رئيس الجمهورية يوجه كلمة للشعب السوداني بمناسبة عيد التضحية والفداء
وجه المشير عمر البشير رئيس الجمهورية اليوم كلمة للشعب السوداني بمناسبة عيد الاضحي المبارك، هنأ فيها المواطنين بعيد التضحية والفداء معربا عن امله في أن يديم الله فرحة العيد ونعمة الوصل والتواصل والتعاضد.
وجدد رئيس الجمهورية تمسك الدولة بالحوار كوسيلة تصون وتحافظ على وحدة السودان واستقراره السياسي والاجتماعي والاقتصادي مبينا ان كل الجهود ستتوج بإنعقاد المؤتمر العام للحوار الوطني في العاشر من اكتوبر 2016م .
وفيما يلي تورد سونا نص الكلمة :-
بسم الله الرحمن الرحيم
كلمة فخامة السيد رئيس الجمهورية
بمناسبة عيد الأضحى المبارك 12 سبتمبر 2016م
الموافق 10 ذو الحجة 1437هـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله الأمين الذي أرسله سبحانه وتعالي رحمة للعالمين، والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله، والشكر لله الذي بوًأ لإبراهيم عليه السلام
مكان البيت العتيق وجعله، بحوله تعالى، مثابة للناس وأمنا ورمزاً للتوحيد وقِبلة للموحدين الى يوم الدين.
ونُصلى ونُسلم على أفضل خلق الله المصطفى الصادق الأمين نبينا ورسولنا محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.
المواطنون الكِرام،
التهنئة خالصة لكم وأنتم تحتفلون مع الأمة الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها بِعيد التضحية والفِداء، والتهنئة موصولة بالدعوات ومقرونة بالصلوات أن يديم الله علينا فرحة العيد ونعمة الوصل والتواصل والتعاضد والتآزر والتكافل والتراحُم.
المواطنون الكرام،
نحتفل اليوم بحول الله مِنّة مِنه، بعيد الفِداء الأكبر، ونحن نستلهم معانيه السامية، ونشكر فيه العِلي القدير أن من علينا بنعمه ونعمائه ظاهرةً وباطنةَ،وندعو فيه ونستذكر ونستعيد جهودنا المتواصلة نحو تكريس روح
التعاضد والتراحم وتوحيد الصف والرؤى والرؤية والهدف، مستلهمين المعاني والعبر والغايات السامية ومستدعين في هذا اليوم الأغر، ماخص به المولى القدير أمة الإسلام وجعلها خير أمة أُخرجت للناس.
إننا إذ نبتهل وندعو متضرعين أن يتقبل الرحمن ضيوفه وأن يبارك سعيهم ويجعل حجهم مبروراً ومتقبلاً، ويجعلهم في زمرة المؤمنين الذين يرثون الفردوس وهم فيها خالدون، وأن يعيدهم سالمين غانمين، وأن يلهمهم الدعاء والتضرع لأهليهم ووطنهم السودان بأن يوحد الله كلمة أبنائه ويجمع صفهم وييسر لهم السعي والجهد نحو السلام والأمن والاستقرار والنهضة.فنحن اليوم أحوج ما نكون لتكريس روح السلام والأمن، فقد بذلنا في ذلك جهوداً متصلة ومتواصلة، واتخذنا الحوار وسيلة وسبيلاً وقيمة عظيمة تصون وتحافظ على وحدة السودان واستقراره السياسي والاجتماعي والاقتصادي. وظل منهجنا في ذلك ألا نستثني أحداً
ولا نحجر رأياً وأن نتفق على ما يُجمع عليه الناس ونتجاوز عن كل ما من شأنه أن يُعرقل هذا المسعى أو يُخرج عن الإجماع.
لقد تسامعنا وتحاورنا وتبادلنا الرأي والنصح والمشورة،وتوافقنا وقدمنا وتقدمنا بما ارتضاه أهل السودان، وشهد لنا بذلك العالم أجمع وتابع معنا عن قُرب تلك الملحمة، وأتحنا الفرصة كاملة لكل من أراد أن يطلع ويُساهم ويُناقش ويُبادر ويعترض أو يوافق،وبفضل الله أثمرت هذه الجهود الصادقة لأبناء السودان، وستتوج بِحول الله بإنعقاد المؤتمر العام للحوار الوطني في العاشر من اكتوبر 2016م.
إن وحدتنا الوطنية هي هدفنا الأسمى وتكاتفنا هو الغاية العُليا، فنحن ندرك بوعينا أننا نقف في عالم مضطرب ومحيط إقليمي تتقاذفه الأنواء وتُطيح به الأهواء.
لقد تحققت بشريات الأمن والسلام والاستقرار حيث يسر لنا الله بقدرته وتوفيقه أن نحتفي خلال الأسبوع المنصرم في الفاشر حاضرة ولاية شمال دارفور بانفاذ واستكمال بنود اتفاقية الدوحة للسلام في دارفور، ونحن إذ نشكر الله على توفيقنا في الوفاء بالعهد والميثاق، نسجل أسمى ايات التقدير للإخوة الأعزاء في دولة قطر الشقيقة وجيراننا في جمهورية تشاد لما قاموا به من إسهام كبير ومشهود، ونسوق الكلمات ذاتها لكل من قدم وأسهم في هذه الجهود المُثمرة والبناءة.
المواطنون الكرم،
إننا في هذه المناسبة العظيمة وفي يوم الفداء الأعظم، نجد لِزاما علينا أن نتوجه باسمكم جميعا للأخوة والأبناء المرابطين في الثغور وفي كل المواقع وهم يذودون عن حياض الوطن،ويسهرون على الأرض والعِرض من ضباط وضباط صف وجنود القوات المسلحة الباسلة وقوات الدعم السريع وقوات جهاز الامن والمخابرات الوطني وقوات الشرطة الموحدة والمجاهدين من الدفاع الشعبي والشرطة الشعبية والخدمة الوطنية وحرس الحدود الذين يذودون عن الحق فِداءً للعقيدة والوطن، ويؤدون مهامهم وواجباتهم الوطنية السامية من أجل وحدة وأمن وسلامة واستقرار الوطن الواحد الموحد بإذن الله.
المواطنون الفضلاء،
في هذه المناسبة العظيمة، أعرب باسمكم جميعا ، عن خالص تهاني العيد لأهلنا في فلسطين
الذين ظل الاحتلال الصهيوني يستهدفهم بالعدوان والتقتيل والتشريد، ولم تسلم من عدوانه الظالم حتى
المقدسات الاسلامية. و ننتهز هذه المناسبة العظيمة لنتوجه ايضاً بالتهنئة لأهلنا وضيوفنا الكرام من سوريا واليمن والعراق والصومال سائلين الله أن يُبسط الأمن والسلام في ربوع بلادهم، ونجدد لهم – باسمكم – الترحيب في وطنهم السودان، والتهنئة موصولة لكل الأخوة الأشقاء من الجاليات العربية والاسلامية وكل ضيوفنا الآخرين من الدول الصديقة والشقيقة متمنين لهم عيداً سعيداًفي بلادنا.
وختاماً أجدد التهاني لكم أجمعين… آملين أن يعود العيد وبلادنا
في سلام وأمان ورخاء واستقرار ونهضة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
سونا