القرار الغريب الذي اتّخذه معمّر القذافي في الموسيقي
في العام 2015، نشر تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في ليبيا، صوراً لعدد من مقاتليه وهم يحرقون مجموعة من الآلات الموسيقية بينها الدرامز، والساكسوفون على اعتبار أنّ “الموسيقى حرام”. انتشرت الصور بشكل كبير للدلالة على أنّ التنظيم معاد للفن والفرح والحياة التي تمثلها الموسيقى عموماً.
لكن قبل “داعش” لم يتردّد عدد من الزعماء في محاربة الموسيقى. لكن يبقى الحدث الأبرز هو اليوم الذي وقف فيه العقيد الليبي معمّر القذافي ليحطم ويحرق أمام عدسات الكاميرات الآلات الموسيقة الغربية في ليبيا.
بدأ ذلك عام 1973 عندما أعلن القذافي الثورة الثقافية، وأصدر بعدها “الكتاب الأخضر” الشهير، لتبدأ على إثرها موجة اعتقالات في الجامعات والأكاديميات، ثمّ جاء قرار منع الكتب الأجنبية في المؤسسات التعليمية، ومعها حرق الآلات الموسيقية الغربية لأنها “لا تمثل الثقافة الليبية، وتستقطب الجمهور الذي يهمل الموسيقى الشرقية والليبية”.
هذه الخطوة أدت إلى هجرة عدد من الموسيقيين والفنانين الليبيين، بينهم كان الفنان الليبي حميد الشاعري الذي غادر بلاده وهو في سنّ الـ19 عاماً، متجهاً إلى لندن ثمّ مصر، ليصبح بعدها أبرز المجددين في الأغنية المصرية لناحية التوزيع والألحان والاعتماد على الآلات الأجنبية.
العربي الجديد