شكراً للحزب الشيوعي ..!
> مهما كان موقفنا من الحزب الشيوعي السوداني، فإنه تعامل مع مؤتمره العام بنوع من الجدية والمسؤولية ، صبت كلها في صالح الأجواء العامة في البلاد والحوار بين الفرقاء السودانيين، وكلها في نهاية الأمر تربح منها الحكومة التي يناصبها الحزب العداء ، وأهم رسالة بعثها مؤتمر الحزب السادس وهو يلتئم داخل القاعة الرئاسية بقاعة الصداقة ، دفع فيها الحزب من (حُر ماله ) لخزينة الدولة. ومعلوم أن رئاسة الجمهورية هي الجهة التي تتبع لها قاعة الصداقة. إن الحزب العجوز قال للجميع إنه يتنسم الحرية التي يريدها ولا كابح لجماح تطلعاته، فقد رفرفت أعلام الشيوعيين الحمراء في حدائق القاعة وداخل القاعة الفخيمة ، وعلت هتافاتهم في ذات المكان الذي ظل يردد صدى هتافات أعضاء المؤتمر الوطني ومؤيدي الحكومة ، وجلس الشيوعيون وضيوفهم على ذات المقاعد والى ذات الطاولات التي احتضنت الحوار الوطني المُقاطع من قبل الحزب ..وغنوا ورقصوا كما يشاءون ولعنوا الحكومة في مقرات قاعاتها دون أن يمنعهم أحد او يكبلهم قيد ..! > والأهم من ذلك كانت الحكومة بأجهزتها الأمنية وقوات الشرطة كانت هي التي تحمي مكان انعقاد المؤتمر وظلت الكوادر العاملة في قاعة الصداقة التي يتهمها الشيوعيون بأنها كوادر المؤتمر الوطني ، هي التي تقدم التسهيلات وتذيل كل العقبات من أجل انعقاد المؤتمر العام السادس لأحد أهم الأحزاب المعارضة في البلاد .. وقيل بالأمس، كرم المؤتمر الوطني وحكومته بلغ أقصاه في تنازل قاعة الصداقة من جزء كبير من قيمة الإيجار مع تخفيض كبير شبه مجاني في الضيافة والمشروبات الساخنة والباردة والكيك والفواكه . > لم يذهب الحزب الشيوعي لاستئجار قاعة في معرض الخرطوم الدولي الذي عقد فيه المؤتمر الوطني مؤتمره العام وكذلك فعلت الحركة الإسلامية ، ولم يختر القاعات الكُثر والصالات الضخمة المنتشرة في الخرطوم وام درمان والخرطوم بحري، ولم يلجأ لجهة متخصصة في إعداد الصيوانات والسرادق في ساحة أو ميدان عام ، حتي يكون الحزب متلصقاً بالكادحين والمسحوقين ليسمع أنين الشعب ، إنما اختار قاعة الصداقة وجوهرتها الرئاسية الفخمة ،علها تليق بحزب المناضلين وضيوفه القادمين من خارج البلاد ، أما قيام الحكومة بتأمين مقر المؤتمر وبذل كل ما من شأنه إنجاحه وتبجيله وتفخيمه ، لهو أبلغ دليل على أن التحول الديمقراطي الذي كاد يشرخ (حلاقم) الشيوعيين وأهل المعارضة في المناداة به هو موجود بالفعل وليس مطلوباً ليأتي ويتحقق.. > لو بذلت الحكومة كل ما تستطيع من أجل دعاية مجانية بلا ثمن ، حول إشاعة الحريات العامة واتساع هامش الحرية السياسية وحرية التعبير لاتسع النطاق ، ولما وجدت مثل مؤتمر الحزب الشيوعي ليحقق لها ذلك ويجسد على الأرض. > إن السودان هو حديقة الحرية ولا حجر فيه على حزب أو تنظيم سياسي من ممارسة نشاطه وعمله . > و لو درى أهل المعارضة في الخارج من حلفاء الحزب الشيوعي وواجهاته خاصة الجبهة الثورية وحركات دارفور المتمردة وما يسمى بقطاع الشمال في الحركة الشعبية ، أن الحزب الذي أنتج كل هذه الشرور والموبقات السياسية وارتكب كل الكبائر في حق الشعب السوداني، هو حر طليق يمارس نشاطه ويعقد مؤتمراته ويستقبل ضيوفه ويشتم الحكومة ويهتف شبابه وصبيته وصباياه من داخل القاعة الرئاسية منادين بسقوط النظام وإلقائه في مزبلة التاريخ ! لو درى أهل المعارضة جميعاً قيمة ما يجري في الداخل، لتيقنوا أنه لا جدوى من الذين يفعلون بالخارج ويناضلون من أجله وهم وراء الحدود ..! > من واجب المؤتمر الوطني أن يشكر الحزب الشيوعي لأنه قدم هدية ثمينة للحكومة التي يعارضها ، وأخذ بيده منديلاً يزيل به الغبش والتشويش من صورة البلاد وإطارها ، فكل من شاهد مواكب الشيوعيين بأعلامهم الحمراء وشعارات الحزب ومكبرات الصوت وسياراتهم الفارهة منها والبائسة تجوب شوارع العاصمة وهم يتقاطرون زرافات ووحدانا إلى قاعة الصداقة المكان الذي في الغالب لا يحبذونه ، كل من شاهد ذلك يدرك أن ما يُقال عن القمع ومنع الحريات ماهي إلا فرية وأكذوبة روَّج لها الشيوعيون أنفسهم وتوهمها المعارضون جميعهم، حتي أماط الحزب الشيوعي بنفسه اللثام عن الوجه الحقيقي والساطع للأوضاع في البلاد . > لقد عقد الحزب مؤتمره الخامس في قاعة الصداقة في العام 2009م ، ويومها قال الناس إن وجود الحركة الشعبية كشريك في الحكم والقرار أعطى الحزب مبررات وذرائع لقبول استضافة القاعة الحكومية لمؤتمره ، لكن هذه المرة يبدو أن اللجنة المركزية قد اتخذت القرار الصحيح ، وأرادت الفخامة لمؤتمرها ، وهدفت الى توفير (الترطيبة) لعضوية الحزب من البروليتاريا والاشتراكيين الجدد وممثلي الطبقة العاملة والثوريين من (ماضغي اللبان الملون) وأصحاب (التي شيرتات المزركشة) الذين قصوا شعورهم على هيئة (عش الغراب) ..! > شكراً الحزب الشيوعي السوداني «..ما قصرت ..»
ههههههههههههههههههههههه…. قصوا شعورهم على هيئة (عش الغراب)!!!!