هو شنو الما صعب؟؟
آخر نكتة أطلقها السودانيون تقول، إن رجل أعمال عربي جاء السودان، وعند وصوله لمطار الخرطوم سأله ضابط الجوازات عن محتويات حقيبته الصغيرة قائلاً له معاك عملة صعبة؟؟ فرد الرجل مع كامل الاستغراب أيش يعني عملة صعبة؟؟ فقال له بتاع الجمارك مفسراً يعني دولار، يورو، ريال، دينار، كده يعني، فما كان من رجل الأعمال إلا أن قال له وهادي أيش الصعب فيها؟؟ وللرجل بالتأكيد ألف حق في أن يستغرب عن وجه الصعوبة في هذه العملات حتى تصبح كنية لها وصفة تعرف بها وهو من يستطيع تداولها بمنتهى البساطة في بلده وقتما يشاء وكيفما يشاء، والمسكين لا يدري أن هذه العملة أصبحت عند أهل السودان جميلة ومستحيلة لتفوت بذلك مضرب المثل العنقاء والخل الوفي. لكن كدي قولوا لي بالله عليكم، ما الذي لم يعد صعباً في هذه البلاد ولو توقف الأمر عند العملة لحمدنا الله وسجدنا شاكرين، والصعوبة أصبحت ماركة مسجلة باسم الغبش الغلابى، فما هو السهل في فصل الخريف الذي أصبح صعباً أُس تربيع وتصريف المياه من الصعوبة بمكان، نظافة الأحياء أصعب من الصعب، صحة البيئة الصعب ذاتو!! المواصلات هي رحلة من المعاناة تصل قمتها كلما فتحت السماء خزائنها لتجود بمطر هتوف!! شنو الساهل لشاب أو شابة قطع قلب أهله في رحلة التعليم الطويلة، وفي النهاية جلس عاطلاً بلا عمل بلا أمل بلا مستقبل. والسيد وزير العمل “نهار” الظريف أبو دماً خفيف فرج فينا الفضائيات عند سؤاله عبر فضائية عربية عن أسباب العطالة في السودان، فيقول حديثاً من شاكلة لبن سمك تمر هندي، ويحمل العطالة للظروف السياسية والظروف الأمنية التي هي صنيعة حكومته، يعني ما قدر الله جانا من السماء!! شنوا الما صعب في البلد دي لو أنك أردت أن تحرك عجلات طموحك شوية وتسوي ليك مشروع استثماري صغير وخجول لتواجهك حينها متاريس التصاديق والرسوم والعوائد والأتاوات حتى تفر بجلدك أو تفلس ويضربك الهواء!! شنوا الما صعب حتى تجذب الاستثمار الخارجي إلى بلادنا بلا قيود بلا عقاب بلا سماسرة يعيشون على مص الدماء لقاء التسهيلات والتظبيطات والتربيطات.
فمن الذي قال إن العملة وحدها هي التي تستحق أن نلصق عليها تهمة الصعوبة وعند بعضهم بلا أدنى شك هي ساهلة ومتوفرة، ليصبح ركوب الصعب قدر الإنسان السوداني في كل تفاصيل حياته، صغرت أو كبرت وكل مشاكله أصبحت بحجم الفيل وهو (يا عيني) يقف قبالتها عاجزاً يتصبب عرقاً مخافة أن تدوس عليه وتلحقو أمات طه.
{ كلمة عزيزة
على ذمة ما جاء في إحدى الصحف أن السيد والي نهر النيل الجديد الأستاذ “السماني الوسيلة”، قد وعد بتخصيص يوم لمقابلة المواطنين والاستماع إلى شكواهم، وعند قراءتي للخبر (حكيت رأسي) ورجعت بالذاكرة للوراء لعلي أحصي عدد الوزراء والولاة والمعتمدين الذين بدأوا عهدهم بهذا (الحنك)، ثم سرعان ما تخلوا عن وعدهم بتخصيص يوم للاستماع للمواطنين، بل أن بعضهم أصبحت مقابلته في الشارع ساي (صعبة) على وزن (العملة الصعبة)، لذلك نقول للوالي الجديد مشاكل نهر النيل لا تحل بمقابلة مواطن عنده قطعة أرض يفتش عليها أو مشروع زراعي منزوع أو جامع ومدرسة عايزين ليها دعم. ولاية نهر النيل محتاجة لتنمية شاملة ولاجتثاث مراكز القوى التي أصبحت لها أذرع وأنياب ومحتاجة لوضع المسؤول المناسب في الوظيفة المناسبة، وبعد داك براها بتتحل مشاكل المواطنين ولن يحتاجوا لبثكم شكواهم ومظالمهم!!
{ كلمة أعز
خجلت وانكسفت وقربت (أندسا) وأنا أشاهد مع أبنائي احتفالاً على شاشة النيل الأزرق نقلته بمناسبة عيد الجلوس على العرش من داخل سفارة الأشقاء في المغرب، وسبب كسوفي كان حديث وزير البيئة “حسن هلال” الذي خصص كلمته لسرد أفضال المغرب علينا بمدنا (بالإغاثة) في أعوام مضت دون أن يرف له جفن أو يفكر أن يتحدث عن علاقة أزلية وندية تربطنا بالمغرب الشقيق ودون أن يقول للعالم إننا أصحاب فضل هناك، ويكفينا ما زرعه دكتور “عبد الله الطيب” من قيم الحديث والتفسير في جامعاتها عكس الوزير “أحمد سعد عمر” الذي وجه كلمة فيها كثير من الإباء والشموخ، يا أخي بالله عليكم علموا أولادنا وأولادكم رفع النخرة والعزة بالنفس بدل التباهي بالشحدة والانبطاح، قال إغاثة قال!!