نازك يوسف العاقب : الخرطوم تغرق
كالعادة الخرطوم تغرق (في شبر مية) ويفيض الماء في كل الطرقات كما ماهو معهود لها كل عام، ولكن كنا نأمل أن يأتي خريف هذا العام والولاية تنعم بخريف آمن، متفادية للاضرار البالغة التي تعرض لها سكان الولاية وخاصة الذين يقطنون الأطراف.. إذ شهد خريف العام السابق والذي قبله أضراراً بالغة للمواطنين أصحاب الامكانات الضعيفة.. كما كنا نأمل أن تعمل الشركات المعنية بتطهير المجاري بكل مسؤولية وتجرد لتقليل المخاطر الناجمة عن تراكم المياه في وسط الأحياء، ولكن لابشريات بكل ذلك ونرجو من ولاية الخرطوم أن تتعلم من تجاربها وتسعى جاهدة ليمر خريف هذا العام دون خسائر بشرية ومادية، ونقول قولنا هذا وحتى الآن لا نرى اي نوع من الاستعداد الجاد، لكن نتمنى أن تدرك المحليات ما تبقى من زمن للاستعداد لدرء كوارث الخريف، ونرجو من الحكومة متمثلة في المحليات الوقوف بجانب المواطنين ومساعدتهم في فتح المجاري (وردم) الحفر، وأن تكون صديقة لهم في الأزمات، لأنها تعرفهم جيداً في دفع الرسوم والجبايات وغيرها.. حتى يشعر المواطن أن المحلية التي انهكته في الدفع تقف معه في وقت الحارة، وتساعده وتعينه في مواجهة الأمطار
نتمنى أن تكون ولاية الخرطوم قد اتعظت من سلبيات الأعوام السابقة وتكون على اهبة الاستعداد لمواجهة خريف هذا العام، الذي بشرتنا بداياته، وأن تكون قد وفرت له ما يلزم من معينات لخدمة المواطنين.. وأن تواجه كل الاحتمالات والمشاكل الناجمة عن الأمطار والسيول فالأمطار نعمة.. لا تجعلوها نقمة.