القوى الجديدة في السودان تكسر هيمنة القمة على المنتخب
لا تزال تداعيات المباراة التي خاضها المنتخب السوداني أمام الجابون يوم الجمعة الماضي بالخرطوم بتصفيات كأس أمم إفريقيا 2017 مستمرة، فقد قدمت المباراة قراءة جديدة علاوة على تفكير المدير الفني بالمنتخب السوداني محمد عبد الله من اتخاذها نقطة تحول، من خلال تغيير جلد المنتخب بعنصر الشباب بمتوسط أعمار يبلغ 24 سنة.
القراءة الجديدة تتمثل في أن ظهور قوى كروية جديدة سيطرت على قائمة المنتخب بنسبة لاعبين أكبر من مجموع لاعبي الهلال المريخ,،وهو ما يعني أن قائمة المنتخب السوداني للسنوات السبع القادمة على الأقل سوف تتكون من 5 أو 6 أندية على الأقل، بدلا عن نسبة 99% التي كان يحتفظ بها فريقا الهلال والمريخ في كل قائمة يتم اختيارها منذ عقود.
وشارك المنتخب ذات مرة في إحدى البطولات القارية وحين تمت تصفية اللاعبين إلى العدد المحدد للسفر، كان هناك لاعب واحد فقط بين جميع اللاعبين خارج أسماء لاعبي الهلال والمريخ بالقائمة، مهاجم فريق الخرطوم الوطني قبل نحو 10 سنوات كمال سيد.
قائمة مباراة الجابون الأخيرة كسرت هيمنة الهلال والمريخ على نسبة الاختيار للمنتخب، فأصبح هناك كثيرون بقائمة صقور الجديان من أمثال كمال سيد.
القوى الكروية الصاعدة بالكرة السودانية والتي خففت من قبضة الهلال والمريخ على المنتخب السوداني، تمثلها ثلاث أندية هي الخرطوم الوطني والأهلي شندي والهلال الاُبَيِّض، وقد وأكد عدد لاعبيها في قائمة الجابون أنهم في طريقهم لتثبيت مبدأ ومفهوم جديد للاختيار في المستقبل.
وبلغت نسبة لاعبي الأندية الأخرى من غير الهلال والمريخ بالقائمة المعنية 52% ومثلها اللاعبون:-
قائد المنتخب مهند الطاهر وبكري بشير زكريا حيدر حارس مرمى “الهلال الأبيض”، وأكرم الهادي سليم حارس مرمى “الأهلي الخرطوم”، أحمد آدم والسمؤال ميرغني ومعاذ القوز وعادل عبد الرسول حارس مرمى “الخرطوم الوطني”، أمجد إسماعيل وصدام أبو طالب وخطاب فيصل وعماريه ووالي الدين خضر “بوجبا السودان” ومحمد كوكو “الأهلي شندي”.
وفي التشكيل الأساسي الذي خاض المباراة شكل لاعبو الأندية الأخرى نسبة 45% بدلا عن نسبة تبلغ أحيانا 100% أوقل بقليل كان يسيطر عليها لاعبو الهلال والمريخ, بل إن النسبة في الشوط الثاني لمباراة الجابون بعد دخول معاذ القوز والقائد مهند الطاهر ازدادت رسوخا في نسبته، حتى البدلاء باتوا من الأندية الأخرى.
الملاحظ أن قائمة المنتخب ضمت 3 لاعبين من الهلال الاُبَيِّض و4 من الخرطوم الوطني بينما حاز الأهلي شندي على النسبة الأكبر بضم 6 لاعبين منه، وأما نسبة الهلال والمريخ معا في المباراة فشكلت حوالي 54% حتى نهاية المباراة وهي نسبة أكثر بقليل من نسبة لاعبي الأندية الأخرى، وذلك يعني أن الأندية الأخرى خففت بشكل حقيقي من قبضة القمة على المنتخب.
ومن المرجح ألا يسيطر فريقا القمة على قائمة الإختيار في المستقبل لأن فرق مثل الأهلي شندي أصبحت تضاهي الهلال والمريخ في القدرات الفنية والمالية، إلى الدرجة أن الموهبة الصاعدة والي الدين لاعب وسط الأهلي شندي في حواره مع “” مؤخرا، قال إنه لن يرحل عن الأهلي شندي بالهلال والمريخ، لأن ما يتواجد فيه لا يقل عن فريقي القمة في أي شئ.
كووورة