منوعات

ما هي أكثر سنة من عمر الإنسان يقع فيها في الحب؟

يجرف الحب قلب الانسان في شتّى مراحله العمرية. لكنّ معنى اختبار العلاقات العاطفية بالنسبة اليه يختلف في المرحلة الجامعية، حيث يكون قد تخطّى سنّ الرشد ووطئ عتبة عقده العشريني وبدأت قراراته تنضج ونظرته الى الحياة تتبلور. كما انها المرحلة التي يخرج فيها الفرد من مرحلة المراهقة التي غالباً ما يختبر فيها أول مشاعر الحبّ التي لا تكون ناضجة أو حقيقية رغم أنها صادقة، لكنها في غالب الأحيان تكون وليدة الانتقال من مرحلة الطفولة. وعادةً ما يصنّف حبّ المراهقة في اطار المشاعر الطفولية، فيما يكون الانسان أكثر مؤهّلاً لمصادفة الحبّ الحقيقي في حياته خلال دراسته في الجامعة، حيث الظروف المادية والمعنوية تكون مؤاتية للدخول في علاقة أكثر من أي وقت. فيما تتقلّص امكانية ملاقاة الحب الحقيقي في العقد الثلاثيني من العمر نظراً لاختلاف النظرة الى مفهوم الحياة، حيث يصير البحث عن شريكٍ حياتي مرتبط بمسألة محاربة الزمن والهروب من الفراغ والوحدة والتفتيش عن شخصٍ يمكنه تحمّل أعباء الحياة ومساندتنا على قضاء ما تبقى لنا من سنوات وتأسيس عائلة صغيرة.

أما في العقد الأربعيني من العمر، فتتضاءل فرص الارتباط العاطفي، الا ان امكانية الوقوع في الحب تبقى كبيرة رغم أن فرص النجاح تعتبر ضئيلة. ذلك لأن الظروف الشخصية للانسان تصير أكثر تعقيداً من السابق، سوى في حال كان الانسجام بين الطرفين تحكمه الشروط الشخصية نفسها كالتقارب في العمر والحالة الاجتماعية والطباع والمستوى الثقافي والعلمي. لكن ما يميّز هذا الاحساس الانساني، انه قابلٌ للسيطرة على كيان الانسان في أي لحظة، رغم تقدّمه في العمر. واذا ما اردنا مقاربة عنصر يساوي في أهميته عامل المرحلة العمريّة، نشير الى مدى النضج المعنوي الذي يتمتع به الفرد خلال الفترة التي يجد نفسه فيها مهيّأً للدخول في قصة عاطفية، أو في حال وجد أنه في حالة حبّ. لأن الطريقة التي يتعامل خلالها مع حدثٍ مصيري كهذا، هي التي تخوّله النجاح في علاقته وتقرّبه من الشريك وتوثّق خطواتهما وتعزّز ديمومة العلاقة وتكفل له الاستمرارية فيها.

النهار