صراع الفَيلَة
بأسلوب مُفعّم بالسخرية سأل الأستاذ (عثمان ميرغني)، السيد مُعتمد الخرطوم الفريق (أبو شنب) قائلاً له: لقد ذكرت في تصريحٍ سابقٍ أنّك مزّقت ثلاثة أحذية لتتعرّف على محلية الخرطوم فهل يعني هذا أنك بدأت من الصفر، وهل يعني هذا أنّ المعتمد القادم من بعدك أيضاً سيُمزِّق ثلاثة أحذية للتعرف على محلية الخرطوم..؟
سُؤال الأستاذ عثمان وبقدر ما به من سخرية، إلاّ أنّه كان يُجسِّد الواقع في محلية الخرطوم، كل الأحداث التي أعقبت ذلك اللقاء مع المُعتمد كانت تُوضِّح أنّ (أبو شنب) قد مزّق فعلاً ثلاثة أحذية، وإنّه ربما يُمزِّق المُعتمد القادم أيضاً ثلاثة أحذية أو (بوتات) إذا كان من المُنتمين للقوات النظامية. قرارات أبو شنب التي تلت ذلك اللقاء الصحفي عَكست أنّ أبو شنب (شايت) عكس نمر، جملة القرارات التي تم اتخاذها وتنفيذها نَسفت نسبةً كبيرةً من المشاريع التي قام عمر نمر بتنفيذها سابقاً.
وبدا واضحاً أنّ المُعتمد الجديد لديه رأيٌّ في أسواق نمر ومواقف نمر ومشاريع نمر وأفكار نمر؛ فلا يُمكن بأيِّ حالٍ من الأحوال إزالة كل ما قام به المُعتمد السابق من الألف إلى الياء. وهنا المُشكلة ليست في اتخاذ القرار وليست في أنّ تلك القرارات كَانت صَادمة وليست في أنّ هذا يعني إهدار الكثير من الأموال في الإنشاء ثم إهدارها في الهدم ثم إهدارها مُجدّداً في رسم خُطة جديدة؛ ولكن تبقى المشكلة الأكبر ضياع أموال وأحلام المُواطنين تحت عجلات الإزالة. إذا سلمنا بأنّ كل مشاريع نمر كانت غير صائبة، وإذا سلمنا بأنّ العقودات قد شابها ما شابها، فهل تكون مُعالجة الخطأ بالمزيد من الخسائر والتي يدفع ثمنها مُجدّداً المواطنون الذين وضعوا أموالهم وثقتهم على قارعة الطريق.
ليت آليات المحلية تتوقّف ريثما يتم توفيق أوضاع المُواطنين الذين تَضَرّروا من الإزالة، يكفيهم أن عُقودهم مع المحلية والتي اعتقدوا وللحظات أنّها سلاحٌ في أيديهم وأن العقد شريعة المُتعاقدين، يكفيهم أنّها أصبحت حسرة في قلوبهم ولا تساوي الحبر الذي كُتبت به.
رفقاً بالمُواطنين في تلك الأسواق والمراكز.. رجاءً لا تجعلوهم حشائش في صراع الفَيلَة.
خارج السور:
لماذا لا تقوم إحدى الفضائيات أو الصحف بإجراء مناظرة لنا ما بين نمر وأبو شنب حتى نعلم ويعلم المواطنون رأسنا من رجلينا.