مكي المغربي

تسريبات ومشاهدات من القمة الأفريقية

[JUSTIFY]
تسريبات ومشاهدات من القمة الأفريقية

الرئيس ثامبو أمبيكي حضر القمة وأجرى مشاورات حول قضايا السودان وجنوب السودان، ثم غادر من أديس أببا إلى نيويورك في 2 فبراير وسيبقى هناك إلى 11 فبراير … وهذه المدة ليست بالقصيرة لرجل مثل أمبيكي لديه عشرات المهام في عدد من المنظمات والدول وفي وطنه الأم … المصدر يقول إن رحلة الأيام التسعة تتعلق برئاسته للجنة في اللجنة الإقتصادية للأمم الأمتحدة بأفريقيا أو ما يسمى بالـ (إي سي إيه) … ولكن من المعروف أن رؤساء اللجان يأتون مع (الختمة) أو (القفلة) ويتركون الجزء الأكبر من الإجتماعات للمساعدين الفنيين ويمنحونهم أطرا وموجهات عامة ونطاق تفويض فيقومون بتجهيز كل شيء وقد تحدث أحيانا بعض المشاورات عبر الإيميل أو الهاتف ولكن الشخصيات المهمة مثل أمبيكي لا تحضر كل البرنامج أبدا … إذا أمبيكي في نيويورك لأمر آخر وهو الأوضاع في السودان وجنوب السودان … ويستمر المصدر في التأكيد على أن شهر نوفمبر سيشهد إختراقا كبيرا في التفاوض بين الحكومة السودانية وقطاع الشمال. نعم قطاع الشمال وليس الجبهة الثورية لأن حدود عمل أمبيكي لا تتجاوز قرار مجلس الأمن الذي أشار إلى قطاع الشمال وإتفاقية 28 يونيو 2011 التي تنص على تفكيك وإعادة دمج قوات القطاع.
معظم فنادق أديس أببا تضج بعدد ليس بالقليل من أبناء جنوب السودان، والامر لا علاقة له بالمفاوضات وبالوفود التي جاءت وذهبت وستعود وحتى ولو فضل بعضهم البقاء على حسابه الخاص فإن العدد الموجود والمنتشر يفوق الوفود بعشرات المرات. ومن المظهر العام فإن الموجودين حاليا في أديس أببا من كل القبائل … من الدينكا ومن النوير ومن غيرهم … ولكن الوضع محبط نوعا ما فمن خلال “الونسة” الجانبية هنا وهناك فإن درجة التوتر ما زالت عالية بالرغم من برودة الطقس في هذه المدينة الجميلة … والنبرة الحادة تؤكد إستمرار الصراع بين العملاقين الكبيرين … الدينكا والنوير ولا يعني هذا بالضرورة استمرار الحرب على نطاق واسع ومن المؤكد أن وقف إطلاق النار سيشهد إشتباكات متفرقة وخروقات هنا وهناك ولكن الحرب لن تستمر وقتا طويلا والضغوط الدولية والوساطة الأفريقية ستشكلان طوق النجاة لجنوب السودان من الإنزلاق للهاوية والإنهيار الكامل.
لا يوجد إرتياح أفريقي من التدخل اليوغندي أو بالأحرى من حجم التدخل … ويشمل هذا الأمر كينيا فالحديث عن دور الجيش اليوغندي في تأمين الطرق البرية من وإلى جوبا نحو بور ونحو نيمولي مقبول ولكن توغل يوغندا في بور وأعالي النيل بغرض قمع التمرد هو ما تردد أن موسيفيني تلقى فيه نصيحة مباشرة من أوهورو كينيتا رغم الاتفاق على تأمين حكومة سلفاكير. يبدو أن موسيفيني غير آبه بالنصيحة ويقال إنه جاء يعتمر قبعة وقام بإمالتها قبل أن يجلس في القاعة بطريقة تؤكد أن يزهو ويفتخر بدور “شرطي شرق أفريقيا” الذي يدخل الدول ليحميها ويحمي الأنظمة والمدن من السقوط.
· الحديث الذي يدور حول أفريقيا الوسطى يؤكد أنها حرب دينية بين المسلمين والمسيحيين وأن دور القوات الاجنبية هو إخلاء العاصمة من المسلمين حتى لا تحدث مذبحة.

[/JUSTIFY]

نهاركم سعيد – مكي المغربي
صحيفة السوداني