كاميرا الذاكرة
وإذا جاءك الفرح مرة أخرى
،فلا تذّكر خيانته السابقة
أدخل الفرح وانفجر
(محمود درويش)
* حينما كتبت قبل أيام عن ظاهرة العنف في الإطار الأسري والمجتمعي أحببت فقط أن الفت الانتباه الى خطورة الظاهرة ومايتبعها من آثار مدمرة للشخص والمجتمع إذ أن كل الجرائم بتعدد أنواعها ومختلف مسمياتها لاتخرج عن الإطار النفسي الذي يعود بنا مباشرة الى ممارسة الإضهاد على الأشخاص بوجه حق أو دون ذلك..
* الرسائل التي اغرقت صندوق بريدي كفعل الأمطار بالعاصمة الخرطوم كانت نافذة للسعادة والامتنان من الذين شاركوني الراي وأبدوا إستعدادا للمساهمة في درء آثار ظاهرة العنف والإضهاد في المجتمع، بينما تظل الخرطوم عاجزة على إحتمال الآثار الكارثية للأمطار التي أنهكت المواطن واستنفذت أفكاره في تخطي الأزمة والتي قد يفقد بسببها ادني الحقوق الإنسانية لممارسة أبسط الأنشطة اليومية في ذات الزمان والمكان…
*كل الذي يحدث الآن وماسيحدث غدا في المجتمع لا يأتي من فراغ بل هي صور لازمت الذاكرة الانسانية طويلا والتي ربما تصنع مالايحتمله واقع لايزال يتكئ على عصا بين خطوة وأخرى، فما بين ميلاد جيل وآخر تتلاشى قيم وتغيب مبادئ والذي يستطيل مقابل هذا وذاك جدار العزلة الاجتماعية الذي نتقيأ علي وجهه كل الذي حوته دواخلنا من قبح و أحاسيس آسنة…
* يقول الفيلسوف الفرنسي ديكارت :
”كل ما تلقيته حتى الآن هو أن أصدق الأشياء قد تعلمتها عن طريق الحواس إلا أنني لما اختبرتها وجدتها تخدعنا وإنه لمن الحذر أن لا نطمئن إلى من خدعونا ولو مرة واحدة”
قصاصة أخيرة
إرحموا من في الأرض
يرحمكم من في السماء
(صحيفة الصحافة)