قطار الزواج أصبح يتجاوز حتى الرجال العنوسة.. حسناوات في دائرة العزلة المجتمعية
“منو القال انو العنوسة بتصيب النساء فقط”، بهذا السؤال الذي لم أضعه في حسباني أجابني من ذهبت لاستنطاقه حول هذه الظاهرة التي تمددت وباتت ملمحاً مميزاً للمجتمع السوداني. ورأى الباحث أن الرجال أيضاً باتوا يتعرضون للعنوسة بداعي الأوضاع الاقتصادية والعادات والتقاليد التي أضحت من أبرز الأسباب لعزوف الجنسين عن الزواج.
هواجس فكرية
رفقة عبد العزيز طبيبة صيدلانية تبلغ من العمر ثلاثين عامًا لها وجهة نظر مختلفة في قضية العنوسة وتشير في حديثها لـ(الصيحة) الى أنها وعقب تخرجها من الجامعة كانت تنظر إلى الزواج على أنه مشروع مؤجل في حياتها، وقد تقدم لها كثير من الشباب الذين يرغبون في الزواج منها؛ وكانوا ذوي ثراء أو مناصب علمية محترمة، وأضافت، أنه وبالرغم من ذلك كانت ترفض هذه الفرص للزواج خوفاً على حريتها، وأملاً في أن الحياة بها الأفضل، إلى أن اكتشفت أن جميع صديقاتها تزوجنَّ وأصبح لهن أسر وأصبح عمرها الآن 30 عاماً، وأضافت أن الفرص بدأت تقل وتخشى الآن أن تكمل حياتها وحيدة ونادمة على الفرص التي ضاعت بسبب تفكيرها الخاطئ.
عزوف أبدي
وعلى النقيض من الطبيبة الصيدلانية فإن أحمد توفيق البالغ من العمر أربعين عاماً أكد عدم رغبته في الزواج نهائياً، وقال: كنت متعلقاً بزميلة في مكان عملي وحالتي المادية متوسطة، كنت في بداية حياتي لا أملك سوى راتب بسيط، وكنت أتخيل أن ظروفي ستسمح بالزواج منها وأن أبدأ حياتي معها من الصفر، وذهبت للتقدم لخطبتها من أهلها لكنهم رفضوا بشدة بسبب ضعف ظروفي المادية، خاصة وأنهم كانوا ميسوري الحال بالمقارنة بي، ومنذ تلك اللحظة وأنا أرفض فكرة الزواج من الأساس.
رأي مغاير
ولعله من أغرب الآراء التي صادفتني كان رأي (سلافة. م) والتي تبلغ من العمر 34 سنه، وهي تشير في بداية حديثها لـ(الصيحة) بأن (العنوسة شيء جميل)، فلا توجد فيها أي مسؤولية لأن مساحة الحرية كبيرة وكل شيء بحدود المطلق، وأضافت أن عملها يتطلب منها السفر بحكم أنها تعمل في منظمة رائدة، وتضيف أنها إذا تزوجت، سيكون من الصعب أن تسافر، فالقيود ستكون كبيرة، وأكدت أن هذا ما شعرت به عندما خطبها أحدهم من قبل، وأوضحت أن أي امرأة متزوجة لديها قيود، وأبانت أن أغلب النساء بالتأكيد يتمنين أن تعود الحياة من الأول ولا يتزوجن، وأشارت إلى ضرورة علم المجتمع بأن الزواج هو مسألة شخصية قد تختلف أسبابها وخلفياتها من شخص إلى آخر، وقد لا يكون شيئاً ملحاً عند الكثيرين، فلماذا تتوقف الحياة إذا لم تتزوج الفتاة؟.
مؤشرات قاتلة
الإحصائيات التي نقرأها بين الحين والآخر والتي تطفو على سطح المنابر الإعلامية، تنبئ جميعها عن ارتفاع نسبة العنوسة، مما يثير المخاوف وينذر بخطر داهم من تفشي هذه الظاهرة الاجتماعية، التي تعد من أمراض المجتمع التي يجب مواجهتها والحد من انتشارها والبحث عن الأسباب الاقتصادية والاجتماعية والدينية التي أدت إليها، خاصة وأن الإسلام يحض على الزواج، ويشجع على العفاف وتكوين الأُسر القوية، التي تعد الأساس الأول في بناء المجتمع القوي المتماسك، لم يترك شبح العنوسة رقعة ولا مجتمعاً إلا وانتشر فيه، وتعتبر أرقام وإحصائيات العنوسة وحدها كفيلة بإبراز حجم المشكلة، ومدى المخاوف والهواجس التي تفرض نفسها على المجتمعات بقوة، فقد كشفت دراسة حديثة أن نسبة العنوسة بلغت في كل من اليمن وليبيا 30%، في حين بلغت 20% في السودان، وهذا ما أشارت إليه الأستاذة (نجوى عبود) الباحثة والمهتمة بالشأن المجتمعي وخبيرة علم النفس والاجتماع، في معرض حديثها لـ(الصيحة).
