عالمية

إسرائيل تدشن موقعاً بالعربية لدعم روايتها

يعكف الجيش الإسرائيلي على استكمال استعداداته لإطلاق موقع إخباري باللغة العربية، لمخاطبة الجمهور الفلسطيني بشكل خاص والجمهور العربي بشكل عام، وذلك بتكليف مباشر من وزير الحرب، أفيغدور ليبرمان. وسيكون الموقع الجديد أهم أبواق الدعاية الإسرائيلية، حيث سيهدف إلى التركيز على الأخبار التي لإسرائيل مصلحة في إطلاع الجمهور الفلسطيني تحديدًا والعربي بشكل عام عليها، إلى جانب تقديم تحليلات وتعليقات سياسية وعرض تقارير خلفية تسهم في إضفاء صدقية على الرواية الإسرائيلية.

وسيقوم بمهمة إعداد الأخبار والتعليقات جنود ومدنيون يتقنون اللغة العربية، بعضهم من خريجي الوحدات الاستخبارية، إلى جانب استيعاب مختصين في مجال الإنترنت. وحسب المخطط الإسرائيلي، فإنه سيتم نقل مواد يتم عرضها على الموقع إلى شبكات التواصل الاجتماعي، لاسيما “فيسبوك”، في محاولة لتحقيق أكبر قدر من التفاعل معها.
وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن قرار ليبرمان بتدشين الموقع الجديد يأتي في إطار استراتيجية “العصا والجزرة” الهادفة إلى استبدال قيادة السلطة الفلسطينية الحالية بقيادة محلية جديدة، وذلك من خلال التواصل المباشر مع الجمهور الفلسطيني، ومحاولة التأثير عليه، والتشكيك في الرواية التي تعرضها السلطة الفلسطينية والفصائل الفلسطينية.

ونقلت الإذاعة، في تقرير بثته منذ أيام، عن ليبرمان قوله، خلال لقاء بالمراسلين العسكريين الإسرائيليين، إنه معنيّ بالتواصل “شخصياً” مع الفلسطينيين، ومحاولة تقليص تأثير وسائل الإعلام التي تملكها السلطة الفلسطينية في رام الله وحركة حماس في قطاع غزة على الجماهير

سيقوم بمهمة إعداد الأخبار والتعليقات جنود ومدنيون يتقنون اللغة العربية بعضهم من خريجي الوحدات الاستخبارية إلى جانب استيعاب مختصين في مجال الإنترنت

الفلسطينية. وأشارت الإذاعة إلى أن ليبرمان يراهن أيضًا على دور الموقع الجديد في تقليص مستوى الدافعية التي تحث الشباب الفلسطيني على تنفيذ عمليات ضد إسرائيل، من خلال لفت أنظار الجمهور الفلسطيني إلى محددات استراتيجية “العصا والجزرة”، التي تقوم على “مكافأة” المناطق التي لا ينطلق منها شباب فلسطيني لتنفيذ عمليات، ومعاقبة المناطق الأخرى التي يخرج منها منفذو العمليات.

ومن الواضح أن الموقع الإخباري – العسكري الجديد سيحاول التركيز على الرسائل التي يُبدي ليبرمان حرصًا على إيصالها للجمهور الفلسطيني، والتي روج لها مؤخرًا، في محاولة واضحة لتوفير الأرضية التي تساعد على بلورة قيادة فلسطينية بديلة. فقد نقلت صحيفة “هآرتس” عن ليبرمان اتهامه لرئيس السلطة محمود عباس بـ”إدارة منظومة فساد” في الضفة الغربية. وزعم أن تدهور الأوضاع الاقتصادية في الضفة الغربية هو نتاج طبيعي لمنظومة الفساد التي دشنتها قيادة السلطة، حيث اتهم عباس ومقربيه بأنهم “العائق الأبرز أمام تحسين الأوضاع الاقتصادية في الضفة الغربية”.

لكن باستثناء ليبرمان ومجموعة المستشارين المقربة منه، لا يوجد في إسرائيل من يجاهر بالتفاؤل إزاء عوائد هذه الخطوة، حيث يرى الكثير من المعلقين الصهاينة أن هذه الخطوة محكوم عليها بالفشل، لأنها تفترض أن الجمهور الفلسطيني سيتجاهل واقع الاحتلال الذي يعيشه يوميا ويصدق الدعاية الإسرائيلية.
ويستهجن إلداد ينيف، المستشار الإعلامي السابق لكل من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ورئيس الوزراء الأسبق إيهود باراك، أن يتم تكليف جهاز “الإدارة المدنية” التابعة للجيش الإسرائيلي بتدشين وتشغيل الموقع الجديد والرهان على دورها تحديدًا في الولوج إلى “قلوب الفلسطينيين”، على الرغم من أن هذه “الإدارة” هي التي تتولى تنفيذ سياسات العقوبات الجماعية ضد الفلسطينيين، وضمنها عمليات تدمير المنازل والتجمعات السكانية وتقييد الحركة وسحب تراخيص العمل. ونقلت القناة العاشرة الليلة الماضية عن ينيف قوله إن تأثير السلوك العملي الإسرائيلي الممارس ضد الفلسطينيين سيكون أكبر بكثير من تأثير الدعاية التي سينقلها الموقع الجديد.

وأقدمت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية على عدة خطوات أخرى في محاولتها إضفاء صدقية على الرواية الرسمية الإسرائيلية، حيث برز بشكل خاص دور كبير ومكثف لديوان منسق عمليات الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، الجنرال يوآف مردخاي، الذي يستغل اتقانه اللغة العربية في الظهور على مواقع التواصل الاجتماعي ويوتيوب من خلال أفلام دعائية إسرائيلية، تشكك بشكل خاص في جدوى عمليات المقاومة وتقدم ما تصفه بـ”أدلة على عمل فصائل المقاومة الفلسطينية ضد المصلحة الفلسطينية”.

ويشار إلى أن هناك مواقع إسرائيلية غير رسمية باللغة العربية، مثل موقع “المصدر” الذي دشنته “لينك” وهي منظمة أميركية تعنى بترويج الرواية الإسرائيلية في العالم العربي. وقد نقلت الصحافية موزال موعالم مؤخرًا عن الصحافية شميريت مئيري التي تدير الموقع مزاعمها بأن 1.8 مليون متصفح من العالم العربي اطلعوا حتى الآن على الموقع وحسابه على فيسبوك.

العربي الجديد