إسرائيل تخشى تسرب أسرارها عبر “واتساب”
تبدي الدوائر الأمنية الإسرائيلية قلقًا متزايدًا من احتمال تمكّن جهات خارجية من الكشف عن أسرار “دولة حساسة” من خلال اختراق حسابات موظفين وعاملين في الأجهزة الأمنية. وقد حذرت “وحدة المشرف على الأمن في المؤسسة الأمنية”، العاملين في “وزارة الحرب الإسرائيلية”، مطلع الأسبوع الحالي، من أن “أجهزة استخبارية أجنبية وأعداء لإسرائيل يحاولون الحصول على معلومات سرية حساسة من خلال الرسائل التي تكتب أو ترسل عبر قنوات الاتصال العلنية، وعلى رأسها برنامج “واتساب”.
وذكر موقع صحيفة “يديعوت أحرنوت”، أمس الأربعاء، أنه وفق توجيهات الوحدة، يتوجّب على العاملين في الوزارة عدم اختيار اسم لمجموعات “واتساب” التي يتواصلون عبرها تدل على طابع العمل والمهام التي يقومون بها، والحرص على اختيار أسماء “لا تثير اهتمام الأجهزة الاستخبارية الخارجية أو الأطراف المعادية”.
ولم تستبعد التوجيهات الجديدة أن تنضم الوحدة لكل مجموعة “واتساب” يرتبط بها العاملون في الوزارة، من أجل التأكيد على أن المعلومات المتداولة لا يتم تسريبها للخارج. وأشارت الصحيفة إلى أن رئيس وحدة الرقابة والإدارة في الوزارة، شموليك فريد، أوضح للعاملين أن التوجيهات ملزمة لكل من العاملين في الوزارة من المدنيين والعسكريين، على أن تطبق على كل وسائل التواصل السريع، وضمنها سكايب وفيسبوك وماسينجر وغيرها.
وحذر فريد من أن “اتخاذ إجراءات حماية لا يكفي لمنع تسرب المعلومات”، مشيراً إلى أن شركة “واتساب” تجارية و”تقوم بتخزين كل المعلومات المتداولة فيها، وبالتالي فإنّ القراصنة بإمكانهم- عبر استخدام الهواتف الذكية- اختراق هذه الشركة والحصول على المعلومات التي يريدونها”.
وحسب تعليمات فريد، فقد تم إلزام كل العاملين في الوزارة بعدم تداول أية معلومات توصف بأنها “سرية” أو ذات علاقة بالأنشطة الميدانية للجيش والمؤسسة الأمنية عبر واتساب. كما يحظر استخدام مجموعات واتساب على العاملين “الذين تعد علاقة العمل بينهم ذات طابع سري، ويحظر على الآخرين التعرف على مجرد وجود مثل هذه العلاقة”.
وأوضح فريد أن تجاوز هذه التعليمات يتطلب الحصول على تصريح خاص من الوحدة. وتشدد التعليمات على وجوب عدم الاشتراك في مجموعات “واتساب” يشارك فيها “أشخاص من دول لا تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، أو ينتمون لتنظيمات إرهابية”. وأضافت التعليمات: “يتوجب إبداء أقصى درجات الحذر والتأكد من استخدام معلومات ذات طابع سري، والافتراض بأنه في الطرف الآخر هناك شخص يتقمص شخصية، سواء ممثل لجهاز استخباري أجنبي أو عضو في تنظيم إرهابي معاد”. وحث فريد العاملين من مستخدمي “واتساب” بالإبلاغ فورا عن كل موظف في “وزارة الحرب” لم يتقيد بالتعليمات من أجل الإسراع في معالجة الأمر ومنع تسرب المزيد من المعلومات السرية”.
وكان قائد “لواء الفضاء الإلكتروني” في الجيش الإسرائيلي، داني بيرن، قد حذر من أن “الفضاء الإلكتروني بات ساحة مواجهة عسكرية “تزداد أهمية” مع مرور الوقت”. ونقلت مجلة “الدفاع الإسرائيلي” في عددها الأخير عن بيرن قوله إن خطورة الفضاء الإلكتروني تكمن في أنه يربط بين المنظومات المحوسبة والمعلومات والبرامج والعمليات البشرية، مما يسمح للذين يجيدون التعامل معه تحقيق تفوق عسكري وميداني.
ولفت بيرن الأنظار إلى أن الأجهزة الاستخبارية باتت توظف ما أسماه “الهوية الرقمية” للأشخاص، والتي تحدد ملامح شخصيته الاجتماعية والنفسية وطابع عمله من خلال أنشطته ومراسلاته السرية على الإنترنت. وأوضح بيرن أنه “بالإمكان التأثير على أنماط السلوك لجمهور واسع من خلال الفضاء الإلكتروني”، مشيراً إلى أنه “كلما كنت مرتبطًا إلى حد كبير بالقضاء الإلكتروني كان بالإمكان إلحاق الضرر بك”.
العربي الجديد