خالد حسن كسلا : هضربة (تعبان دينق) قبل العاصفة
> والمفاجأة ..التي يتركها تعبان دينق وراء ظهره وهو يزور الخرطوم هي ما ستسفر عنه هجمة مشار القادمة على جوبا بمائة وعشرين ألف جندي محفز بالكراهية العنصرية. وتعبان دينق يستخف بعقول السودانيين .. وهو كأنه مسؤول في دولة مستقرة مثل مصر وإثيوبيا ..يبشر بأن زيارته التي نعرف علاقتها بفشل مفاوضات الحكومة السودانية وقطاع الشمال سوف تكون نتائجها بمستوى توقعات الشعبين. > ويقول بكل استخفاف لعقول السودانيين بأنه ليست مفاجأة أن يعيش الشعبين في سلام.. بل المفاجئة ألا يحدث ذلك. > تعبان دينق كأنه يتحدث عن علاقات بين مصر والسودان وليس جنوب السودان الذي نعرفه والسودان . ومصر رغم احتلال حلايب نستبعد أ لا يعيش معها السودان في سلام ..لكن جنوب السودان لجيشه فرع في السودان يتخندق في كاودا ومناطق أخرى باسم قوات قطاع الشمال في الحركة الشعبية. ولذلك تبقى المفاجئة هي أن يحدث سلام بين البلدين مع استمرار أنشطة الفرقتين التاسعة والعاشرة في جنوب كرفان والنيل الأزرق. > وتعبان دينق يستمر في استخفافه بعقول السودانيين ويكرر كلام جون قرنق الزائف الذي أطلقه قبل وفاته على جبال الأماتونج بثلاثة أسابيع وهو يخاطب الجماهير التي قتل وأسر أبناءها . > كان جون قرنق وهو عائد يقول بعربي جوبا: (سلام جا ..كلام دا صحي) ولكن هل مات معه السلام في جبال الأماتونج بعد أن جف خزان الوقود في الطائرة .؟ و ما قاله تعبان دينق أثناء زيارته الأخيرة إلى الخرطوم عن أحداث سلام يعيشه الشعبين.. يمكن أن يتحقق بيد رياك مشار وهو يهجم على جوبا على طريقة هجوم موسيفيني على كمبالا لنزع السلطة . > وتعبان دينق الذي يقول بأنه جاء إلى الخرطوم بقلب مفتوح وذهن منفتح ..هذه الحالة التي جاء بها تبقى لصالح إنقاذ قطاع الشمال في الحركة الشعبية من الورطة الميدانية التي وقع فيها بعد إفشاله للمفاوضات بإشارات من جهات معينة . وهذه الجهات ليس بإمكانها أن تنقذه من الورطة الميدانية ..ولذلك كانت زيارة تعبان دينق للإنقاذ منها . > ومسألة معالجة القضايا العالقة بين البلدين تبقى ذريعة مستدامة لتغطية أغراض متعددة ومختلفة لزيارات المسؤولين إلى الخرطوم. > فحتى الآن لم تتأهل زيارات المسؤولين الجنوبيين إلى الخرطوم لتكون بمستوى النزاهة والمصداقية . > لن تكون زياراتهم صادقة ونزيهة ومفيدة للشعبين إلا بعد أن تحسم اعتداءات قوات الجيش الشعبي التي تعمل تحت مظلة قطاع الشمال بالحركة الشعبية . > تعبان دينق يقوم بزيارة ماكرة إلى الخرطوم قبل انطلاق عاصفة الغابة بمائة وعشرين ألف جندي يقودهم رياك مشار . > إن عاصفة الصحراء في القارة الآسيوية كانت قد حققت أهدافاً وفتحت الطريق لضرر أكبر من النفع . > لكن عاصفة الغابة الآن بقيادة مشار ستكون بالدرجة الأولى لصالح حسم قضية اعتداءات قطاع الشمال المدعومة من حكومة جوبا. > ستكون هي أيضاً عاصفة الحزم الإفريقية. > إن تعبان دينق قال جئنا لنقول لإخواننا في السودان إن زمن الحرب قد ولى وجاء زمن السلام . طبعاً كلام غريب جداً يناقض الواقع تماماً و لا يشبه الروح التي تتعامل بها جوبا مع الخرطوم أمام دعم الأولى لقطاع الشمال للحركة الشعبية. > ترى هل جاء تعبان دينق ليقول للحكومة السودانية قد ألغينا قطاع الشمال في الحركة الشعبية تماما ًورفتنا قواته من الجيش الشعبي وانسحبنا من كاودا وطردنا حركات دارفور .؟ > لو لم يتحقق كل هذا فكيف يكون زمن الحرب ولى وجاء زمن السلام .؟ وبعربي جوبا نقول ( سلام ما جا ) نعم.. لم يأتِ السلام مع استمرار قطاع الشمال. غداً نلتقي بإذن الله…