إقتسام اللقب
إن الإحصائيات أوضحت أن العنوسة لا تقتصر على النساء، فهناك نسبة كبيرة من الرجال يعانون هذه الظاهرة، وقد بينت الأرقام الرسمية أن أكثر من 50% من الشباب لم يتزوجوا بعد، في حين أنه لم تتزوج 60% من الفتيات اللواتي تتراوح أعمارهن ما بين 25 و35 عاماً، وبلغت الفتيات اللاتي تخطت أعمارهن 37 عاماً دون زواج أكثر من نصف النساء غير المتزوجات.
أسباب وحلول
وترى خبيرة علم النفس الدكتورة عزيزة عوض الكريم أن أهم أسباب تأخر سن الزواج للشباب والبنات هو ارتفاع تكاليف الزواج المتمثلة في المهور، وتكاليف حفلات الزفاف، والأثاث، وإرتفاع أسعار الذهب والعقارات، وغيرها من متطلبات الزواج، وأوضحت أن التعدد قد يمثل أحد الأسباب المؤدية لحل لهذه الظاهرة، وأكدت أنه لا يصلح لكل الناس ويتناسب مع فئة بعينها، وهي القادرة على العدل والتي تؤتمن على الدين والعرض، فالذي يستطيع الباءة ولديه المقدرة على أن يعطي لكل واحدة حقها في المأكل والمسكن والحقوق الزوجية هو المعني بهذا، وأوضحت أن التعدد ليس بمثابة الحل الناجع للعنوسة، فالتعدد حل لمشكلة استثنائية، فهو في الإسلام له ضوابط محددة وصارمة ذكرها الله تعالى.
وللآباء دور
وأكدت (عزيزة) أن هناك دوراً يجب أن يقوم به كل الآباء والأبناء، وهو بذل جهد ضخم لتيسير الزواج، ولتكن الدعوة لبساطة الأفراح والبيوت عملية نفخر بها أمام الجميع بتكلفة زواجنا البسيطة بوصفها أحد محكمات الالتزام والتدين، وإذا كانت هذه البساطة هي سنة نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم)، فإن تجديد هذه السنة في عصرنا هذا أصبحت مؤكدة، لأنها وسيلة فعالة لمنع شرّ قد يدمر منظومتنا القيمية، وأضافت: يمكنني أن أشير إلى تعبير آخر مشين يستخدم للتعبير عن موضوع الزواج وهو يعكس تناقضا آخر لمنظومة أفكارنا ونظرتنا للأشياء نحدد من خلاله نظرتنا إلى زواج المرأة بالقول ان الزواج قطار يتجاوزها في عمر معين لتصبح على قارعة الطريق فلا تجد في الحياة مشاركة أو تفاعلاً، بل تتحول إلى مشاهدة، فيقال عنها الكثير وتبقى محط استفهامات وتساؤلات ونظرات الجميع، أما الرجل فهو القطار الذي يتجاوز كل القوانين بما فيها نظرة المجتمع المؤلمة.
وأشارت عزيزة إلى أنه إذا كانت الفتاة تتمتع بشخصية قوية، فإنها تبتعد بنفسها عن ذلك، فهي في نفس الوقت تمتنع عن الزواج لأنها ترى اهتزاز صفات الرجولة لدى الذكور، مما جعل كثيراً من الفتيات ينظرنّ حولهنّ فلا يجدنّ رجلاً بمعنى الكلمة، يوفر لهن الحب والرعاية والاحتواء، فيفضلن العيش وحدهنّ بعيداً عن التورُّط مع زوج يعيش عالةً عليها أو يطمع في مالها أو يقهرها.
العنوسة وآثارها النفسية
وترى الأستاذة (نجوى عبود) أن العنوسة تفرز عدداً من المشاكل في بنية المجتمع بشكل عام، وفي حياة الأفراد بشكل خاص، وأضافت أنه عندما تشعر الفتاة بأنها تحمل لقب (عانس)، وتتخطى سن الزواج، فإن هذا يعرضها لحالة من الإحباط وتصبح بعدها شخصية غير منتجة في المجتمع أياً كان نوع عملها أو دراستها، أو أي مجال آخر تبدع فيه، وقليلاً ما نجد عانساً تتمتع بحياة طبيعية مقارنةً بغيرها من المتزوجات حتى إذا كانت ناجحة في مجالها، وزادت في القول، إن العانس ربما تعاني الوحدة على الرغم من كثرة الناس حولها، مبينة أن لفظ العانس يطلق على الرجل والمرأة، كلفظ العروس بالضبط، يصلح في اللغة للاثنين، ففي بعض الأحيان تشعر بالانطوائية والانعزالية، وهي من أبرز المشكلات التي تصيب الفتيات بسبب تأخر سن الزواج، وأضافت نجوى أنه بالإضافة إلى إهمالها لنفسها ومظهرها وتصرفاتها ما يؤدي إلى مشكلة أكبر وهي وصولها الى مرحلة الاكتئاب، وتبدأ في رفض هذا المجتمع الذي لا يراها إلا بوجود رجل، وهذا الشعور يكون مختلفاً عند الشباب، فالمشكلة تكون أخف وأقل عندهم، لأن المجتمع ينظر لهم على أنهم رجال لا يعيبهم شيء، بالإضافة إلى أن الرجل لديه الكثير من الحجج كمبرر أمام المجتمع والناس لتأخره في الزواج، فيما نوّهت الدكتورة (عزيزة )، بأنه يجب على الأهل تربية بناتهم على أن الزواج مسألة نصيب إذا تم فهو خير لهن، وإذا تأخر فهذا لا يلغي مكانتها الاجتماعية لديهن، ولابد من التسليم بأمر الله ولابد من تقوية العامل الأخلاقي والتربوي والديني لدى الأبناء، فالانحراف من أكثر المشاكل التي يعاني منها المجتمع بسبب تأخر الزواج، وخصوصاً الشباب لتمتعه بحرية أكبر من الفتاة.
