودون ذمام المبادرة لنشر الفوضى واهتزاز صورة الدولة.
بيان أسرة أبو القاسم
من جهتها أصدرت أسرة أحمد أبو القاسم مختار بياناً ذكرت فيه: (نحن أسرة أحمد أبو القاسم مختار الذي تناقلت الوسائط المختلفة خبر اختطافه من قبل مجهولين والاعتداء عليه من قبلهم بالضرب الذي أفضى إلى أذى جسيم يعاني منه ابننا، ويخضع على إثره للمراقبة الطبية والعلاج. كان أحمد قد تم اختطافه من أمام منزل الأسرة فجر يوم 15 سبتمبر حيث أقتيد لمكان ىمجهول بواسطة مجموعة تقود عربة بوكس، وهذه أول الحقائق المتوفرة لدينا حتى الآن وقد وضعنا الأمر كافة وبرمته تحت تصرف الجهات العدلية التي شرعت مباشرة في إجراء تحقيق حول الأمر ونحن نؤكد ثقتنا في حسن وعدالة سير الإجراءات التي نأمل أن تسترد حقنا في هذا الخصوص وعليه نود أن نعبِّر عن جزيل شكرنا وامتناننا العميق لكل من اهتم بالحضور والسؤال من زملائه والصحافيين والمنظمات المختلفة مع التأكيد أن هذا هو أول تصريح رسمي بالأحداث من الأسرة وفي انتظار اتضاح الأمر للمجتمع السوداني الكريم في أقرب وقت).
ناشر الشائعة
وكشف اللواء إبراهيم الخواض مدير مكتب الشيخ علي عثمان محمد طه القيادي بالمؤتمر الوطني في حديث لـ “الصيحة” عن أن رئاسة الجمهورية بصدد اتخاذ إجراءات قانونية وفتح بلاغات في مواجهة حزب المؤتمر السوداني الذي قام بنشر معلومات غير صحيحة. وحمل الخواض حزب المؤتمر السوداني نشر الشائعة، وطرح الخواض عدة تساؤلات: من منا يعرف المجني عليه؟ من منا يعرف تفاصيل أكثر؟. مؤكداً أن الجميع يخوضون في هذه القضية دون معلومات وقال: كأننا نصدر أحكاماً مسبقة لقضية لا نملك عنها معلومات ولا دلائل ولا مستندات. وقطع الخواض بأن المؤتمر السوداني وعضو المجلس المركزي للحزب إبراهيم الشيخ سيعرض نفسه وحزبه للمساءلة القانونية تجاه ما ينشره من إشاعات مغرضة تعد دعوة واضحة وصريحة لإشاعة الفوضى بالبلاد.
من ناحيته رفض إبراهيم الشيخ في تصريح لـ “الصيحة” ما صدر عن الخواض وقال إن مصدر الخبر الذي تحصَّل عليه الحزب هم إخوة المجني عليه وأشقاؤه ورمى بالكرة في ملعب الأسرة ثم أرسل إبراهيم الشيخ (بوست في الفيسبوك) يدلل على حديثه، فما كان من اللواء إبراهيم الخواض إلا أن رد على حديثه بسؤال: هل يجوز أن تبني اتهاماً وأن يصدر حزب المؤتمر السوداني بياناً ممهوراً بتوقيعهم استناداً على بوست مجهول؟!. وطالب الخواض، إبراهيم الشيخ بالاعتذار، ذلك أن رئاسة الجمهورية لن تتسامح في مثل هذه القضايا وستفتح بلاغاً في مواجهة المؤتمر السوداني بهذا الخصوص وذلك حفاظاً على حقوق الذين تضرروا من هذا الأمر، فما كان من إبراهيم الشيخ إلا أن قال: (والله لو جاءت السلطات كلها لن أعتذر ولو اعتذرت الضحية) الأمر الذي دفع الخواض للقول: (إذن لم يتبق إلا القانون). واستنكر على حزب سياسي محترم يرجى منه إحداث تغيير في الساحة السياسية ،نشر أكاذيب وافتراءات.
“الصيحة” أجرت اتصالاً بالمسؤول الرئاسي
الذي ورد اسمه بمواقع التواصل الاجتماعي فقال إنه لا يمكن أن يقوم بضرب المهندس أبو القاسم مؤكداً أن الأمور بينهم طيبة وتابع: (نحن مستعدون للنزول أمام القانون وساحات القضاء لتفصل في الأمر إن أصر البعض على موقفه، ولا يمكن أن نتجاوز القانون). مشيراً إلى أن البعض له غرض في هذا الأمر.. مؤكداً أنه تم التواصل بينه وبين المهندس أحمد أبو القاسم واطمأن على صحته.
