عالمية

هكذا شخَّص طبيب نفسي الصحة العقلية لترامب !

لفت الطبيب والبروفسور المساعد في الطب النفسي داخل كلية الطب في جامعة يال، ماثيو غولدنبرغ، إلى أنّ السلوك العلني غير الاعتيادي لدونالد ترامب، قاد العديد من المحللين إلى التساؤل عن الصحة العقلية للمرشح الجمهوري.

يبدي غولدنبرغ “ذعره” تجاه سلوك المرشح الجمهوري “غير اللائق”. فترامب “مشاكس” و”مغرور” و”محقّر”.
ونقل في مقال رأي له في صحيفة لوس أنجليس تايمز الأمريكية، تغريدة لعميد سابق في كلية الطب في جامعة هارفارد كتب فيها أن ترامب يعرف “الشخصية المصابة بالاضطراب النرجسي”. ونقل أيضاً ما كتبه الصحافي ديفيد بروكس عن المرشح الذي “بدا مسكوناً باضطرابات شخصية متعددة”، أمّا الصحافية كاثلين باركر فوجدت سلوكه ناجماً عن “إصابة في الدماغ”.

“لا يُفترض بي الإجابة على السؤال”
وكتب غولدنبرغ: “كطبيب نفسي، واجهت غالباً أسئلة حول الوضع الذهني لترامب في حياتي اليومية”، قبل أن يشير إلى سؤال وجهته إليه والدته مؤخراً: “هل هو نرجسي أم ماذا؟” لكنّ إجابة غولدنبرغ كانت مفاجئة نوعاً ما: “لا يفترض بي الإجابة على ذلك السؤال”. وجاء تفادي الإجابة كما أوضح الطبيب، بسبب طلب نقابة الأطباء النفسيين الأمريكيين من أعضائها تحاشي إصدار تحليل نفسي للمرشحين الرئاسيين.

ما هي قاعدة غولدووتر النفسية؟
وينسجم طلب النقابة مع معيار أخلاقي للمهنة بحسب غولدنبرغ الذي استذكر حادثة قيام العديد من الأطباء النفسيين سنة 1964، بناءً على استطلاع إحدى المجلات، بتحليل شخصية المرشح الجمهوري آنذاك، باري غولدووتر. وأضاف الطبيب: “واقع أن العديد من الأطباء النفسيين كانوا يريدون، عَرَضاً، تشخيص إنسان لم يلتقوا به مطلقاً، أحرج المهنة”. وتم تدوين الحالة على أنها “قاعدة غولدووتر” وتقوم على “عدم إعطاء آراء مهنية لم نتفحصها شخصياً”.

لا للتنصل من المسؤولية الأخلاقية
ويتابع غولدنبرغ الكتابة عن هذه القاعدة فيشير إلى أنها تجعله يتلافى إحراج الإجابة على هكذا أسئلة. لكن على الرغم من ذلك، وجد الطبيب أن تحاشي الإنخراط في هذه النقاشات يبدو “مراوغاً” و “مشكوكاً به أخلاقياً”. فبالنسبة إليه، لا يملأ الفراغَ الذي يتركه أصحاب الإختصاص، إلا المعلقون وتكهناتهم التي تنقصها الخبرة، كما أن السكوت حيال الإنتخابات القادمة يبدو كأنه “تنصل من المسؤولية الأخلاقية”.

توصيف ترامب.. خارج الإطار النفسي
يبدي غولدنبرغ “ذعره” تجاه سلوك المرشح الجمهوري “غير اللائق”. فترامب “مشاكس” و”مغرور” و”محقّر”. كما أبدى تفهمه للأسئلة التي وُجهت إليه عن الحالة النفسية لترامب. لكن مع ذلك “هنالك عدة أسباب تفسر لماذا يجب مقاومة إستخدام إطار نفسي لتوصيف ترامب”، إذ لا قدرة للطبيب على الوصول إلى المعلومة المهمة والحساسة. “لم أقابل أو أشخّص أو أعالج ترامب. أعلم فقط شخصيته العلنية”.

إساءة
وكتب الطبيب أن اللجوء إلى التصنيفات الطبية والنفسية لتوصيف سلوك غير عادي هو نوع من الإساءة إلى الذين يعانون من إضطرابات نفسية. “القول عن ترامب، مثلاً، إنه نرجسي، لا يفسر بالشكل المناسب سلوكه السام أو يعطي مثالاً عن الحالة”. وأضاف: “أعلم وأعالج الكثير من الأشخاص النرجسيين، ولا يوجد واحد منهم يحرّض علناً على العنف أو يفتري على المجموعات الإثنية”.

مانع ترامب الرئاسي.. ليس نفسياً
ويتابع غولدنبرغ: “لا يتحتّم عليك أن تكون طبيباً نفسياً لتعلم أنّ هنالك أمراً خاطئاً بشكل خطير لدى المرشّح”، قائلاً إن ما تعلمه في المدرسة، لا في المجال الطبي، هو ما يشير إلى أن ترامب لا يناسب المهمة. “قيمي الأمريكية الجوهرية – لا تدريبي المهني – هي ما تجعلني قلقاً بشأن رئاسة ترامب”. وأضاف الطبيب أنّ هذا الأخير لا يجدر به أن يصبح رئيساً، “لكن ليس بسبب أنه قد يمكن أو لا يمكن أن يكون مصاباً باضطراب نفسي”. يجب ألا يكون ترامب رئيساً بحسب غولدنبرغ لأنه “يحتقر النساء ويشوّه سمعة المكسيكيين والمسلمين ويسخر من ذوي الحاحات الخاصة”، بالإضافة إلى كونه “يشيطن الإعلام ويجرّح بمن يتحدّاه”.

الأسباب لا تنتهي
ويضيف الطبيب أسباباً أخرى تمنع ترامب من أن يكون مناسباً للموقع الرئاسي ومنها تلميحه إلى أنّ منافسيه قد يُقتلون بالإضافة إلى دفاعه عن جرائم الحرب، وكذلك، لرفضه العلم وللنقص الكبير في معرفته أو اهتمامه بالسياستين الخارجية والداخلية. ويختم غولدنبرغ مقاله كاتباً: “كطبيب نفسي، لا أملك رأياً علنياً بترامب. كمواطن، لديّ ذلك بالتأكيد”.

المرصد