حماد صالح : قوة الحزب الشيوعى
يقول المثل الانجليزى ( البراميل الفارغة أكثر ضجيجاً ) وهذا المثل ينطبق تماماً على الحزب الشيوعى السودانى ’ حزب متمترس حول أيديولوجية عفا عليها الزمن وليس له أى انتاج فكرى ولا حتى لقياداته وكل من يرفع رأسه ملوحاً بأدنى نظرية فكرية أو أى مشروع اصلاحى فان مصير هذا الرأس القطع وهو حزب لا يتمتع وسط الشارع السودانى بأى شعبية وبالرغم من ذلك يريد أن يكون على رأس كل شيئ . حزب يدعى الفهم والثقافة والتقدمية وهو رجعى بامتياز والمضحك أن طريقة الاستقطاب التى يتبعها فى الجامعات طريقة عاطفية درجة اولى فهو يستقطب الطلاب عن طريق السهرات الغنائية والليالى الشعرية والجمعيات الادبية ( الحزب الشيوعى السودانى يقيم حفلاً غنائياً ساهراً – الحزب الشيوعى السودانى يقيم ليلة أدبية كبرى – الحزب الشيوعى السودانى يقيم ندوة شعرية ) وصدق من قال أنه نادى ثقافى وليس حزباً سياسياً . ان الاستقطاب الذى لا يقوم على برامج وأفكار تخاطب العقل يعتبر استقطاباً مهزوزاً ولذلك لازم الفشل الحزب الشيوعى منذ دخوله السودان والى الآن . الحزب يستهدف طلاب الجامعات خاصة السذج من الطلاب ويوهمونهم أنهم الفئة المثقفة والتقدمية فتجد العضو منهم يمشي متبختبراً فى حالة أقرب للمشهد الدرامى والكوميدى .
فمن أين يستمد الحزب الشيوعى قوته ؟
غالبا ما يتسلل أعضاءه فى الجمعيات الحقوقية ومنظمات المجتمع المدنى ويبنى جمعيات نشطاء فى مجالات مختلفة يسيطر عليها وعبرها يلعلع بملء فيه أو يسيطر على منابر اعلامية لها سطوة وقبول فى المجتمع وكذلك عبرها يوجه فكره ويحشد الرأى العام حول آراءه وأيضاً التأثير على القيادات الشبابية فى الكيانات الاخرى بطريقة أقرب للتنويم المغنطيسى بحيث يحاول أن يشككهم فى دور قياداتهم السياسية عن طريق أصدقاء مقربون أو ما شاكل ويتحدث عن نقاط الضعف فى هذه القيادات أو الكيانات بالرغم من أن أكبر نقاط الضعف فى الكيانات الاخرى هى أقل نقاط الضعف فى الحزب الشيوعى ولكنه يصرف النظر عنها دائماً
لقد قلنا سابقاً أن الشيوعى والاسلاموى وجهان لعملة واحدة ونحن لا نطلق الكلام على عواهنه فالحزب الشيوعى السودانى حزب عقائدى جاء الى السودان كفكر وافد وكذلك الحركة الاسلامية ’ والحزب الشيوعى يتبنى شعارات تدغدغ العواطف ( تحرير المراة – قضايا الهامش – العمال ……….) يوهم الناس أنه يتبنى قضايا الكادحين ولكنه فى الحقيقة يستغلهم سياسياً وكذلك الحركة الاسلامية لها شعاراتها المعروفة فى دغدغة المشاعر الدينية ( المشروع الحضارى – الشريعة – ……..) توهم الناس أنها تريد أن تطبق الشريعة ولكنها تستغل الدين كمطية للوصول الى غرضها الدنئ ’ ليس هناك فرق بينهما فهذا منافق دينياً وذاك منافق اجتماعياً فالنفاق هو القاسم المشترك بينهما ’ وكذلك عملية اختراق الأحزاب الاخرى أو المعروفة بالغواصات بدأها الحزب الشيوعى وزرع كوادره فى بقية الأحزاب واستلمت الفكرة الحركة الاسلامية وبرعت فيها كذلك ممارسة الاغتيال المعنوى عبر منابرهم الاعلامية لشخصيات منافسة برعا فيها هما الاثنان وغيرها من الأفكار التى تتسم بالمكر والخبث هما شركاء فيها بامتياز وهذا يذكرنى بتطبيق فى الفيسبوك يقول ( اكتشف الحيوان الذى بداخلك ) فعند النقر على عملية البحث يظهر لك أرنب أو أسد أو نمر أو أى حيوان وهذا تطبيق يعتبره الناس مجرد تطبيق للتسلية ولكنهم سيصدمون عندما يكتشفون أن له جذوراً دينية قديمية فى اليهودية والنصرانية وحتى فى الاسلام هناك اشارات له من علماء متصوفون مثل الامام أبو حامد الغزالى والشيخ الاكبر محى الدين ابن عربى . واذا بحثنا عن الحيوان الذى بداخل الشيوعى سنكتشف أنه نفس الحيوان الذى بداخل الاسلاموى لذلك اذا افترضنا أن انقلاب 1989 كان انقلاباً شيوعياً صدقونى سترون نفس التدهور الاقتصادى والانحلال الأخلاقى بل سنجد نفس اللصوص ’ اذاً فهما وجهان لعملة واحدة ( طرة وكتابة ) ولا تحسبن أن الكتابة هنا شيئ حميد والسؤال المهم هو من هو الطرة من هو الكتابة ؟
حماد صالح
رائع ياحماد , لقد أصبت