سهير عبد الرحيم : تراحيل أي كلام
بسبب السرعة الزائدة أو التخطي الخاطئ أو عدم التركيز أو الرجوع بالسيارة للخلف دون التأكُّد من عدم وجود طفل خلفها يموت عشرات الأطفال والتلاميذ تحت إطارات سيّارات تراحيل المدراس كل عام. العام الماضي شَهد حَادثتين نتج عنهما وفاة طفليْن وكان السبب الرئيسي (شفقة) السائق وعدم انتظاره دخول الطفل الى المنزل، إحدى الحادثتين كانت سقوط الحقيبة من طفلة في الروضة خلف عربة الترحيل حين انحنت لالتقاطها دهسها السائق بإطارات العربة (الهايس).
والحادثة الأخرى بنفس السيناريو والتفاصيل وفي هذه المرة لم تسقط الحقيبة ولكن استعجال السائق كان أكبر من انتظار الطفل ليعبر إلى داخل منزله، تراحيل رياض الأطفال لا تعاني فقط من تهور بعض السائقين في القيادة، وإنّما تُعاني أكثر من انخفاض نسبة الأمان فيها؛ وذلك إمّا بسبب الأبواب التي تفتح تارة أثناء سيرها وإمّا بسبب الاكتظاظ المبالغ للأطفال داخلها. أيضاً تراحيل المدارس لا يقل سوءها عن رصيفتها في ترحيل رياض الأطفال؛ وفي كلا الحالتين الفرصة مُواتية لانتشار الأمراض بسبب ارتفاع درجة الحرارة وانتشار الالتهابات وسرعة التقاط العدوى مع (الدفسي) الحاصل، هذا طبعاً اذا لم يتعرّض الأطفال لإصابات جراء (المُتاوقة) عبر الشبابيك.. نسبة كبيرة جداً من تراحيل المدارس تفتقد لوجود مشرفات بداخلها وهذا لعمري أكبر خطأ ترتكبه المدارس ويوافق عليه أولياء الأمور بإجماع سكوتي. إنّ مهنة المُشرفة لا تقتصر فقط على حفظ الأمن داخل المركبة ومُراقبة صعود ونزول الأطفال والتأكد من دخولهم منازلهم ولكنها تتعدى الأمر الى بتر الممارسات السلوكية الشاذة من بعض السائقين مع الأطفال أو الفتيات في المراحل الدراسية الأخرى.
طبعاً يعود هذا الأمر لطريقة تعيين واختيار سائقي تراحيل الرياض والمدارس والتي تتم بمُواصفات صلاحية المركبة ورخصة القيادة فقط. لا أحدُ ينظر في السجل الجنائي أو الأخلاقي أو تأهيل ذلك الشخص لتحمل مسؤولية أرواح أبنائنا. قبل فترة كنت ألاحظ أن سائق ترحيل يقود بسرعة رهيبة وكأنه في سباق رالي سيارات، حين استفهمت عن الأمر علمت أنه يقوم بترحيل الأطفال على دفعتين، فيستعجل بتوصيل الدفعة الأولى ليتمكن من ترحيل الدفعة الثانية وبنفس السرعة.
على وزارة التربية والتعليم وإدارات المدارس سن شروط واضحة ووضع مواصفات مُعيّنة لمن يقودون التراحيل وعلى أولياء الأمور أن يكونوا أكثر حرصاً على مُتابعة هذا الأمر وبأنفسهم.
خارج السور:
أهمية ترحيل الأطفال بأمان لا تقل عن أهمية تعليمهم، ففي الأولى يفقدون العلم وفي الثانية يفقدون حياتهم.