محمد عبد الماجد

من (عالم الرياضة) إلى الـ (سوشيال ميديا)

(1) قبل سنوات وفي جيل طارق أحمد آدم ومنصور بشير تنقا وحتى جيل ياسر رحمة ونميري أحمد سعيد وإلى فيصل العجب, كان اللاعب في الهلال والمريخ عندما يشطب من كشوفات فريقه، كان اللاعب المشطوب في أول تصريحات له بعد الشطب يقول إنه سمع بخبر شطبه في (عالم الرياضة). معتبراً أن ذلك هو الذنب والجرم كله – إذ لا اعتراض له على الشطب، لأن (الشطب) في حد ذاته سنة من سنن الحياة.. ولكن اعتراضه فقط في أن مجلس إدارته لم يكلف نفسه بإخطاره بصورة حضارية. (عالم الرياضة) كان البرنامج الرياضي الوحيد الذي تعرف فيه أخبار الرياضة ، إذ لم يكن من وسيلة أخرى غير (الإذاعة) تعاملاً مع الأخبار والأحداث ولا وسيط غيرها لينقلها بشكل مباشر. البرنامج كان يقدم عند الساعة الثانية والنصف (ظهراً) قبل أن يقدموا (الساعة) ويأخروا (الإذاعة). حيث تقدم (الزمن) وتأخر (المكان) بشكل عام. (2) أيام (عالم الرياضة) تلك.. أعادها (الفصل) من الأحزاب الذي نسمع به هذه الأيامات لقيادات في (نجومية) حمد والديبة وطارق أحمد آدم ومنصور بشير تنقا. المفصولون من أحزابهم تعاملوا بنفس الطريقة التي يتعامل بها المشطوبون من أندية القمة السودانية. أغلبهم قال إن نبأ فصلهم من الحزب سمعوا به عبر برنامج (عالم الرياضة).. أي أنهم سمعوا بنبأ (الفصل) بصورة غير حضارية من أحزاب تدعي الديمقراطية والحرية واحترام الرأي الآخر. أظن أن الحد الأدنى من (الاحترام) هو أن يُبلغ (المفصول) بصورة حضارية بنبأ (الفصل). (3) ثقافة (عالم الرياضة) طبعاً انحدرت فهي حضارة سادت ثم بادت وحل بديلاً لها وسائل (السوشيال ميديا) الحديثة. هذه الوسائل يمكن أن تأتي لك بخبر (الفصل) قبل أن يصدر من الحزب. بل يمكن أن تتبرع من عندها وتخترع أشياء لا وجود لها ولا أساس، تعرف بـ (الشائعات). علماً أنه لا يوجد فرق كبير في هذا الزمن بين الحقيقة والشائعة، لأن الحقيقة تكتسب نفس (أجنة) الشائعة. لذلك تساوت (الشائعة) مع (الحقيقة) وأصبح لها الأثر والقدر والتأثير الذي يمكن أن تخلقه (الحقيقة). بل إن (الشائعات) تمنح (توابل) إضافية لتصبح أكثر إثارة وتشويقاً من (الحقائق) نفسها. (4) تعبان دينق النائب الأول المكلف لرئيس جمهورية جنوب السودان – قال إنه لم يبلغ بقرار (الفصل) من المعارضة الجنوبية، وإنما وجد القرار كهذا في الـ (سوشيال ميديا) كتبه مكتب د. مشار في نيروبي وهو نفسه خال من توقيع مشار. الشفيع خضر ايضاً كان قد فصل بنفس طريقة (عالم الرياضة) إذ علم الشفيع خضر القيادي الشيوعي البارز بقرار فصله من الحزب الشيوعي من (الواتساب). وأحسب أن العضو هاشم تلب عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي علم بفصله ايضاً عبر (السوشيل ميديا). غير أن عبدالمنعم خواجة الذي تم فصله في وقت سابق – تسلم خطاباً مفاده أن فصله تم بسبب تكتله مع العضوين (برنجي وأزرق),علاوة على رفضه المثول أمام لجنة التحقيق ، كما جاء في (الإنتباهة) أمس. ولكن الأكيد أن (خواجة) قبل ان يتسلم خطاب فصله من الحزب، علم بالنبأ أولاً من (مواقع التواصل الاجتماعي). (5) الحزب الشيوعي السوداني – هو الحزب السوداني الوحيد الذي يدخل سياسة (الإحلال والإبدال) بالشطب فقط دون أن يسجل. هل يعقل أن يفقد الحزب قيادات بهذا (الحجم)، وهو لا تواصل محسوس له مع (القواعد) ليحدث إضافات له. فقدان فرد من جماهيرية الحزب يمثل مشكلة – كيف هو الحال عند فقدان أو فصل هذه (القيادات)؟