بعد عن الدين
وأبدى الداعية الشيخ (إبراهيم الدرديري) أسفه الواضح وهو يشير إلى أن الزواج العرفي سبب من أسباب التأخر في الزاوج وعزوف الشباب عن الزواج، خاصة وأنه أصبح متفشياً وإن خفي، مما جعل استصعاب الزواج الشرعي ويبتعد عنه كل البعد لما له من تكاليف عالية، وأضاف أن المجتمع يقف أمام مشكلة اجتماعية لها أذرع أخطبوطية تلتف على حياتنا من كل مكان، وتتضخم نتائجها حتى تكاد تتحول إلى تسونامي يريد أن يكتسح حياتنا، وقيمنا، وأخلاقنا، لذلك لا بد أن نعرف أين يقف الشارع الكريم من هذه المشكلة، وأوضح أن الشرع الإسلامي به الكثير من الحلول لمشاكل الحياة، لا شك أن ظاهرة العنوسة مشكلة معقدة، فالدعوة لتعدد الزوجات بدعوى القضاء على العنوسة أو تأخر سن الزواج لدى الفتيات، هي دعوة خلت من الحكمة، فالتعدد ليس حلاً بديلاً، والتعدد ليس حقاً مطلقاً للرجال كما يتخيل الكثيرون، فمن يتخيل ذلك فهو مخطئ، فلم يشرع الله عز وجل تشريعاً إلا لحكمة وضرورة، فقد أتاح الله الفرصة للرجل بالاقتران بأكثر من زوجة ولكن بشروط وقواعد محكمة.
ويؤكد الشيخ إبراهيم، أن الإسلام يُيسّر سبل الزواج، وينهي عن المغالاة في المهور، ويحض على العفاف، وأكد على أهمية تيسير أمور الزواج بعيداً عن التعقيدات ومظاهر الترف، ولابد من رسوخ المفاهيم الدينية التي تحض على الزواج كحصانة للشاب وستر للأنثى، وسيادة الأعراف والتقاليد الاجتماعية واعتبار الزواج مصاهرة وقربى وتقوية للعلاقات الاجتماعية وعدم تعرض المجتمع للإعلام الغربي وأنماط ثقافية غريبة عن ثقافته، وأضاف، أن مشكلة العنوسة تهدد بفساد المجتمع بأكمله وذلك ما جاء به حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه: (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه فإن لم تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير)، وهو الأمر الذي يدعو إلى اتخاذ كل السبل التي من شأنها حل هذه المشكلة، وهو يوجه بأنه لا داعي للمبالغة في تكاليف الزواج طالما كان رجلاً صالحاً وتم التأكد من أخلاقه.
تحقيق: تيسير الريح
صحيفة الصيحة
ها ها .. ها ها هااااااااا ..
حد يشعر بالسعادة يمشي يختار الطبيخ !!
حد يشعر بالسعادة يمشي يختار الغسيل !!
حكمة والله وحكاية تشغل أذهان العباد ..
ترم .. ترم
……………..
زينب الصادق المهدي قالت :
عاوزه تفكك نظام الإنقاذ !!!!!!
وانحنا .. عاوزين نفكك نظام
المجتمع الذكوري !!!!!
خلاص لحدي هنا وكفاية !!
كفاية اتكالية !!!!
………………….
زينب الصادق المهدي قالت :
أشهد أنه ‘يزداد’ وسامة وحياءاً ..
عند موافقته …
وكلما زاد عمره ..
اخضّر ظله ..
فليحفظ الله الانسان.. الخلوق !!!!
…………….
وانحنا قلنا :
لك دخيل الحلو اللي كلو عسل !!!!
راجل زي ده نخدمه بي يدينا وكرعينا ..
لكن ناس ( شنقل ومنقل ) كان
ماتوا ما نخدمهم ..
علينا وعلى اعدائنا !!!!
يلا طيروا من وشنا !!
شكلها ندامنا علي شبابها الراح .من.قولت(لا) سابقا والان فقدت المنطق للترويج للمقاطعة…. لشي فيه خير كثيرا…وعوانس الامه كذلك قطارهم صفر وختم نهاياته.ها.ها.ها.هذا حال من تزكر قولت .لا. ما اشبه الضحكة الهستيرية بي الخوف .من كلمة عانس …!