سودانية 24…سلبيات وايجابيات
مبدئياً، دعوني ازف التهانئ الحارة لرئيس مجلس ادارة قناة سودانية 24 وجدي ميرغني، رجل الاعمال المهذب و(المحترم) على انطلاقة البث الرسمي لقناته الجديدة، تلك القناة التى راهن عليها وجدي بماله وصرف عليها صرف من لايخشي الفقر، ذلك الرهان الذى اتمنى ان يُصيب وتحقق قناته الجديدة الانتشار المطلوب.
ولكي تحقق قناة سودانية 24 الانتشار المطلوب، لابد من تعترف بوجود العديد من (الثغرات) داخلها، وفي مقدمتها ثغرة (الهوية)، والتى لم تنجح القناة حتى هذه اللحظة في اقناع (طاقمها) بها، ناهيك عن المشاهدين.!..فسودانية 24 والتى تابعنا البث الرسمي لها على مدار اليومين الماضيين لاتزال تدور في فلك (النيل الازرق) و(الشروق)، الى جانب تأثرها الشديد بعدد من القنوات العربية والعالمية وفي مقدمتها (الام بي سي) و(ناشيونال جوغرافيك).
امر آخر من الضروري جداً ان تنتبه له تلك القناة وهو المتمثل في منحها لمساحات كبيرة للغاية لمقدمي برامج حديثي العهد بالتقديم التلفزيوني، ذلك الامر الذى يمكن ان يسهم وبشكل كبير في اضعاف الفكرة العامة للكثير من البرامج وقتل بريقها بسبب الحضور الضعيف جداً لبعضهم.
ولتضمن سودانية 24 الاستمرارية وتحقيق النجاح، لابد ان تركز خلال المرحلة القادمة وبشدة على احكام سيطرتها (ادارياً وفنياً) على كل مفاصل القناة، والعمل وبشكل احترافي ومنظم على تسيير كل مايتعلق بالقناة عبر خطة صارمة الملامح تجنبها الوقوع في براثن الكثير من (الهفوات)، ذلك الامر الذى لن يتحقق بكل تأكيد -بسبب انشغال مدير القناة ببرنامجه اليومي والذى يوليه اهتماماً اكبر بكثير من اهتمامه بالقناة بشكل عام- وفي هذه النقطة تحديداً يستحضرني سؤال مهم وهو: (لماذا اوكلت سودانية 24 امر ادارتها لمقدم برامج.؟..الم يكن من الاحرى ان توكل تلك المهمة لشخص مختص في هذا المنصب..؟..على الاقل لضمان استقرار القناة ولمنح مقدم البرامج ذاك المساحة الكاملة ليتفرغ لبرنامجه اليومي).
مثلما عرضنا بعض (ثغرات) سودانية 24، فأننا كذلك لن نستطيع تجاوز الكثير من نقاط القوة في تلك القناة، وفي مقدمة تلك النقاط الصورة المختلفة والمبهرة جداً، الى جانب الكفاءات الفنية التى تحتضنها وفي مقدمتها المصورين وخبراء الاضاءة وفنيي الصوت، الى جانب وجود (العبقري) لؤي بابكر صديق والذى يعتبر (عراب) تلك القناة وصانع دهشتها الاول.
امر أخير اتمنى ان توليه اسرة سودانية 24 الاهتمام اللازم، وهو ضبط (التصريحات) التى تخرج من بعض منسوبيها، تلك التصريحات التى تندرج بعضها ضمن النهج (الاستفزازي) الهادف الى اثارة الجدل، ذلك الامر الذى لاتحتاج اليه سودانية 24 في الوقت الراهن على الاطلاق، بقدر ماتحتاج الى اقناع المشاهد بإختلافها وذلك عبر برامجها وشكلها العام، فإثارة الجدل حالياً لن تقدم اي خدمة لتلك القناة ولن تمنحها ترويجاً اضافياً كما يظن بعض منسوبيها و(النافذين) بداخلها.
شربكة اخيرة:
من المهم جداً كذلك ان تتسع صدور القائمين على امر قناة سودانية 24 للنقد، وان يتقبلوا كل الاراء التى ترد اليهم، وان لايتعاملوا مع اي نقد يوجه اليهم بحسابات (الابتزاز او تصفية الحسابات)، تلك (الشماعات) التى اسهمت في إضاعة الكثير من القنوات والتى رفضت في وقت سابق (النصيحة) واختارت ان تحارب منتقديها بـ(التبريرات).!