وثيقة المؤتمر السوداني
حزب المؤتمر السوداني نشر بياناً اعتبرته السلطات دليل إدانة على نشر الحزب لإشاعات تربك المشهد السياسي خاصة وأن البلاد تمر بمرحلة حوار وطني، وذكر المؤتمر السوداني في بيانه التالي:
علمت (أخبار الوطن) – وهو اسم النشرة التي يصدرها المؤتمر السوداني- أن المهندس أحمد أبو القاسم مختار قد تم اعتقاله بواسطة أربعة أفراد مسلحين بالمسدسات ويستقلون عربة بوكس منزوعة اللوحات في الثانية من فجر الخميس من أمام منزله بالمنشية وقال أفراد من أسرته لـ(أخبار الوطن) إن المهندس المعتقل قد تم تعذيبه بوحشية وإصابته أصابات كبيرة في الرأس وأجزاء واسعة من جسده وإنه تم العثور عليه في ظروف حرجة تكاد تصل للإغماء بمنطقة الحاويات بسوبا جنوب الخرطوم، وتم إسعافه إلى مستشفى الأطباء وأفادت الأسرة أن الحادثة وقعت بينه وبين وزير دولة برئاسة الجمهورية في مناسبة اجتماعية وأن الأسرة أبلغت الشرطة بالحادث فوق وقوعها).
متن الإشاعات
وانتشرت الإشاعات في مواقع التواصل الاجتماعي بأن المجني عليه ذهب إلى المسؤول السيادي في مكان احتفال (عرس) وقام بالمشاجرة معه الأمر الذي جعل المسؤول السيادي يضمر له شراً وقام بإرسال مجموعة من البلطجية ليأدبوه، وهنا تساءل الكثير من المراقبين، كيف انتشر خبر الاعتداء على المهندس أحمد ولم ينتشر خبر اعتداء المهندس على الشخصية السيادية في حفل العرس؟، ألم يكن هناك حضور في الاحتفال؟ مئات التلفونات لم تستطع أن تصور هذا الاعتداء؟ الأمر الذي يوضح ضعف الرواية.
بعض الأحزاب السياسية لم تستعجل في بناء أحكامها، مريم الصادق المهدي نقلت أيضاً الصور في مجموعة إسفيرية لكنها تساءلت فقط: هل يعقل هذا؟.
المراقبون يرون أن حزب الأمة لم يورط نفسه في مثل هذه الشائعات بل إن أفراده في كل مواقع التواصل الاجتماعي كانوا أكثر حكمة وهم يتناولون الأمر.
من المحقق:
حاولنا حتى وقت متأخر من مساء أمس الاتصال بالمجني عليه أو شقيقه وأفراد أسرته، ورابضنا لدى منزلهم بالمنشية لكنهم أغلقوا هواتفهم تارة، ولم يردوا عليها تارة أخرى، اقتنعنا بحصيلتنا هذه وعدنا أدراجنا للصحيفة حتى نملِّك هذه المعلومات للقارئ السوداني.
الصيحة
لم اكن اعلم ان الصيحة صحيفة مرتزقة.
لماذا استعمال كلمة فقط مع الثلاث ساعات؟ هل المكوث لثلاث ساعات دليل على ان الاصابات ليست خطيرة او ان الاعتداء لم يكن عنيفا؟ هناك انحياز واضح للباطل وللشر وللشيطان في هذا التقرير الفضيحة
كيف اصبح هذا العطاف عبد الوهاب صحفيا رغما عن ركاكته وضعف لغته .. قام بالتشاجر معه وليس بالمشاجرة يا بليد
بعد مقارنة كل ما تم نشره يبو جليا انها قصة حقيقية وليست اشاعة
إلا تهتم الدولة وموسسساتها بتعزيب هزا المواطن قدر اهتمامها ببتبرئة المتهم ..الاولي للسلطات أن تدير معركة شرسة لمعرفة الجاني قبل الدفاع عن المتهم ..فالأولية لأمان وأمن المواطن.فمدير المكتب لم يصيبه ما أصاب المواطن . كثرة الأعمال الشبيهة وعدم تمكن السلطات من تقديم الجاني يعطينا الحق في أن نشك أن الأمر لأ تعدي الا ان .حاميها حراميها ..وللفساد أوجه عدة وكذلك القهر ..و ملعون أبوك بلد
انا اتعجب من سزاجتنا. كيف لنا نحن كشعب مقهور ومزلول ان انتهم الظالمين الذين ضربونا بالامس من دون اتهام بالاولي ان نخاف منهم ان يفعلوا كما فعل بنوا اسرائيل اليهود في ابناء فلسطين كيف تريدون من ال ابو القاسم حتي ولو روؤ الريس بام عينهم. وتاكدوا منه ان يقولوا هو من فعل …اكيد واكيد. سوف يغتصبون نسائهم ويقتلون انفسهم ويشردونهم من ديارهم فليكن منا رجل رشيد يقول الحق حقا والباطل باطلا وحسبنا الله ونعم الوكيل ولن يصيبنا الا ما كتب الله لنا واذا كنتم لا تخافون الله فانتم له راجعون ونحن راجعون والله بيننا الحكم العدل يا من تسون العدل في الارض اتقوا عدل الساء فيها رب قوي اقوي منكم وانتم ليس باقوي من فرعون