صلاح حبيب

إلى متى هذا الصمت يا حكومة؟!

مقولة قالتها النائبة البرلمانية الدكتورة “سعاد الفاتح البدوي” في وقت مضى، إن الشعب السوداني (بيسكت)، لكن كان قام صعب. فالشعب السوداني طيب وعلى نياته، ولذلك أصبحت الحكومة كل يوم تعلِّق على جسده النحيل إخفاقاتها وزياداتها المتكررة يومياً، فقبل أيام – أيضاً – قال النائب البرلماني “علي أبرسي” : إن الحكومة خدعتهم أو غشتهم، وأنها تعمل بـ(البزنس) عندما زادت أسطوانة الغاز لأكثر من سبعين ألف جنيه أو تسعين، والآن عدد من الصحف بما فيها (المجهر) قالت: إن هناك زيادة في أسعار الغاز تبلغ خمسة جنيهات – تقريباً- عن كل أسطوانة، وهذه الزيادة الجديدة وإن لم تعلن فهي حقيقية بنسبة (10%)، لأن الحكومة أصبحت تزيد ولا يهمها المواطن، فطالما المواطن لا يتحرك وأصبح شماعة تعلق عليه الحكومة كل شيء، ولكن الشماعة عندما يثقل حملها سوف تسقط، وسقوط المواطن سيكون عبر ثورة شديدة الاشتعال والانفجار، وكما قالت الدكتورة “سعاد” : يسكت المواطن، ولكن لو قام صعب، فالسوق مولع نار حمراء، فكل يوم زيادات ولم تتوقف، وهذا شجع كل صاحب حاجة على الزيادة، ستات الطواقي رفعوا أسعارها من خمسة وعشرة جنيهات للطاقية، الآن أصبحت الطاقية بخمسة عشر جنيهاً، وأحياناً يصل الرقم إلى خمسة وعشرين و- أيضاً – ثلاثين، لا مبرر لتلك الزيادات اليومية، وأن قيل بات سعر الدولار قد تجاوز الستة عشر جنيهاً، ولكن ما دخل الطماطم والليمون والقونقليز والنبق والدوم وكل المحصولات المحلية بزيادة الدولار، فأصحاب التسالي والترمس دخلوا – أيضاً – في خط الزيادات مقارنة بارتفاع الدولار.
لقد انخفضت أحجام الخبز بعد أن أصبحت رغيفتين بجنيه، فعندما أعلنت الحكومة في صمت تقليل الأرغفة من ثلاثة إلى اثنين كانت تعتقد أن ثورة شعبية عارمة سوف تخرج إلى الشوارع، فجعلت أحجام الأرغفة معقولة مما أدى إلى استجابة الشعب لذلك التخفيض فاستجاب طائعاً، إلا أن أصحاب المخابز عادوا من جديد لتقليل أوزان الأرغفة، وهذا يدل على أن تقليل الأوزان مستمر، وسنشهد قريباً رغيفة واحدة بجنيه، طالما المواطن في صمت، والدولة أكثر صمتاً منه أو تغض الطرف عن تلك الزيادات، ما شجع التجار على الاستمرار في الزيادات، وكذا الحال بالنسبة للدولار، فليس من المنطق أو المعقول أن يرتفع السعر خلال أشهر قليلة إلى هذا الرقم الذي يشترى ويباع به على قارعة الطريق أمام مشهد الحكومة والأمن الاقتصادي، ولا أحد يسأل، لماذا هذا الارتفاع اليومي وليس الشهري أو السنوي؟، لماذا لا تتحرك الدولة ؟ لماذا تجعل تجار السوق الأسود هم الذين يتحكمون في حركتي بيع وشراء الدولار؟ ولماذا هم الذين يرفعون الأسعار وهم الذين يخفضونها؟، لقد غابت الدولة تماماً وأصبح القوي يأكل الضعيف في أسواقنا.