د. عارف عوض الركابي : الشيخ القارئ علي بن عبد الرحمن الحذيفي
وبين حين وآخر في يوم السبت أنشر عبر نافذة عمود (الحق الواضح) ترجمة لأحد العلماء، لما لنشر سير العلماء من الفوائد العديدة .. وأضع بين يدي الإخوة والأخوات قراء العمود ترجمة موجزة لشيخنا الشيخ الدكتور علي بن عبد الرحمن الحذيفي، وهو قارئ من أفضل القراء في العالم الإسلامي وعالم في العقيدة (الفقه الأكبر) وفي الفقه الأصغر وفي القراءات .. خطيب ومدرس بالمسجد النبوي وأستاذ بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية. . تخصصه الدقيق في الفقه إلا أنه أشرف وناقش رسائل كثيرة جداً في تخصص العقيدة .. من أميز القراء في العالم الإسلامي .. ومن أفضلهم إتقاناً لتجويد القرآن الكريم وترتيله .. مع جودة عالية في ضبط مخارج الحروف .. احتفظ بتزكيته لي التي شرفني بها عند تخرجي في كلية الشريعة بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية .. وأعتبرها من خير ما غنمت في فترة دراستي بطيبة الطيبة .. زادها الله وأهلها فضلاً وطيبة .. رأيت أن أفيد الإخوة والأخوات بهذا النقل المتضمن شيئاً من ترجمته حفظه الله .. فإن بقراءة سير العلماء تشحذ الهمم .. وتسمو إلى القمم .. وأرجو أن يكون في الاطلاع على نبذة يسيرة من سيرة هذا الشيخ الأثر الطيب على قارئها. وإن الاطلاع على سير العلماء يزيد في محبتهم ويبعث على توقيرهم وذلك من حقوقهم .. أسأل الله أن يجزي فضيلة شيخنا عن كتابه الكريم وعنا وعن المسلمين والمسلمات خير الجزاء، وأن يضاعف له الأجر والمثوبة .. وأن يبارك في عمره وعمله وتوجيهه ودعوته .. هو علي بن عبد الرحمن بن علي بن أحمد الحذيفي، نسبة إلى قبيلة آل حذيفة من العوامر ــ والنسبة إلى العوامر: العامري ـ والعوامر من بني خثعم، وتقع ديار العوامر بالعريضة الشمالية جنوب مكة المكرمة بثلاثمائة وستين كيلاً، وقد تولى آل حذيفة مشيخة العوامر منذ عدة قرون حتى العصر الحالي. ولد عام 1366هـ بقرية القرن المستقيم ببلاد العوامر، في أسرة متدينة، حيث كان والده إماماً وخطيباً في الجيش السعودي. تلقى تعليمه الأولي في كُتَّاب قريته، وختم القرآن الكريم نظراً على يد الشيخ محمد بن إبراهيم الحذيفي العامري، مع حفظ بعض أجزائه، كما حفظ ودرس بعض المتون في العلوم الشرعية المختلفة. وفي عام 1381هـ التحق بالمدرسة السلفية الأهلية ببلجرشي وتخرج فيها بما يعادل المرحلة المتوسطة، ثم التحق بالمعهد العلمي ببلجرشي عام 1383هـ وتخرج فيه سنة 1388هـ، مكملاً للمرحلة الثانوية. وواصل دراسته الجامعية بكلية الشريعة بالرياض عام 1388هـ وتخرج فيها عام 1392هـ، وبعد تخرجه عين مدرساً بالمعهد العلمي ببلجرشي وقام بتدريس التفسير والتوحيد والنحو والصرف والخط إلى جانب ما يقوم به من الإمامة والخطابة في جامع بلجرشي الأعلى. حصل على درجة الماجستير من جامعة الأزهر عام 1395هـ، وحصل على الدكتوراة من الجامعة نفسها ـ قسم الفقه شعبة السياسة الشرعية ـ وكان موضوع الرسالة (طرائق الحكم المختلفة في الشريعة الإسلامية دراسة مقارنة بين المذاهب الإسلامية). وعمل في الجامعة الإسلامية منذ عام 1397هـ، فدرس التوحيد والفقه في كلية الشريعة، كما درَّس في كلية الحديث وكلية الدعوة وأصول الدين، ودرس المذاهب بقسم الدراسات العليا، وهو عند تاريخ إعداد هذه الترجمة 1418هـ يقوم بتدريس القراءات بكلية القرآن الكريم ـــ قسم القراءات. وإلى جانب عمله بالتدريس الجامعي، فقد تولى الإمامة والخطابة لفترات في مسجد قباء ـ ثم عين إماماً وخطيباً للمسجد النبوي في 6/6/1399هـ، ونقل بعد ذلك إماماً إلى المسجد الحرام في أول رمضان عام 1401هـ ثم أعيد إماماً وخطيباً للمسجد النبوي عام 1402هـ واستمر بها إلى الآن. له مشاركات في عدد من اللجان والهيئات العلمية ومنها: رئيس اللجنة العلمية لمراجعة مصحف المدينة النبوية. عضو لجنة الإشراف على تسجيل المصاحف المرتلة بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف. عضو الهيئة العليا لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف. كما شارك في عدد من الندوات والمؤتمرات داخل المملكة وخارجها. ويعد صاحب الترجمة أحد القراء في المملكة والعالم الإسلامي، وله تسجيلات إذاعية في عدد من الإذاعات داخل المملكة وخارجها، وقد أجيز في القراءات من عدد من كبار القراء وهم: الشيخ أحمد عبد العزيز الزيات ـ إجازة في القراءات العشر. الشيخ عامر السيد عثمان ـ إجازة برواية حفص وقرأ عليه بالسبع ولم يكمل سورة البقرة بسبب وفاة الشيخ. الشيخ عبد الفتاح القاضي ـ قرأ عليه ختمة برواية حفص. كما نال إجازة في الحديث من الشيخ حماد الأنصاري. وله حلقة في المسجد النبوي الشريف يدرس فيها الحديث والفقه حتى الآن. وله أيضاً بعض الكتب ومازالت بخط يده .. حفظه الله وبارك فيه وفي جهوده ونفع بعلمه المسلمين.