اسامة عبد الماجد : كيف حدث ذلك مع البشير ؟
٭ تطالعون في (آخر لحظة) نسخة اليوم خبراً عن الرئيس المشير عمر البشير ، من حوار أجرته معه مجلة (الأهرام العربي) المصرية ، قدم من خلاله الرئيس إفادات قيمة وعميقة للمشهد السياسي داخياً وخارجياً .. وستكون المجلة على أرفف المكتبات المصرية اليوم.
٭لكن الذي ادهشني ، كيف سمح لمندوب هذه المجلة بمقابلة الرئيس ، بل وإجراء حوار معه ؟؟ وذلك أن المجلة مستهدفة الحكومة السودانية بشكل كبير ، وكثيراً ماتكتب حديثاً فارغاً عن السودان.
٭ ليس بعيداً في نسختها الصادرة في الثلاثين من يوليو الماضي كتب كاتباً يدعى هيثم نوري ، مقالاً فجاً بدءً من وصفه للسودان بالبلد الفقير وقطعاً هي لغة غير محترمة ، وحوى مقالة كثير من التناقضات.
٭ الرجل كان يقارن بين الانقلاب الذي وقع في تركيا وبين قدوم الإنقاذ ، وتحدث عن أوضاع حقوق الإنسان والوضع الاقتصادي .. المؤكد أن السياسة التحريرية راق لها حديث نوري وإلا ما نشرته.
٭ إن ذلك الحوار يقودني إلى ترتيب الحوارات الصحفية مع الرئيس ، والبرامج شبة الرسمية مثل لقاء السيدة الأجنبية وتقديمها لقميص ميسي ، للرئيس بحضور صحفيين رياضيين.
٭ اعتقد أن الملف الإعلامي بالقصر الرئاسي يحتاج لكثير من التدقيق والتمحيص ، فالمنطق يقول إن مجلة الإهرام العربي لا تستحق أن تجري حواراً مع البشير.
٭ ثم إن المجلة المذكورة حاولت توريط الحكومة بالترويج في نسختها الأسبوع الماضي لمحاولة اغتيال حسني مبارك وأعدت ملفاً سيئ السمعة عن السودان بذات الخصوص.
٭روجت من خلال الملف عن إعداد ، مذكرة قانونية وزعمت تسليمها للخرطوم تحمل مطالبة بمحاسبة سودانيين قالت إنهم تورطوا في العملية حتى ان جهات معادية ومعارضة للحكومة تناقلت الحديث الكذب.
٭ لنفاجأ هذا الأسبوع بالمجلة سيئة الذكر تحاور الرئيس البشير .. في تقديري أن الجهات المسؤولة سواء في القصر أو الخارجية أو حتى السلطات عليها ان تتقصى حول الأمر.
٭ البداية تكون بسفارة السودان بالقاهرة ، السفير وطاقم السفارة، كيف سمحوا لمندوب المجلة بالوصول إلى القصر ؟
٭وهل تتابع السفارة بالقاهرة مايكتب في الصحافة المصرية تجاه السودان ؟؟ وماتبثة بعض القنوات المأجورة عن السودان خاصة التي تعمل وفق أجندة على توتير علاقات البلدين وتشويه صورة الحكومة السودانية ؟؟.
٭ من الضرورة بمكان أن تفسر السفارة السودانية بالقاهرة ماحدث، خاصة وأن سفيرنا هناك عبد المحمود عبد الحليم يتمتع بخبرة كبيرة في التعامل مع مثل هذه الملفات.
٭واضح جداً أن هناك خللاً بائناً في مكان ما ، وأن هناك ثغرة دخلت من خلالها مجلة (الإهرام العربي) وأجرت الحوار .. قد يقول قائل إنها منبر مكن السودان من إيصال صوته ونقول (نعم) ولكن هناك مئات المنابر.
٭ يجب أن لا يمر الأمر مرور الكرام.