مبدعون يغردون في عرس الوطن
(ستبذل الأطراف كل جهد ممكن لتنفيذ أحكام اتفاقية خارطة الطريق هذه، اقتناعاً منهم بالحاجة الملحة لإحلال سلام عادل في جميع أنحاء السودان، سلام كهذا يجب أن يخاطب كل القضايا المهمة) هذه هي آخر فقرة في نص اتفاقية خارطة الطريق التي وقعتها أمس الأول قوى نداء السودان، والتي وجدت ترحيباً كبيراً من المبدعين السودانيين، لأن المفاوضات الشاقة والمعقدة أفضت في نهاية الأمر
الى إمكانية تحقيق السلام المنشود.
الفنان سيف الجامعة المشرف على فعاليات مهرجان السلام في جنوب كردفان، قال لنا لمسنا حاجة الناس الى السلام من خلال جلوسنا مع بائعات الشاي والمواطنين الذين قابلناهم وتحدثوا معنا.. سيف قال إن انفعال الجمهور المحتشد في مهرجان السلام قابل أصوات الكرن ورقصات الكمبلا بابتهاج، لأنها أصوات كانت تعبر عن قيمة السلام، وأضاف: عندما نرى أمنيات الناس وأشواقهم وطموحاتهم بتحقيق السلام تجدنا نلعن الحرب وأسبابها.
وحكى أن المدن التي كانت مضاءة أظلمتها الحرب، فتخيل أن مهرجاناً يدعو للسلام استطاع أن يعيد الحياة للمدينة، فمابالك لو تحقق، وأكد الجامعة أنهم كمبدعين ظلوا قابضين على جمر القضية ومنحازين للشعب، ومن واجبهم الآن دعوة كل الفصائل التي امتنعت عن توقيع نداء السودان، ليقدموا التنازلات من أجل إنسان السودان، الذي يستحق أن يعيش في سلام، وتمنى أن تقنع القوى الموقعة بقية الأطراف، لأن الحلول الجزئية- كما قال لا تفيد- وطالب بأن يجلس الجميع ويرتبوا أحوالهم ويقدموا التنازلات من أجل شعبهم قبل كل شيء.
سيف تحسر على عدم معرفة كثير من الناس بالجمال الذي تتمتع به مناطق سودانية دمرتها الحرب، مثل كادقلي والتي عدها منطقة سياحية بامتياز، وفي حال استقر السودان وتحقق السلام سيعود خيرها على الجميع.
سيف عبَّر عن حزنه بسبب الحرب التي جعلت أسراً كثيرة تفقد أبنائها.. وقال (رأيت الحسرة في عيون النساء والأطفال.. لذا اقول كفى للحرب).
الفنان المسرحي علي مهدي
الآن ستتضاعف جهودنا من أجل استدامة السلام ونجاح الحوار، الذي يعد خطوة مهمة في سبيل استقرار السودان، هكذا عبر الفنان المسرحي علي مهدي عن رأيه حول توقيع خارطة الطريق.. وأضاف ظللنا طوال الفترات السابقة نعمل جنباً الى جنب من أجل تحقيق السلام خلال عملنا نحن المسرحيين في مناطق الصراع ومعسكرات النازحين، ولن نتوقف بل سنضاعف الجهود حتى تكمل صورة ومشهد السودان القومي، ونعبر عن وحدة فعلية وسلام مستدام.
مهدي يرى أن الحوافز التي قدموها كمبدعين أتت ثمارها الآن وطرحت توقيعاً لخارطة طريق نحو السلام والوحودة.. مشيراً الى دور المثقفين وهو التبصير وخلق الوعي، وبشر مهدي باستمرارهم في نفس النهج.
الفنان الجيلاني الواثق كشف لنا عن مشروع ينوي طرحه مقبل الأيام ودفع به الى حزبه – المؤتمر الوطني- وهو جائزة البشير للسلام، لكونه أكثر الناس حرصاً على تحقيق السلام، وظل يعمل على إجماع للأمة… وأشار الى أن الجائزة ستتنافس فيها كل الحقول الإبداعية.
وأشار الى أن التوقيع على خارطة الطريق سيعبر بالسودان الى الرفاه الاجتماعي والاقتصادي، وسيوحد الأمة.. الواثق قال إن الممانعين سينضمون لاحقاً، لأن المتضرر هو الإنسان السوداني.
استطلاع: سلوى تاج الدين
صحيفة آخر لحظة