حكومات العالم تتدخل “لحماية المواطن من هاتفه”
وجدت حكومات العالم نفسها أمام مشكل جديد خلقته الأجهزة الذكية، خصوصاً الهواتف، إذ صار من عادات المواطنين في الكثير من المدن الكبرى السير في الشوارع وعيونهم ملتصقة مع الشاشات، غير عابئين بمخاطر السير والجولان، ما دفعها إلى التدخل.
وفي سيول الكورية الجنوبية يطلق عليهم “الأحياء الأموات” (الزومبي)، وهم أشخاص مستغرقون بالكامل في هواتفهم، يتابعون جديد التنبيهات والأخبار ويقرؤون ويسمعون الرسائل ويردون عليها، وكل ذلك وهم يمشون وسط الشارع.
ويقول أحد الشباب لقناة “سي إن إن” الأميركية “كادت تصدمني سيارة وأنا أستخدم هاتفي أثناء القيادة”، وتقول مواطنة أخرى للقناة “لا أجد صعوبة في المسألة، فأنا أستطيع إرسال الرسائل وأنا أمشي، ربما لأني لا أدرك خطورة ذلك”.
وزاد قلق الحكومة الكورية على سلامة مواطنيها، إذ تضاعفت الحوادث المرورية، التي تسببت فيها الهواتف الذكية، ثلاث مرات في السنوات الخمس الماضية فقط، ما استدعى تدخل الحكومة.
واتخذت الحكومة تدابير لتوعية المواطنين وتحذيرهم من خطورة سلوكهم، بدأتها بتثبيت لافتات تحذيرية في المناطق الأكثر ازدحاماً، كتب عليها عبارات تحذيرية من قبيل “احذروا استخدام الهواتف الذكية أثناء المشي”، ورسم عليها أشخاص يتعرضون لحادثة بسبب هواتفهم.
وليست كوريا الجنوبية أول من اضطرت لاتخاذ تدابير من هذا النوع، إذ تم تثبيت إشارات ضوئية على أرصفة مدينة أوغسبورغ الألمانية، حتى ينتبه من يحني رأسه على هاتفه أنه قد وصل إلى سكة الترامواي وقد يتعرض لحادثة.
وعام 2014 رسمت الصين في متنزه في تشونغتشينغ خطوطاً بيضاء على الرصيف قسمت الطريق إلى جانبين، جانب لمن يتمشى ويتراسل، وجانب للعموم.
وفي بلدة ركسبورغ في ولاية إيداهو الأميركية تم إقرار قانون عام 2011 يعاقب كل من يتراسل بالرسائل النصية وهو يتمشى في الشارع بدفع غرامة 50 دولاراً.
العربي الجديد