عمر بن الخطاب يتجول في عواصم الدول العربية ويتعجب !
شتى في يوم خيالي تحت ضغط الأمنيات
تحت سيل من مآس كالبحار الهائجات
تحت أكداس المظالم والهزائم والشتاة
فتذكرت قريشا,هبلا ومناة ثم لات
عندما قد أيقنوا من أنها ليس إلا ترهات
عندما قد شاهدوا نورا حقيقيا أزاح الظلمات
ركلوها كسروها جعلوها كالفتات
إن أصناما عبدناها دهورا أدخلتنا في سبات
سحقتنا سرف الظلم أللتي لم تزل فوق ربانا دائرات
رغم أنواع المهانات تشبثنا بلات
وتوددنا إلى العزى وقدسنا منات
فقريش الجاهلية أبصرت بعد العمى, نهضت بعد السبات
والعقول الراقيات ليلها أضحى ظلاما
عيدها ظل صياما,جمعها أضحى شتات
العقول الراقيات أعطت المقود أولاد الزناة
تحت هذا الظرف قد شتَ خيالي
فتخيلت الحبيب المصطفى غاضبا من كل ما يجري على سوح الحياة
ما تركنا أحدا يرضى بمنهاج الطغاة
ما تركنا مسلما يرغب بالعيش الفتات
ألف سحق ألف سحق للذين استبدلوا منهاجنا بالسفططات
قال يا فاروق قم وانظر إلى أحوالهم
إن قوما عندهم هذي الصفات
يوشك الله بأن يأخذهم اخذ عاد وثمود والطغاة
خرج الفاروق كي ينظر أحوال الرعية
لم يهيأ لحمايته سريه معه خادمه العصري
إذ لولا مهابته الجلية ما عرفنا أيهم حادي الحداة
ومضى يمشي يجوب الطرقات
أيها الموتى هلموا وانظروا حيا تظنونه مات
ومضى يمشي يجوب الطرقات
فرأى قصرا منيعا لم تكد تبدو إليه الشرفات
حوله سد من الصيد الأباة ,الصناديد الرماة
ثم سد القاذفات ثم سد الراجمات ثم سد الطائرات
قال ما هذي الأمور المحدثات
قال يا مولاي عذرا هكذا صارت مقرات الولاة
هكذا صارت مقرات الولاة!
والرعية كيف يلقون القضية
كم من الأيام يحتاج الذي يبغي وصولا للولاة
عشرات بل مئات
عشرات بل مئات!
اعطني سيفي لكي تمحى الرؤوس العفنات
قال يا مولاي زد صبرا عليه
ومضى يمشي يجوب الطرقات
فرأى حانوت بيع مالقضيه أنهم يزدحمون
هل يبيعون تمورا يثربيه
فأجاب الخادم بنبرات الحزن في طياته جدا جليه
قال يا مولاي نصراني يبيع الخمر في تلك الربوع الاحمديه
في الربوع الاحمديه!
اعطني سيفي لكي تمحى رؤوس الجاهلية
قال يا مولاي زد صبرا عليه
ومضى يمشي يجوب الطرقات
فرأى لملوم ناس بنظام وثبات
لعلها أشياء أملتها تراتيب الحياة
سأل الخادم ماذا يفعلون
قال يا مولاي هذي سينما
ما اسمها عدها عليه
قال يا مولاي هذي سينما
قد أحدثوها بغية تعميم أفكار الزناة
أحدثوها بغية تسميم أفكار ألرعيه
والرعاة أحدثوها بغية تعميم أفكار الزناة
أعطيني سيفي لكي تمحى الرؤوس العفنات
قال يا مولاي زد صبرا عليه
ومضى يمشي يجوب الطرقات
ما هناك؟ قال هذا مصرف يعطي قروضا ربويه
ربويه!استحلوا الحرمات؟وهناك
قال دار للقضاة ومحام للدفاع محام للهجوم
وزوايا خافيات فيها تجبى الرشوات
وهناك؟قال وكر للزناة
وهناك؟ تلك ملهى للبغاة
وهناك؟ قال هذي جامعات من بنين وبنات
فيها يبكي العلم من هجر وتلهوا الساقطات
وهناك؟قال خلف قد أضاعوا الصلوات وغدا يلقون غيا
اعطني سيفي لكي امحوا رؤوس الجاهلية
قال يا مولاي زد صبرا عليه
ومضى يمشي يجوب الطرقات
ما الذي حل بهذي الثكنات
هي أمراض ثلاثة الكروش والقروش والعروش
