آمنه الفضل .. قصاصات
(واعلم أن أرفع منازل الصداقة منزلتان :
الصبر على الصديق حين يغلبه طبعه فيسئ إليك ، ثم صبرك على هذا الصبر حين تغالب طبعك لكيلا تسئ إليه) .
(مصطفى صادق الرفاعي)
* الغريب انهم لم يزالوا يدعو صداقتنا حينما نلتقيهم وجها لوجه ينزعون عنهم ثوب الجفاء وحينما نغادرهم يقطعو عنا فيض ضحكاتهم التي لا يزال صداها يطرق الأذان بينما كنا نتشارك الحكايا وبعض الخبز والقهوة ..
* أولئك الأصدقاء المزيفون وتلك الصداقة الهشة كانت ذات يوم منفذا للفرح، فكيف لنا أن ندرك ساعتها ونحن في أوج لحظات السعادة بالآخر أنه ثمة من يتاجرون بألآمنا ودموعنا ورنين ضحكاتنا، وكيف لنا أن نعرف أن الذي يعلو وجوه أولئك الزمرة من البشر قناعا وليس وجها حقيقيا..
*ربما إحتياجنا لمن يستمع إلينا ويشاركنا بعض الفرح ويمحو من أعماقنا رهق السفر من وإلى أحلامنا أو ربما وجود من يترصد خطواتنا ليلقي تعويذه الصداقة الزائفة تضحي اسبابا لسقوطنا في أفخاخهم المزروعة في قلب رغباتنا في ثرثرة سرية مع صديق حقيقي…
* كثيرون هم من ُخدعو وتناثرت أسرارهم من بين أفواه من كانوا أصدقاء لهم ذات يوم، لم تعد النفوس نقية كما كانت ولم تعد القلوب تتسع للحب ولم تعد الكلمات شفافة وصادقة في نظر كل من خاب ظنهم في الصداقة فلم تعد لديهم الرغبة في قتل ماتبقى بداخلهم من خلايا حسية…
* (ليلي) قبل أن تدلف الى العيادة النفسية ذات مساء كانت تحمل بين ضفتي قلبها صورا ملونة لصديقتها الوحيدة، فلم تكن تعرف أن الحياة ستجبرها على وأد تلك الصداقة التي دامت خمسة أعوام أدركت بعدها (ليلى) أنها ضحية صداقة زائفة لما يحتويه هاتف زوجها من أحاسيس مغدقة في الغرام لتلك الصديقة…
قصاصة أخيرة
كل أمجاد العالم لا توازي صديقا صادقا
(صحيفة الصحافة)