عبدالرحيم محمد سليمان : ( ام برمبيطة ) بين مطرقة السيول وسندان الاهمال
تنتشر تقارير صحفية بين مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي ، تفيد بتعرض وحدة ( امبرمبيطة ) الادارية الواقعة في ولاية جنوب كردفان الي سيول جارفة نتيجة الامطار التي هطلت صباح الاحد 24/7/2016م … وعلي( ذمة هذه التقارير ) فان حجم الضرر المادي الذي اصاب ( الدبيبة الشرقية ، والبرام شرق ، والوحدة شمال ، والوحدة جنوب ) يقدر بمليارات الجنيهات حسب احصاء اللجنة الشعبية التي حصرت المنازل بعدد117 منزل ( منهارا ) تماما ، و47 اضرارها متوسطة … ( انتهي الخبر المتداول بين نشطاء وسائل التواصل الاجتماعي ) … وباعتبارنا ممن ( احتك ) باللجهات التي صاغت واعدت هذه التقارير ( الاستغاثية ) التي قصدت منها لفت انتباه السلطة الولاية والاتحادية لتدارك حجم الخطر ، فاننا نبصم بالعشرة ، ان هذه الجهات لم تبلغ الرسالة. ولم تؤدي الامانة علي وجهها الصحيح ، وانجرفت خلف حمية ( افرادها ) الذين احتكموا لصوت ( العاطفة ) فخلطوا حابل واجبهم كابناء للمنطقة بنابل واجب جهة الاختصاص التي ابطئت في توفير المعينات ( خيام + ادوية + اغذية ) .. الخ .
وان كان حجم الكارثة لايسمح في الوقت الحالي بتوجيه الاتهام وصوت اللوم للجهات المقصرة ، الا ان الواقع ابناء ( ام برمبيطة ) لم يتفاعلوا مع حجم الكارثة بالمستوي المطلوب ، ولم يتداعوا لنفرة شعبية تبرز اهتمامهم بالحدث حتي يستفذوا جهة الاختصاص لتعي دورها بالصورة الممكنة ، نعم .. ( الممكنة ) واقصد بذلك ان موازنة مالية الدولة لاتحتوي علي فقرة تتضمن بند ( اغاثة الوحدات الادارية والمحليات من كوارث السيول والامطار ) ، وحكومة الولاية ايضا لاتمتلك العصي المالية السحرية التي تمكنها من الايفاء بمتطلبات كل صغيرة وكبيرة تعتري المواطن بسبب تقلبات الطبيعة ، ففي كل العالم عند حدوث مثل هذه النكبات تكون ( الاغاثة ) من اختصاص المنظمات الطوعية ومن ذوي اهل المنطقة ( المغتربين والتجار والراسمالين )… عموما ماكنت لاخوض في هذا البحر اللجي المتلاطم الامواج لولا يقيني ان وحدة ( ام برمبيطة ) الادارية تعيش حالة انسانية خاصة ، ويعاني مواطنيها الآمرين … يفترشون ( الماء ) ويلتحفون السماء ، وبحاجه للغوث العاجل بعد ان تدمرت البيوت ، ونففت المواشي ، وتشرد الاهالي …
فالناس يحتاجون الطعام والشراب والكسوة …. وابواب الخير هناك مشرعة لاهل الخير من افراد المنظمات الطوعية ( الوطنية والعالمية ) …..
واخر رسالتي لابناء هذه المناطق ، ان السودان وطن يسع الجميع ، لا وجود ( لمحاباة ) حكومية بين مواطن واخر ولا بين جهوية واخري ، كل المناطق التي تقع الكوارث فيها يتحمل مسؤولية اغاثتها ابنائها اولا ومن ثم ياتي دور الخيرين في سلك منظمات المجتمع المدني … اما الشركات التي ترعي الانشطة المتعلقة بمهرجانات التسويق ، لايعنيها من قريب او بعيد ان تدمر السيول والامطار ( ام برمبيطة ) او ( بيوت ) الولاية كلها … لان عالم ( البزنس ) لا مجال فيه للعاطفة والانسانية ، فقلوب مؤسسي ومدراء الشركات قلوب من حجر ، لاتهن ولاتلين ، ولو غير ذلك لاسسوا ( منظمات ) خيرية .. .
( ضعف الطالب والمطلوب )