هي آفات ثلاثة النفوس والفلوس وأتباع الشهوات
ومضى يمشي يجوب الطرقات
فرأى جمعا غفيرا طرحوا أمرا خطيرا
اقترب منهم فهم يأتمرون لعلهم رأس الخلاص
استمع منهم فهم مجتهدون يهتفون بحماس
أنصت الخادم مشوارا طويلا
هز رأسا متعبا جدا ثقيلا
قال يا مولاي لم اسمع سوى قالا وقيلا
أنت درويش مع الدف تجول
أنت وهابي انتم لا تحبون الرسول
أنت دوما تحمل مسواكا طويل
أنت ذو علم وذو فقه قليل
واخو مرة بين الجمع مسرور يميل
ما الذي نجنيه من هذا العويل
غب غارات وأصداء بذي الخبث الأصيل
وأصول الدين تعصفها رياح الخبث عصفا
يا أخي واحمرت الأفاق نزفا
ويكاد الله أن يخسف فينا الأرض خسفا
والعقول الراقيات أعطت المقود أولاد الزناة
أين أفواج الدعاة,أين أهل العلم أهل الباقيات الصالحات
أين من قد غيروا مجرى الحياة
قال يا مولاي هم كثر ولكن نصفهم عند البلاط يجمعون المكرمات
ربعهم الجمهوا الخوف لجاما وتلا آية لا تلقوا بأيديكم فمات
نصف ربع يملئون المكتبات ببحوث راقيات
نصف ربع قد تلاشى صوتهم في هدير المنكرات
قال فلنخرج إذا نحو الفلاة
ومضى يمشي يجوب الطرقات
سيطرت وحدود فاصلات,من بناها؟
قال يا مولاي أفواج الغزاة
من غزانا ! عابدوا عزى ولاة؟
قال بل كل الطغاة والزناة والعراة فاستباحوا الحرمات
قال سحقا لا حدود لا حدود لا حدود
خذني نحو القدس مشتاق إليها
حيث مسرى سيدي خير الوجود
وإنا يوما تسلمت مفاتيح المدينة عندما كنا أسود
فأجاب الخادم بكلاب دموع همرت فوق الخدود
قال يا مولاي يحكما اليهود
اليهود!الخنازير القرود
أين أفواج الدعاة,أين عشاق الجهاد
أين من كانوا خفافا كلما سمعوا حي علة قاموا إليها بثبات
أين من قد غيروا مجرى الحياة
أين أهل العلم أهل الباقيات الصالحات
قال يا مولاي قد ذاعوا بيانا,شجبوا واستنكروا
ثم أدانوا,أهلك الله مدينا ومدانا
ثم ماذا؟ ثم فوضنا حنانا لتعيد العتبات
من حنان؟
قال يا مولاي هذي امرأة شيدوها يوم أن غاب المحار ير الكماة
أتعيد المسجد الأقصى حنان بنت عشراوي ونحن ماد هانا
أتعيد المسجد الأقصى نساء أي ذل وهوان قد علانا
ثم ماذا؟ ثم نمنا بسبات ثم ألهتنا تصاريف الحياة
ثم نمنا بسبات واغتنمنا عالم الرؤيا فحررنا جميع العتبات
وكتمنا خبر التحرير سرا
حيث ممنوع علينا كل رؤيا تغضب أولاد الزناة
حيث ممنوع علينا كل رؤيا تغضب أولاد الزناة
رجع الفاروق مهموما إلى خير البرية
يا رسول الله أدرك امة قد تربت في ظلام الجاهلية
قائلا يارب أدرك امة قد تربت في ظلام الجاهلية
____________
نبذة عن حياة الشاعر
محمد سعيد الجميلي شاعر عراقي من الطراز الاول يصنف من الشعراء الاسلاميين له قصائد عديدة منها (جولة سيدنا عمر) و(القلعة الكبيرة) و(حنظلة)
فاز بالمرتبة الأولى للمسابقة الشعرية لجمعية الشبان المسلمين ببغداد، ولسنتين متتاليتين.. في محياه براءة الشعراء
فيما تضيء عيناه بألق العطاء.. في صوته بحّة حزن محببة.. وفي قصائده زخّات حزن مذهّبة
قارع النظام السابق والنظام الحالي واصبح مطاردا بسبب كتابته واشعاره
لقد حمدت ربها حنان عشراوي بأنها لم تولد في زمانٍ كان مصيرها أن تدفن حية.